اعتبرت فعاليات من المجتمع المدني والطبقة السياسية تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي حميد شباط الذي طالب باسترجاع تندوف وبشار أمر جد خطير تحاول من خلاله جهات مغربية تغطية مشاكلها الداخلية، وإبعاد الأضواء عن التركيز الدولي الأخير على خرقها لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وقال محرز العماري رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي أن الجزائر ليست المرة الأولى التي تعاني من التصريحات غير المسؤولة من طرف المخزن، مضيفا أن المغرب أذنب عندما حاول المساس بالوحدة الترابية للوطن، مشيرا إلى أن كل هذه الصيحات لا يمكنها بأي شكل من الأشكال أن تخلط أي شخص أو تقنع بما يتم الترويج له، مبررا هذا الهجوم المغربي على الجزائر بموقفها الثابت ضد الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، مؤكدا أن هذا الموقف نابع من موقف ثورة أول نوفمبر المظفرة ولن تتراجع عنه الجزائر مهما بلغت ضغوط المخزن. وواصل محرز العماري أن مثل هذه التصريحات المغرضة لن تثني الجزائر عن مساندة الشعب الصحراوي المستعمر، واصفا هذه الأصوات بغير المسؤولة، مطالبا أيها بالانضباط وإلا ستضطر الجزائر لاتخاذ مسؤولية تاريخية. من جهته لم يستغرب طيب الهواري الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء الهجوم المغربي والإدعاءات، حيث قال لا يمكننا الرد على صاحب هذا التصريح سوى بالقول أن الجزائر قبلة الثوار وليست مكة الكوكاكين، مضيفا أن هذه الاتهامات ما هي إلا مناورات بما فيها ما يتم تداوله حول فتح الحدود، مضيفا أن ذلك جاء لتخليط الرأي العام المغربي بسبب موجة المطالبة بحرية التعبير وحل المشاكل التي يتخبط فيها الشعب المغربي، وأضاف طيب الهواري «حلوا مشاكل شعبكم وطبقوا لوائح الأممالمتحدة وأعطوا الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير». وعن حزب التجمع الوطني الديمقراطي أكدت الناطقة الرسمية للحزب نوارة سعدية جعفر إدانة الحزب لهذه التصرحيات مضيفة أن مثل هذه التصرفات لا تخدم علاقة الجوار والصداقة بين البلدين، مبينة أنها مجرد مناورات سياسية لتغطية المشاكل الداخلية، وامتصاص الضغط الدولي في موقفها الجديد ضد الانتهاكات المغربية في الاراضي الصحراوية المحتلة. وكان الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي حميد شباط قد قال أن تندوف وبشار أراضٍ مغربية محتلة من طرف الجزائر، داعيا لشن حرب لاستعادتها، وهو تصريح خطير يعتبر سابقة في تاريخ البلدين منذ ترسيم الحدود.