يواجه العديد من الأحياء القديمة «كوشمار» الانهيار الذي أصبح يؤرق حياتهم، حيث أنه حسب إحصائيات لخبراء البناء والمهندسين المعماريين فإن 50 بالمئة من البنايات قديمة في الجزائر بالإضافة إلى أن هناك العديد من العمارات يجب أن تهدم لأنها تشكل خطرا حقيقيا، فيما نفوا بأن يكون هناك ترميم حقيقي للبنايات الهشة والتي اعتبروها مجرد تحسين للواجهات، دعا هذا الأخير رؤساء البلديات إلى الاستعانة بخبراء للبناء على مستوى كل حي لمعرفة مدى سلامة العمارات قبل وقوع الكوارث. وكشف عبد الحميد بوداود، رئيس المجمع الجزائري لخبراء البناء والمهندسين المعماريين، أمس، في اتصال ل«السياسي» بأن ما يحصل من انهيارات إلى غياب الاتصال بين المواطن والبلدية من حيث معرفة مدى هشاشة العمارة بالإضافة إلى عدم وجود معرفة واسعة بالبنايات الهشة والتي تشكل خطرا على المواطن، موضحا بأن على كمل بلدية أن تقوم بوضع خبير في العمران وهشاشته على مستوى كل حي وهذا لمعرفة مدى خطورة هذه البناية وهذا ما يقي حدوث مثل هذه الكوارث التي تجدد في كل سنة. وأوضح بوداود بأن هناك العديد من البنايات التي يجب أن تهدم وهذا بفعل هشاشتها الكبيرة والتي إن لم تهدم ستسقط على قاطنيها، مشيرا بأنه لا يوجد شركات مختصة في مجال الترميم وما يحدث للعمارات والمحلات وغيرها من البنايات هي عبارة عن تحسين وليس ترميم ما يؤدي إلى هشاشة العمران بصفة عامة خاصة منه القديم، موضحا 50 بالمئة من البنايات في الجزائر قديمة والقديم بطبيعة الحال بكون فيه نوع من الهشاشة التي تؤثر غليه فما على المسؤولين إعادة النظر في هذه البنايات وتأهيلها جيدا من أجل عدم دخولها في خانة الخطر، مشيرا بان العديد من البلديات تحتوي على بنايات هشة. ألف وثمانمئة عمارة في الجزائر الوسطى في حالة هشاشة كبيرة ومن جهة أخرى أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي للجزائر الوسطى، عبد الحكيم بطاش، أن ما لا يقل عن 1800 عمارة في الجزائر الوسطى منها 30 بالمئة تابعة للقطاع الخاص هي في حالة هشاشة جد متقدمة بسبب غياب مؤسسات مؤهلة في مجال ترميم العمارات القديمة. وصرح بطاش انه بسبب غياب مؤسسات مؤهلة في مجال ترميم العمارات القديمة هناك 1800 عمارة في الجزائر الوسطى منها 30 بالمئة تابعة للقطاع الخاص في حالة هشاشة جد متقدمة. وأشار إلى أن العديد من هذه العمارات يزيد عمرها عن 100 سنة معتبرا أن الترميم حاليا لا يمكن إلا أن يكون محتشما، وأن خطر الانهيار يمكن أن يحدث في أي وقت، وأضاف أن بعض هذه العمارات لديها أزيد من 100 سنة. ويجب توقع حدوث أخطار انهيارات. وأرجع رئيس المجلس الشعبي البلدي للجزائر الوسطى هذه الحالة سيما إلى غياب مصلحة حراسة العمارات التي تمثل وحدها 50 بالمئة من التكفل بالعمارات. وتأسف بطاش لكون ديوان الترقية والتسيير العقاري قد تخلى عن هذه العمارات فلم يعد لمهنة بواب العمارات أي وجود منذ أزيد من 10 سنوات، مشيرا إلى أن الخواص يرفضون صيانة ممتلكاتهم الواقعة أساسا على مستوى شوارع العربي بن مهيدي وديدوش مراد وطريق الإخوة بليلي وتيليملي. وأوضح بطاش أن الخواص يفضلون ترك عماراتهم في حالة مزرية من أجل استرجاع القطعة الأرضية بعد ترحيل جميع السكان، داعيا في هذا الإطار السلطات العمومية إلى تبني استراتيجية مناسبة لإرغام هؤلاء الخواص على التكفل بممتلكاتهم. وأشار أيضا إلى وجود مؤسسة جزائرية تكفلت بطريق العربي بن مهيدي من أجل ترميم أبواب المداخل والأدراج والسطوح وواجهات العمارات. وفي رده عن سؤال حول غياب التكفل بهذه الظاهرة في الماضي اعترف بطاش أن كل رئيس جديد للمجلس الشعبي البلدي لسوء الحظ ينتهج سياسته الخاصة بدل مواصلة العمل الذي تمت مباشرته، مؤكدا من جهة أخرى أنه تحصل على موافقة والي الجزائر لكي تتكفل البلدية بترميم كل بنايات شارع احمد شايب وأخيرا قال «إن هناك إرادة في ترميم النسيج العمراني للعاصمة ولكن انشغالنا الرئيسي هو أننا في أوجّ استعجال في سياق متميز بغياب المؤسسات المؤهلة في ترميم العمارات القديمة».