تناشد عشرات العائلات القاطنة بأقبية حي617 مسكن ببلدية الدرارية، مصالح والي العاصمة بالتدخل الشخصي والنظر في الوضعية السكنية المزرية، التي يعانون منها منذ سنوات طوال. أكدت العائلات القاطنة بأقبية حي617 مسكن ببلدية الدرارية،التي لم تجد عبارات لوصف الوضعية المزرية وقساوة اليوميات التي يقضونها في أقبية فضلوا تسميتها قبورا على سطح الارض، أين تغيب عنها أشعة الشمس والتهوية جاعلة بذلك حالتهم الصحية في منحى تنازلي من سيئ إلى أسوء، أين يلازم أغلبهم على اثر هذا الوضع الفراش مصاحبا أكياس الدواء ومعدات التنفس الاصطناعي، إضافة إلى مياه الصرف الصحي التي تقاسمهم غرفهم التي لا ترقى لأن تكون مساكنا، كما أشار السكان إلى تضررهم بأي أشغال سباكة أو إعادة تهيئة يقوم بها أصحاب الشقق التي يحتمون تحت أقبيتها بحيث تغمر المياه جدران تلك الأخيرة كونها غير مخصصة للسكن، وهو الحال الذي أدى إلى تدهور الحالة النفسية لأغلبية السكان الذين ما عادوا قادرين على المكوث في ظلام الأقبية الدامس والتي سلبتهم الحق في العيش الكريم. كما أردف السكان حديثهم عن حدة الأزمة السكنية التي يتخبطون بها، والتي تضاعفها الضيقة الخانقة أين لا يقل عدد أفراد الأسرة الواحد عن خمس أشخاص يتقاسمون ذات الغرفة في وضع يحول يومياتهم إلى جحيم ويبعث فيهم شعورا بفقدان الكرامة وسلب الحقوق. وأضاف المتحدثون، أن غياب كل المواد الحيوية التي يحتاجونها من كهرباء ماء وغاز زادت حملهم ثقلا، أين يضطرون للحصول على الإنارة بطرق غير قانونية من عدادات جيرانهم، فيما يقطعون المسافات الطوال لاقتناء قارورات غاز البوتان يوميا، أما الماء الشروب فيستقونه من حنفيات المساجد أو من عند قاطني الحي الذين يمدونهم به طيلة هذه السنين، أين اعتبر السكان انعدام مثل هذه المتطلبات هو أمرا لا يمكنهم تقبله ونحن في سنة 2020. في ذات السياق، لم يخفي المواطنون طرقهم لكل أبواب الجهات التي من شأها إخراجهم من عنق الزجاجة، إلا أن كل تلك المحاولات والمساعي باءت بالفشل وسط سنوات قضوها في انتظار وعود وصفوها بالكاذبة لم تتجسد إلى غاية كتابة هذه الأسطر، متسائلين عن سبب تهميشهم رغم تردي وضعهم أين طالبوا والي العاصمة، يوسف شرفة، بالتدخل الشخصي لإنصاف ملفاتهم ومنحهم أولوية الحصول على سكن لائق يشفي غليل انتظارهم طيلة هذه السنين.