تأسست أكاديمية المجتمع المدني سنة 2003 وتحصلت على اعتمادها في 16 سبتمبر 2003، وهي أكاديمية وطنية تحتوي عدة فروع على مستوى القطر الوطني، وفي حوار أجريناه مع موسى بارودي، رئيس الأكاديمية التابعة لفرع المقاطعة الإدارية لبلدية الحراش، أبرز أهم النشاطات التي تقوم بها الأكاديمية، وكذا سعيها إلى تحسيس وتوعية المجتمع خصوصا الشباب بضرورة توجههم إلى صناديق الاقتراع من أجل التصويت وممارسة واجبهم الوطني خلال العاشر ماي المقبل. ما هي أهم أهداف أكاديمية المجتمع المدني؟ أكاديمية المجتمع المدني لها عدة أهداف ونحاول من خلالها جاهدين ترسيخ المبادئ التي تنصب في بحر الإنسانية وخدمة المجتمع المدني من خلال التكفل بالمرضى وفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذا تنظيم الزواج الجماعي ومعالجة قضايا الشباب ومشاغلهم، ومن بين أهداف الأكاديمية كذلك هي نقل المجتمع المدني من مجتمع فعلي إلى مجتمع مدني فعال، وإلى غيرها من النشاطات التي تمس المجتمع، كما تسعى الأكاديمية إلى تحقيق ما تصبو إليه من تكافل وتضامن بين فئات المجتمع. ما نوع المساعدات التي تقدمها الأكاديمية ؟ فيما يخص المساعدات التي تقدمها أكاديمية المجتمع المدني، إحداها تتعلق بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، فنحن نقوم بتوزيع الحفاضات والكراسي المتحركة وتوزيع عربات نقل المعاقين، كما تهتم الأكاديمية بتقديم مساعدات مادية للمقبلين على الزواج، ومن أهم ما حققته الأكاديمية هو مشروع «لقمة السماح» التي خصصت لعائلات الإرهابيين وضحايا الإرهاب، إذ تقوم الأكاديمية بأخذ السميد لعائلة الإرهاب لتحضير الطعام وتقديم كل مستلزمات المرق لعائلة ضحايا الإرهاب، وبعد ذلك نقوم بتنظيم قاعة للمْ شمل العائلتين من أجل نسيان ما مضى من أحزان وخلق جو من التسامح للقضاء على الحقد المزروع بين العائلتين، وقد استطعنا أن نحقق هذا المشروع رغم الصعوبات التي واجهتنا مع هذه الشريحة بالذات في البداية. ما هي أهم مشاريعكم وإنجازاتكم؟ من أهم مشاريع وإنجازات الإكاديمية سعيها للحفاظ على البيئة، أي العمل على إزالة المزبلة العمومية وتهيئة وادي الحراش، وكذا تنظيم نشاطات حول جمع الفضلات المنزلية، كما تسطر الأكاديمية يوما خاصا بحملة مدرسية للتشجير، صيانة وإعداد المواقف، الحدائق، المساحات الخضراء وذلك في شكل تعاونيات شبابية. وفي مجال الطب تقوم الجمعية بإنجاز بطاقة الإنخراط الصحية والعمل على جلب الأخصائيين وتمكينهم من فتح عيادات متخصصة، كما تقوم الأكاديمية بالعمل على تنشيط الهياكل الصحية المتواجدة عبر تراب البلدية وتنشيط النظافة والوقاية المدرسية في كل المؤسسات التربوية التي تحتاج إلى المياه، التسخين، الكهرباء والوسائل البيداغوجية كالمكتبات، المخابر، الإعلام الآلي. أما البرنامج الذي خصصته الأكاديمية في العمل الاجتماعي فيتمثل في إدماج البطالين ذوي الكفاءات في عالم الشغل، ومساعدة الشباب على الالتحاق بمراكز التكوين المهني لاكتساب الحرف والمهن، وكذا تسطير برنامج للإدماج، كما نقوم بتسطير برنامج لمحاربة الآفات الاجتماعية كالمخدرات والانحراف، ونقوم أيضا بالتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري بتقديم المساعدات في المناسبات والطوارئ وإحصاء المحتاجين للسكن الاجتماعي وتقديم الحلول، إلى جانب عملنا على إحصاء وتطوير الهياكل عبر تراب البلدية كالملاعب، ساحات اللعب، قاعات، دور الشباب والمشاركة في التظاهرات الثقافية. وماذا عن النشاطات التي تخصصونها في الأعياد الدينية والوطنية؟ من أهم النشاطات التي نخصصها خلال الأعياد الدينية والوطنية، فمثلا عيد الفطر المبارك نخصصه لزيارة المرضى المتواجدين بالمستشفى لنقدم لهم الهدايا والحلويات، فالأكاديمية تقوم بالاحتفال بكل مناسبة دينية، أما عن الأعياد الوطنية فنقوم بتنظيم حفلات تكون من أجل إحياء مناسبات وطنية كثورة الفاتح نوفمبر للترحم على شهداءنا الأبرار والتذكير بالتاريخ العظيم الذي تتحلى به الجزائر لاستمراره بين الأجيال، وكذا استحضار التضحيات التي قام بها شهداؤنا في سبيل الحرية والاستقلال. في اعتقادك ما هو سر عزوف الشباب عن الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المقبلة؟ أقول أن الشباب يحتاج إلى من يهتم به ويحل مشاكله التي تعرقله لتحقيق طموحه، وإن توفرت له هذه الأمور ستكون ثقة كبيرة بين الشباب والمسؤولين، وأريد التحدث عن نقطة مهمة جعلت الشاب لا يقتنع بهاته الانتخابات، وهذه الأخيرة تتجسد في غياب دور المجتمع المدني في حث وتحسيس الشباب عن ضرورة إعطاء صوتهم في الانتخابات لأنها حق وواجب لا يمكن الاستغناء عنه، والانتخابات القادمة ستخدم الوطن كله، ولا يمكننا القول أن شبابنا ليس واع بل العكس فشبابنا يتمتع بروح المسؤولية وحب الوطن وله غيرة كبيرة على وطنه أملا في التطور والازدهار. ما توقعاتك للانتخابات التشريعية المقبلة، هل ستحقق التغيير الذي يأمل فيه كل المواطنين؟ لدي ثقة كبيرة في الوجوه الجديدة، وأستطيع القول أن هذه الانتخابات التشريعية قادرة على التغيير إلى الأحسن إنشاء الله. ما هي الرسالة التي توجهها إلى الشعب عامة والشباب خاصة؟ أريد أن أتوجه إلى الشباب خاصة أو المواطنين ككل برسالتي المتمثلة في ضرورة الذهاب إلى الانتخاب في 10ماي المقبل لأنه واجب وضروري وليس المهم اختيار الحزب، بل يبقى الأهم هو إعطاء صوته من أجل أن يكون التغيير وهذا لا يكون إلا بتحلي الشعب بروح المسؤولية، لأن وطننا بلد الحرية والاستقرار. ما هي المشاكل التي تعاني منها الأكاديمية؟ مشكلنا الأساسي هو غياب المقر، وأنا شخصيا تبرعت بهذا المقر الذي نتواجد به حاليا ببلدية الحراش. وماذا عن التمويل؟ فيما يخص الدعم فنحن نجده من المحسنين والمتطوعين الذين يحبون مساعدة الناس وخاصة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى، كما أن الأكاديمية اختارت اللجوء إلى حل يساعدها في كسب المال والإستعانة بجهاز صور طبق الأصل الذي تعمل به داخل المقر. يحاول البعض إشعال نار الفتنة في الجزائر تحت شعار ما يسمى بالربيع العربي، ماذا تقول لهؤلاء؟ لدي ثقة عمياء بأن شعب الجزائر يتحلى بالقوة والإرادة، وهو شعب يتحدى كل التدخلات الأجنبية لأننا نتمتع بتاريخ عظيم، ضحينا من خلاله بمليون ونصف المليون شهيد زيادة على العشرية السوداء التي مست كل المواطنين، ونحن اليوم نأمل في الازدهار ووضع ثقتنا في السلطات التي تسعى لتطوير هذا البلد. ككلمة أخيرة، ما هي أمنيتك؟ أنا أفتخر بالإنجازات التي حققها رئيس الجمهورية لبناء وازدهار البلاد، وأتمنى أن يواصل هذا التطور بما ينفع شعبنا، وأتمنى كذلك بقاء مشعل رجال الثورة مرفوعا عبر الأجيال من أجل جزائر حرة ومستقلة.