قال عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري، في تسجيل منسوب له، إن الرئيس المعزول، محمد مرسي، كان داخل نادي ضباط الحرس الجمهوري، شرقي القاهرة، يوم 8 جويلية الماضي، حيث وقعت مواجهات بين قوات الجيش وأنصار مرسي بمحيط النادي، وسقط خلالها قتلى وجرحى. وفي تسجيل صوتي منسوب للسيسي، بثته قناة (الجزيرة)، مساء الجمعة، قال لمحدثه ياسر رزق، رئيس تحرير صحيفة (المصري اليوم) الخاصة، إنه جرى نقل مرسي بعد تلك المواجهات مباشرة إلى مكان آخر (لم يكشف عنه). وردا على سؤال من ياسر رزق حول سبب سرعة التعامل مع المعتصمين أمام الحرس الجمهوري وارتفاع عدد الضحايا، قال السيسي: «لما (عندما) تكون فيه حالة تلاحم بين ناس أفراد يعني تظاهر، أنا هقول بمنتهى حسن النية، إن ممكن ناس تقتل بعضها من غير ما تفهم، إنت بتضرب (تطلق) طلقة وأنت مش (لست) متعلم، إحنا (نحن) في الجيش عشان (لكي) تضرب لازم يكون فيه خطوط، فواصل ومسافات بين الأفراد وبعضها وهو بيسيطر على النيران اللي بتطلع (تطلق)». وأضاف: «كان فيه عناصر موجودة معاها سلاح، ولن أقول من أي طرف كي لا اتهم أحدا، لكن ذلك ترتب عليه خسائر غير مبررة». ومضى قائلا: «مش (ليس) معقول تيجي (تحضر) عند المكان اللي قاعد (موجود) فيه الرئيس جوه (داخل) منشأة عسكرية، عشان كدا (لأجل ذلك) نقلناه في نفس اليوم فورا». ووقعت أحداث الحرس الجمهوري فجر يوم 8 جويلية الماضي أمام دار الحرس الجمهوري (نادي اجتماعي يتبع قوات الحرس الجمهوري)، وراح ضحيتها ضابط وجندي و51 متظاهرا من مؤيدي مرسي، مصادر طبية. وآنذاك، اتهمت جماعة الإخوان المسلمين، المنتمي إليها مرسي، الجيش بإطلاق النار على المتظاهرين، فيما قال الجيش إنه كان يدافع عن نفسه إثر محاولة المتظاهرين اقتحام الدار، التي كان يتردد أن مرسي محتجزا بها لبعض الوقت بعد عزله يوم تموز الماضي، قبل أن ينقل إلى جهة غير معلومة. وتطرق وزير الدفاع المصري، في التسجيل الصوتي المنسوب له، إلى أحداث المنصة، قرب ميدان رابعة العدوية، شرقي القاهرة، حيث قال إنه كان سعيدا جدا بما جرى يوم 26 جويلية، في إشارة إلى تلبية الدعوة التي أطلقها للمصريين لمنحه تفويضا ضد الإرهاب والعنف المحتملين، قبل أن «ينكدوا علينا (يفسدوا فرحتنا)». ومضى قائلا «هو كل إجراء ناجح جدا يعملوله (يواجهونه) بإجراء آخر يفشله أو يسيئ له في الإعلام»، فيما بدا إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المعزول. واندلعت اشتباكات بين مؤيدين للرئيس المعزول والشرطة، يوم 28 جويلية الماضي، أمام النصب التذكاري للجندي المجهول بطريق النصر، على بعد نحو كيلومترين من ميدان رابعة العدوية شرقي القاهرة. وخلّفت تلك الاشتباكات 88 قتيلا، بحسب وزارة الصحة المصرية، فيما قال المستشفى الميداني برابعة العدوية، الذي كان يديره معتصمون، إن الاشتباكات خلفت 127 قتيل و4500 جريح. وفي ذات التسجيل أعرب، السيسي أنه كان يخشى أن يكون عدد ضحايا فض اعتصامي رابعة والنهضة أكثر من ذلك، دون أن يحدد رقما، غير أنه أشار إلى وجود ضحايا في أحداث أخرى خلال هذا اليوم منها الاعتداء على أقسام للشرطة بعدد من المدن. وقال «اعرفوا الأرقام الحقيقية للقتلى في مصر من عباس»، دون الإشارة منه لهوية عباس ووظيفته، غير أن شبكة «رصد» التي سربت التسجيل، قالت إن المقصود اللواء عباس كامل الذي قالت إنه مدير مكتب السيسي. وأضاف وزير الدفاع إن سقوط عدد كبير من الضحايا «لا يعني أننا نستهين بأرواح الناس»، وقال: «هناك مشكلة حقيقية في أن الطرف الآخر لا يريد أن يسمع ويفكر ويصدق أن ما نقوله هو الحقيقة»، دون أن يشير من يقصد بالطرف الآخر. وتشير الأرقام من جانب أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي إلى أن عدد القتلى في فض اعتصامي رابعة والنهضة وصل 3 آلاف، بينما الأرقام الرسمية تتحدث عن بضعة مئات من القتلى. ولم يتسن التأكد من صدقية التسجيل الصوتي من مصادر مستقلة، وقالت قناة (الجزيرة مباشر مصر)، إن القناة تعرضت لتشويش متعمد على بثها في مصر، قبيل بث التسجيل الصوتي، قبل أن تنقل بث القناة على تردد آخر. كما ذكرت القناة أن موقع (يوتوب) العالمي للفيديوهات، حجب التسرب الصوتي الذي بثته للسيسي بعد شكوى من جريدة (المصري اليوم)، بدعوى امتلاكها حقوق الملكية الفكرية للتسجيل.