وضع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حدا للتأويلات والإشاعات التي حامت حول صحته، وصفع هواة المتاجرة بملفه الصحي الذين ذهبوا إلى حد اغتياله وهو على قيد الحياة، حين ظهر وهو يستقبل عبد المالك سلال والفريق أحمد ڤايد صالح بمستشفى المعطوبين بباريس. وبثت وكالة الأنباء الجزائرية لأول مرة منذ دخول الرئيس المستشفى في 27 أفريل الفارط، صورا له وهو يستقبل كل من الوزير الأول عبد المالك وقائد الأركان أحمد ڤايد صالح، بمستشفى المعطوبين بباريس، وظهرت إحدى الصور للرئيس عبد العزيز بوتفليقة وهو جالس على كرسي يتوسط عبد المالك سلال الذي جلس إلى اليمين وأحمد ڤايد صالح يجلس على اليسار، فيما بدا بوتفليقة في صورة ثانية يرتشف فنجان قهوة باليد اليمنى. وقد تداولت صور الرئيس وهي أول صور له منذ دخوله المستشفى في 27 أفريل الفارط، بسرعة فائقة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى نطاق واسع، وكان ذلك في حدود الساعة الثالثة والنصف من مساء أمس، ويظهر رئيس الجمهورية يرتدي سترة سوداء، وهو يتحدث إلى ضيفيه، فيما ظهر في الصورة ميكروفون التلفزة الجزائرية وهو يلتقط حديث الرئيس، مما يؤكد أنه كان هناك حديث مطول بين الأطراف الثلاثة، وأن التليفزيون يحوز على محتوى الحوار، كما ظهر ضيفا الرئيس مبتسمين، قد تكون ابتسامة الرضا على الحالة الصحية للرئيس. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يتحدث إلى الضيفين، وتبدو ملامح وجهه ومن جلسته المعتدلة، أنه في صحة جيدة أو على الأقل يبدو متماثلا للشفاء، على اعتبار أنه تحادث لما يقارب الساعتين لضيفيه، وهو منتصب بطريقة عادية على كرسيه، وتؤكد الصورة صدق التصريحات التي أدلى بها المسؤولون عن تحسن صحة الرئيس. وبعثت الصورة حالة من الاطمئنان والراحة في أوساط الشعب الجزائري، يبدو ذلك جليا من التعليقات التي رافقت الصورة على شبكة التواصل الاجتماعي، مما يعكس التعطش الكبير للشارع الجزائري لرؤية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حيث علق أغلبية الفايسبوكيون أنهم جد مرتاحين لظهور رئيس الجمهورية وهي علامة بشرى وخير ليقضي الجزائريون رمضان في راحة من أمرهم حول صحة رئيسهم. وجاءت صورة رئيس الجمهورية وهو يستقبل ضيفيه كاستجابة للطلب الملِح للشعب الجزائري الذي ما فتئ يسأل عن صحة الرئيس، وكان شغوفا للاطمئنان عليه، بعد أن كثر اللغط، وبسطت الإشاعة سيطرتها على أخبار صحة الرئيس، فمنهم من ذهب إلى وفاة الرئيس ومنهم من قال بشلله ومنهم من قال أنه في غيبوبة، وكانت آخر الإشاعات ما تداولته الصحف الفرنسية يوم الاثنين على أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد توفي، وقالت أنه نقلت الخبر من مصادر حسنة الاطلاع، وتأتي هاته الصورة لتطمئن الشعب الجزائري، وتدحض كل الإشاعات، وتضع حدا للتأويلات. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية في متن الخبر المرافق للصور أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة استقبل ظهر الثلاثاء بباريس حيث يقضي فترة علاج وإعادة تأهيل وظيفي كلا من الوزير الأول عبد المالك سلال ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد ڤايد صالح. وخلال لقائهما برئيس الدولة ظهر الثلاثاء بمستشفى ليزانفاليد (باريس) والذي دام قرابة ساعتين قدم المسؤولان الساميان لرئيس الجمهورية عرضا شاملا عن الوضع السائد في البلاد فيما يخص نشاطات الحكومة وكذا بشأن الوضع السياسي والأمني، حسبما أوضحه سلال. كما أكد أن الرئيس بوتفليقة «قد تجاوب بشكل جيد وأن حالته الصحية تبدو جيدة» مضيفا أن رئيس الدولة أعطى تعليمات وتوجيهات تخص كافة مجالات النشاط سيما فيما يتعلق بالتحضيرات المتعلقة بتموين الأسواق خلال شهر رمضان المقبل. وفي هذا الصدد طمأن سلال حول الحالة الصحية لرئيس الجمهورية الذي وجده في صحة جيدة رغم أنه لازال في فترة نقاهة.