أكد المؤرخ محمد القورصو، الأستاذ بجامعة الجزائر بسكيكدة، بأن فرنسا حوّلت سنة 1961 قرابة ال6 أطنان من أرشيف الجزائر إلى فرنسا. واعتبر الأستاذ القورصو في مداخلة بعنوان "سطو فرنسا على التاريخ.. حالة الجزائر" خلال أشغال الملتقى الدولي الثامن حول تاريخ الثورة الجزائرية "المعارف والغيرية والإيديولوجية والممارسات الاستعمارية في الجزائر"، الذي تحتضنه المكتبة المركزية لجامعة «20 أوت 1955»، أن هذا الأرشيف حول وتم السطو عليه من أرصدة وهرانوالجزائر العاصمة وقسنطينة والذي كان يضم جميع أرشيف الجزائر حتى ذلك الخاص بالفترة العثمانية في الجزائر. وأكد المداخل أنه ارتأى أن يستعمل كلمة السطو ليصف عملية تهريب أرشيف الجزائر من طرف الاستعمار الفرنسي والتي يعتبرها أغلب زملائه غير لائقة، لأنها قوية وتعبر بحق عن الاستيلاء على شيء غال الثمن بالنسبة للجزائر من خلال تحويل عدد كبير من الآثار الإسلامية والرومانية التي تفخر بها حاليا متاحف فرنسا. كما أكد المصدر أن الأرشيف المسروق يضم الآثار المكتوبة والتي تعود إلى عهد الأمير عبد القادر وما قبله على غرار المخطوطات المخزونة حاليا بمكتبة باريس مضيفا أنه رغم كل هذه الحقائق، فإن فرنسا تغلق هذه المراكز الثقافية في وجه الباحثين الجزائريين الذين لا يمكنهم الاضطلاع سوى على بعض الأرشيف الخاص بالثورة الجزائرية ولم يتم استرجاع حاليا سوى الأرشيف الخاص بالفترة العثمانية. وقال الأستاذ القورصو، إن فرنسا تحاول بكل الطرق التصدي إلى شعوب المستعمرات سابقا ومنعها من كتابة تاريخها بأقلامها حتى تطمس شخصيتها و هويتها الوطنية. وفي الأخير، تساءل الأستاذ القورصو فيما إن كان للجزائر رغبة سياسية فعلية في حماية تاريخها عن طريق استرجاع أرشيفها الذي هو جزء من السيادة والهوية الوطنية، مستدلا بالقانون الدولي الذي ينص على أن أي أرشيف دون في بلد ما فهو ملك لذلك البلد، معتبرا أن حجة فرنسا القائلة بأن الأرشيف الذي دون منذ سنة 1830 يحمل عنوان الجمهورية الفرنسية غير مقبولة و هي تسقط أمام هذا القانون الدولي. وتدور محاور هذا الملتقى الذي يدوم يومين بمشاركة عديد الأساتذة من مختلف جامعات الوطن وكذا فرنسا حول الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع والتاريخ الاستعماري الفرنسي في خدمة تغير وإعادة تنظيم الإقليم والهوية والثقافة الجزائرية وكذا دور التصنيف والإيدولوجيا والممارسات الاستعمارية، فضلا عن دور الطب النفسي الاستعماري الفرنسي في تحقير الإنسان الجزائري وثقافته.