بقيت أغلبية المخابز ومحلات بيع المواد الغذائية يومي عيد الفطر المبارك موصدة، مما أجبر المواطنين في أغلب الأحيان على التنقل بين أحياء العاصمة في رحلة البحث عن الخبز أو المواد الغذائية والإستهلاكية، وككل سنة، وجد الجزائريون أنفسهم أمام متاجر مغلقة وحالة من الندرة في الخبز والحليب، فيما سيتم معاقبة المعنيين بالمداومة بعد تكثيف أعوان الرقابة وقمع الغش لنشاطهم للتأكد من برنامج المناوبة. رغم سلسلة التهديدات بعقوبات قاسية التي كانت قد أطلقتها وزارة التجارة بالنسبة للتجار الذين لا يطبقون نظام المداومة الهادف لضمان إحتياجات المواطنين وفي مقدمتهم الخبازين غير أن ذلك لم يحول دون غلق أغلبيتهم لمحلاتهم ومخابزهم، وكانت أغلب المحلات التجارية التي زاولت نشاطها هذه يوم العيد هي محلات بيع "التبغ والعطور" التي ازدانت واجهاتها بمختلف الألعاب لجلب الأطفال وبالتالي أوليائهم فيما ظلت محلات بيع المواد الغذائية والمخابز مغلقة، وينتظر أن يتم غلق المحلات المعنية بالمناوبة ولم تفتح لمدة شهر كامل من الغلق بالإضافة إلى غرامة، بعد أن أكدت وزارة التجارة خروج أعوان الرقابة وقمع الغش للتأكد من التزام التجار ببرنامج المداومة، حيث أوضح القطاع الخدماتي تجند جميع وحداته لضمان عيد سعيد وتنفيذا لتعليمات وزارة التجارة المتعلقة بضمان التجار للمداومة خلال عيدي الفطر المبارك، وفي هذا الصدد أكد المدير للرقابة الإقتصادية وقمع الغش بوزارة التجارة عبدالحميد بوكحنون للإذاعة الوطنية أن مصالحه ستعمل على التأكد من التزام التجار المعنيين بالمداومة عبر مختلف ولايات الوطن. وعبر أحياء بئر مراد رايس والمدنية والقبة وحسين داي والشراڤة والجزائر الوسطى وغيرها، ظلت الستائر الحديدية لمختلف المحلات والمخابز مسدلة باستثناء القليل منها مما يوحي بتكرار هذه الظاهرة التي أصبحت مؤخرا طابعا شبه اعتيادي لعيدي الفطر والأضحى. ومما يزيد في الطين بلة استمرار غلق هذه المحلات على مدار أسبوع كامل إن لم يكن أكثر مما يخلف امتعاض المواطنين ويلقي بظلاله على الفرحة التي تميز هذه المناسبات. وكان رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين يوسف قلفاط قد طمأن قبل أيام بأنه لن تكون هناك ندرة في مادة الخبز خلال عيد الفطر بفضل نظام المداومة الذي سيتم العمل به عبر كافة التراب الوطني، مؤكدا بأن أزيد من 55 بالمائة من المخابز عبر الوطن ستعمل خلال هذه المناسبة. ويعني ذلك أن ما بين 10000 و11000 مخبزة ستقوم بتوفير مادة الخبز للمواطنين من الساعة الخامسة صباحا إلى الثالثة بعد الظهر. كما أشار رئيس الإتحادية إلى أن المخابز المداومة ستوفر في أول أيام العيد نحو 23 مليون خبزة وحوالي 16 مليون خبزة في اليوم الثاني. كما ذكر بأن نشاط المخابز عرف أزمة في اليد العاملة خلال شهور رمضان الأخيرة نتيجة تفضيل عدد كبير من العمال أخذ عطلهم لصعوبة العمل في درجات حرارة مرتفعة.