دعا مشاركون في ندوة، نظمت اول أمس بورقلة إلى تشجيع الدراسات العلمية المتعلقة بأدب الطفل باعتبار هذا المجال الأدبي من الروافد الثقافية التي تساعد على تنمية قدرات ومواهب الطفل. وأجمع متدخلون في هذه الندوة التي نظمت تزامنا مع إحياء اليوم العالمي لحقوق الطفل، من كتاب وأدباء ومختصين في ثقافة وأدب الطفل، خلال مداخلات بثت عبر الفضاء الأزرق (صفحة فاسبوك) للمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية المجاهد محمد التيجاني بورقلة، على ضرورة مساهمة المثقفين والأكاديميين في مرافقة وتشجيع المبادرات والأبحاث العلمية الجادة ذات الصلة بأدب الطفل. وفي هذا الجانب، يرى الأستاذ العيد جلولي، باحث مختص في أدب الطفل، في مداخلة بعنوان أثر أدب الطفل في تنمية شخصية الطفل ، أن الأدب يعد أحد الروافد الأساسية التي تساهم في تنمية قدرات الطفل وتساعده على مواجهة ظروف الحياة سيما في هذا العصر الذي يتميز بالإنتشار الواسع للتكنولوجيات الحديثة. وأوضح المحاضر أنه بات من الضروري الابتعاد عن تأليف قصص أو روايات بأسلوب أدبي قديم ، بل يتعين كتابة نصوص أدبية موجهة للطفل تساير قواعد ومتطلبات العصرنة. واقترح على الكتاب المختصون في أدب وثقافة الطفل استعمال أسلوب بسيط ومفاهيم مؤثرة تعتمد على المؤثرات الفنية الجديدة والتركيز على الخيال العلمي والأسلوب الذكي من أجل استقطاب جمهور الطفل. وأشار في ذات السياق أن الطفل الذي يتعود ذهنه على الخيال العلمي يكون مبدعا ومكتشفا خلاقا تتميز شخصيته بالإبداع والإبتكار. ومن جهته، قدم الأستاذ الجامعي عبد الحميد هيمة ورقة عمل في هذه الندوة بعنوان مخاطر الإنترنت على ثقافة الطفل في الجزائر ، متحدثا فيها عن الإقبال الكبير للأطفال على الشبكة العنكبوتية وهو الأمر الذي يعود إلى المحتويات المتنوعة المتاحة فيها وبكل اللغات وبمفاهيم مبسطة. ودعا ذات المتدخل إلى تعزيز دور الإنترنت في حياتنا المعاصرة، لافتا في المقابل إلى ضرورة التحكم في هذه التكنولوجية المعاصرة واستغلالها بما يفيد تنمية قدرات ومواهب الأطفال. وأبرز بالمناسبة ما وصفه ب المهام الصعبة التي تنتظر النخبة الثقافية بخصوص التحكم في هذه المتغيرات الثقافية وضرورة الإهتمام بتوجهات الطفل. ومن أهم التوصيات التي توجت أشغال هذه الندوة، الدعوة إلى مزيد من الإهتمام بثقافة وأدب الطفل سواء من قبل المؤسسات الرسمية أو الخاصة، وإيجاد آليات ناجعة تضمن تفاعلا مفيدا للطفل في استغلال شبكة الإنترنت بما يفيد تنمية مواهبه وقدراته الإبداعية ويتيح له اكتساب المعرفة. كما أوصى المشاركون بضرورة تضافر الجهود في ذات الجانب من خلال رسم سياسات وبرامج ثقافية خاصة بالطفل وكذا العمل على تكثيف الندوات واللقاءات حول ثقافة وأدب الطفل وحول الوسائل التكنولوجية الحديثة وكيفية تعامل الطفل معها. ولقيت هذه الندوة الإفتراضية التي نظمتها المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، بإشراف وزارة الثقافة والفنون، تفاعلا واسعا في أوساط جمهور شبكات التواصل الإجتماعي. وثمن هؤلاء المتابعين ما قدمه المشاركون في مداخلاتهم التي من شأنها أن تساهم في رفع درجة الوعي لدى الأولياء سيما فيما يخص الإهتمام بمجال أدب الطفل وكذا تعامل أبناءهم مع وسائل التكنولوجيات الحديثة.