بعدما تم استثناؤهم من عمليات الترحيل سكان الأقبية بالحمامات يطالبون بسكنات الكرامة تترقب عشرات العائلات القاطنة بأقبية مظلمة بحي 18 فيفري المعروف بلفدار ببلدية الحمامات بالعاصمة ترحيلها إلى سكنات الكرامة قبل شهر رمضان حسب تصريحات والي العاصمة الذي طمأن سكان الأقبية والسكنات الهشة بالدرجة الأولى. رغم توزيع آلاف الوحدات السكنية خلال السنوات الأخيرة إلا أن عشرات العائلات لا تزال تعيش أوضاعا قاسية وصعبة داخل أقبية مظلمة ولم تبرح مكانها لحد الساعة على غرار حي 18 فيفري المعروف بحي بلفدار ببينام حيث اتخذتها هذه الأخيرة مساكنا لها بعد أزمة السكن الخانقة التي عرفتها الجزائر بعد العشرية السوداء ولم تجد مأوى لها سوى اللجوء إليها عوض التشرد في الشوارع الأمر الذي انعكس سلبا على صحة معظم هؤلاء القاطنين. حسب معلوماتنا أن عدد هذه الأقبية يصل إلى 250 قبوا والمواطن المحظوظ من تحصل على أكثر من قبو أما من لم يوفق في الحظي بواحد فهو من تتضاعف معاناته في العيش بين أربعة جدران غير مهواة بمساحة لا تتجاوز 2م 16 تتاكلها الرطوبة بما في ذلك من الأسقف والأرضية وباعتبار أن هذه المساكن في فراغات صحية أصلا فهي تضم بين جدرانها أنابيب الصرف الصحي التي إذا حدث بها عطبا أو خللا أغرقت هؤلاء السكان في فيضانات من المياه القذرة إلى حين تصليحها والتي لا تتم غالبا إلا بعد عدة أيام أخبار اليوم تنقلت إلى الحي بعد اتصال هؤلاء حيث دخلت هذه الأقبية ووقفت على واقع مر وعصيب ومدى حجم المعاناة التي يعيشها المواطنون داخل أقبية مظلمة حوّلوها إلى مساكن لا يستنشقون فيها إلا الرطوبة العالية والروائح الكريهة داخل وسط يفتقر إلى التهوية ولأدنى متطلبات العيش الكريم وهي الأسباب التي جعلت السكان يصابون بأمراض مزمنة ومختلفة كالربو والحساسية وأمراض أخرى على غرار حالة إحدى المواطنات التي تقطن بفراغ صحي واحد والتي على إثره تدهورت حالتها الصحية أين استدعت مكوثها بالمستشفى عدة أيام تحت الرعاية المكثفة وبعد الفحوصات والتحليل توصل الطبيب المعالج أنها مصابة بخلل في الجهاز التنفسي نظرا لوجود تعفن على مستوى الحنجرة نتيجة الرطوبة العالية في ذلك الجحر الذي تعيش فيه على غرار غياب التهوية مما زاد حالتها تدهورا إذ لا دواء لهذا المرض والعلاج الوحيد الذي أمر به الطبيب حسب السيد جرموني هو أن تغادر المكان الذي تعيش فيه إلى مكان آخر تتوفر فيه الشروط الصحية ووسائل الراحة وإلا ستصل حالتها إلى مرحلة الخطر أين تفقد معها حياتها نتيجة عدم تمكن الأطباء من السيطرة على النوبات التي قد تتعرض لها وحسب زوج هذه السيدة أنه بالرغم من اتصاله في العديد من المناسبات بالسلطات المحلية للنظر في قضيته إلا أنه لم يتلق أي رد شاف فلجأ بعدها إلى فتح فتحة في أحد الجدران لكن سكان العمارة اعترضوا رافضين تلك الخطوة من اجل مرض زوجته وهذا بحجة أن هذا الفعل يهدد العمارة بالانهيار ليقوم السيد جرموني وفي اليوم ذاته سد هذه الفتحة وعادت الأمور كما كانت في السابق.