لا يزال الباعة الفوضويون بين كر وفر مع السلطات المعنية في العديد من بلديات العاصمة، بعد استئناف عملية نزع الأسواق الفوضوية من جديد، وهو ما وقع ببلدية براقي خلال اليومين الأخيرين، حيث تم القضاء نهائيا على السوق المتواجد بحي سعيد يحياوي الخميس الماضي، غير أن الباعة عادوا إلى نشاطهم بشكل عادي يوم أمس. ارتاح سكان حي سعيد يحياوي ببراقي لمدة ثلاثة أيام متتالية من فوضى السوق بعد أن شنّت المصالح المعنية حملة واسعة قضت بها على طاولات الباعة غير الشرعيين، وأكوام النفايات المكدسة وسط الطريق الذي يمر منه المارة، وهي العملية التي استحسنها الجميع، غير أن الوضع لم يلبث أن عاد إلى ما كان عليه، ما أثار استياء وتذمر المواطنين بعد أن قام بعض الباعة بمزاولة نشاطهم من جديد يوم أمس دون أي اكتراث للعقوبات التي ستفرض عليهم، حيث أكد أحدهم أن مصدر عيشه وعائلته مبني على طاولة بيع الخضر بالمكان لا غير، مشيرا إلى انه لا بد من بدائل ومن ثمّ القضاء على السوق الفوضوي. للإشارة، فإن منطقة سعيد يحياوي تعرف فوضى عارمة ونفايات متراكمة وروائح كريهة تخنق الانفاس بسبب تواجد السوق بالمكان منذ سنوات خلت، حيث أنه بات يشوه وجه المكان الذي يغرق في أكوام الأوساخ المخلّفة من طرف الباعة غير الشرعيين من بقايا الخضر والفواكه المتعفنة وعلب الكارتون والأكياس البلاستيكية، فرغم أن السلطات المحلية قامت بنزع السوق مرات عدة بعد قرار وزارة الداخلية، غير أن الباعة عادوا إلى نفس المكان ضاربين بالقرار عرض الحائط بحجة عدم وجود البدائل، حسبما أكده بعضهم. وأكد السكان أن ذات الوضع يزيد من تدهور الوضع الصحي والبيئي وهو ما باتوا يتخوفون منه خاصة وأن أبناءهم يلعبون بجوار السوق، وما زاد الطين بلة، الفوضى والإزعاج الذي يسبّبه الباعة حيث أشار ذات المعنيين أنهم افتقدوا طعم الراحة منذ سنوات ما يجبرهم على غلق النوافذ طوال اليوم.