تمكنت الفرقة الجنائية بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بسطيف أول أمس، من تفكيك أخطر شبكة وطنية مختصة في تقليد أختام الدولة، وذلك في إطار محاربة الجريمة المنظمة وغير المنظمة للحد من انتشار الإجرام بالمنطقة. تعود حيثيات القضية بعد استقبال فرقة الجنايات بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية، شكوى رسمية أودعها مواطن كهل، بمجرد تعرفه بالسوق الأسبوعية على شاحنته من نوع H 100 وهي تعرض للبيع بسوق السيارات بسطيف، مؤكدا أنها سرقت منه بإقليم الجزائر العاصمة منذ ثلاثة أشهر، حسب بيان تلقت »السياسي« نسخة منه أول أمس. ليتم فتح تحقيق معمق في ملابسات القضية، استهل بمساءلة الشخص الذي أقدم على نقل الشاحنة إلى سطيف، وبفضل خبرة عناصر الفرقة تم التأكد من احتمال تورط الشخص الذي قام بعملية البيع في قضايا تزوير، دون تواجد دلائل مادية أو قرائن يمكنها أن تدينه من قبل. وبتاريخ 9 أفريل 2012، وبعد تحديد محل إقامة الشخص الذي دونت باسمه البطاقة الرمادية للشاحنة محل السرقة قبل أن تباع، تم تكليف محافظ الشرطة رئيس الفرقة الجنائية شخصيا لتأطير هذه المهمة، ليتم الترصد له إلى غاية توقيفه، وتحويله إلى مقر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية للتحقيق معه. في نفس الوقت وحفاظا على عدم إتلاف أية أدلة من محل إقامة المعني، كان مقر إقامة المشتبه به تحت المراقبة في انتظار استغلال تصريحاته، أين التحق أحد شركائه بمنزل المشتبه به رفقة شخص آخر، وهمّ بتحميل أغراض مختلفة وأكياس تحوي وثائق إلى جانب جهاز إعلام آلي بلواحقه وأغراض أخرى حملها باستعمال حقيبة يدوية قام بوضعها بداخل الشاحنة التي أقلتهما، لينطلق السائق مسرعا، وتهتم الفرقة بتعقبه وتوقيفه بعد ذلك. مكنت العملية من الوقوف على أحد أخطر بؤر الإجرام المختصة في التزوير واستعمال المزور وتقليد الأختام الخاصة بالإدارات والهيئات الرسمية، باعتبار كل الأغراض التي تم ضبطها بهذه الشاحنة، كانت أغلبها وثائق رسمية تتوفر على جميع المواصفات بما فيها مختلف الأختام الرسمية الخاصة بالهيئات الرسمية التي تصدرها، لم يبق سوى تدوين هويات أصحابها الوهميين، بالإضافة إلى أحدث المعدات والوسائل التقنية المستعملة في تزوير تلك المحررات والوثائق الإدارية الرسمية من جهاز إعلام آلي وسكانير ذا جودة عالية، طابعة، ذاكرات محمولة وأقراص مضغوطة، مجموعة تشغيل KIT خاصة بمركبات مختلفة تستعمل لسرقة السيارات، مجموعة من الأختام مختلفة الأحجام والأشكال عددها 28 ختم ومن بينها ختم معدني دائري جاف يستعمل في تزوير بطاقات الهوية والبطاقة الرمادية ومختلف الوثائق الرسمية، والذي يعد أهم ختم تم حجزه. وهو ما استلزم فتح تحقيق معمق، ضد أفراد هذه العصابة المتكونة من 6 أشخاص، لايزال أربعة منهم في حالة فرار. ليتم تقديم المتورطين اللذين تم توقيفهما أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة سطيف بتهمة جناية تكوين جمعية أشرار وجناية تقليد أختام الدولة واستعمالها وجناية السرقة المقترنة بظرفي التعدد والليل وجنحة التزوير واستعمال المزور في وثائق إدارية وأخيرا جنحة النصب والاحتيال، أمس الأول، حيث أمر بإيداعهما الحبس المؤقت بعد إحالتهما على التحقيق.