اعتبر المختصون الاقتصاديون قرار الحكومة بإلغاء الفوائد على القروض الموجهة لتمويل مشاريع «أونساج» و«كناك» بصفة نهائية لكل ولايات الوطن، بعد أن كان الإجراء قد شمل ولايات الجنوب فحسب خطوة إيجابية لبعث الكثير من المشاريع المجمدة، مشيرين إلى أن هذا الإجراء سيؤدي إلى رفع الطلب لأقصى مستوياته منذ استحداث هذه الآلية لامتصاص البطالة عن طريق إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من طرف الشباب. * توقعات ببلوغ مستويات قياسية من الطلب على قروض الشباب
أكد عبد الحق لعميري خبير في الاقتصاد والتسيير أن إلغاء الفوائد على القروض الموجهة لتمويل «أونساج» و«كناك» ستؤدي للزيادة الكبيرة في الطلب عليها، وبالتالي رفع حجم الاستثمارات وفتح مناصب شغل، واعتبر ذات المتحدث هذا الإجراء بمثابة بعث للمشاريع المجمدة، بالنظر لوجود عدد كبير من الشباب رفض هذه الصيغ بسبب الجانب الديني، وبالرغم من أن لعميري شدد على إيجابية هذا الإجراء بنسبة 90 بالمئة، غير أنه أكد أن ذلك سيكون له أثر سلبي على خزينة الدولة، مضيفا أنه مع ذلك يبقى حل امثل في هذه المرحلة الحساسة لمعالجة المشكل العويص للبطالة، مشددا على أن ذلك سيساعد كثيرا في هذا الإطار.
* سراي: «ديناميكية جديدة ستفتح شهية الشباب على المشاريع»
أبرز عبد المالك سراي الخبير الاقتصادي الدولي أن الإجراء القاضي بإلغاء الفوائد على قروض الشباب سيمنح ديناميكية جديدة بإبعاد التردد لدى الشباب، مضيفا أنه سيفتح الشهية للشباب إلى المشاريع الجديدة، وأشار ذات المتحدث أن نسبة الفوائد ولو 1 بالمئة كانت تشكل عائق بسبب الجانب الديني، معتبرا أنها مرفوضة بنسبة كبيرة لدى شباب الجنوب، وجزئيا لدى شباب الهضاب العليا والشرق مما سينعش الإستثمارات الشبانية في هذه المناطق. واعتبر سراي أن هذا الإجراء كسب حكومي لرضا الشباب الذي يشتكي من المناخ الصعب للاستثمار، دون أن ينسى أن يشير إلى تأثيراته السلبية فيما يخص تغطية هذه الفوائد من خزينة الدولة، معتبرا أن ذلك لا يتماشى مع المفهوم الاقتصادي الحديث، مضيفا أن هذا الإجراء مرحب بيه لكنه بعيد عن التسيير الاقتصادي حتى ولو تعيش الجزائر في بحبوحة باعتبار أنها ثاني اكبر دولة عربية والثامن دوليا في الإمكانيات المادية.
شباب يعتبرون إلغاء الفوائد كسر لآخر الحواجز
لقي إعلان الوزير الأول عبد المالك سلال إلغاء نسبة الفائدة المفروضة على القروض الموجهة لتمويل مشاريع «أونساج» و«كناك» بصفة نهائية، مع مراجعة مدة الاعفاء الضريبي ورفعها من 3 سنوات إلى 10 سنوات كاملة، وذلك ضمن مشروع قانون المالية التكميلي للسنة الجارية، كخطوة تحفيزية للشباب أصحاب المشاريع ستدخل حيز التطبيق بداية سبتمبر القادم، ترحيب كبير من طرف الشارع الجزائري، حيث أبدى أغلب الشباب الذين التقت بهم «السياسي» ارتايحهم الكبير لهذه الإجراءات التي تدخل الجديدة لصالح الشباب البطال الراغب في انشاء مؤسسته الخاصة، الكثير من الشباب اعتبروا أن هذا الإجراء سيزيد من عدد الملفات المودعة للاستفادة من هذه القروض، خاصة وأن إلغاء الفائدة وصفهم الكثير منهم بكسر الحاجز الديني، وستدخل هذه الخطوة التحفيزية للشباب أصحاب المشاريع حيز التطبيق بداية سبتمبر القادم. «الآن غير لميحبش يخدم» هكذا أجبنا العديد من الشباب الذين أكدوا على ضرورة الوقوف على المنح العادل والشفاف للقروض وإلغاء أي صور للمحسوبية، وكان سلال قد أكد أن الحكومة قررت تعميم إلغاء نسبة الفائدة على القروض البنكية الموجهة لتمويل مشاريع الشباب، مشيرا أن الدولة ستتولى دفع نسبة الفائدة من الخزينة العمومية للبنوك نيابة عن الشباب، مشيرا إلى أن نسبة تهرّب الشباب من تسديد ديون «أونساج» ارتفعت من 57 بالمئة سنة 2011، إلى نسبة تهرّب عند 75 بالمئة سنة 2012.