أكد المجاهد بن داهة عدّة، أن أول نوفمبر من أعظم أيام الجزائر لا تسعه المكتبات والساعات للحديث عن هذا اليوم المهم بالنسبة للجزائريين ككل، وفيه أشرقت الحرية والاستقلال، ف59 سنة من هذا اليوم، لها الفضل الكبير الى كل ما وصلنا إليه من تطور وإنجازات في جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية وغيرها، أول نوفمبر جنى عددا من الشهداء، فهو لم يأت من العدم، فقد خطط له من طرف رجال وذلك من أجل تحقيق الاستقلال، لما تضمنه بيان أول نوفمبر، هذا البيان الذي يعد برنامجا ومنهاجا كاملا سارت عليه الثورة ولا يمكن لأحد من المؤرخين أو الباحثين أن يشكّك فيما ورد في بيان أول نوفمبر لانه جاء به عظماء الاستقلال. السعيد بوحجة، مجاهد وضابط بجيش التحرير: «أول نوفمبر جعل الجزائر قوة سياسية وعسكرية إقليميا وعربيا» ترحم المجاهد والضابط السياسي في جيش التحرير الوطني، السعيد بوحجة، على أرواح شهداء ثورة نوفمبر الذين لولاهم، ما كانت للجزائر اليوم شأنا، وبمناسبة ذكرى اندلاع الثورة التحريرية، قال إن الجزائر تستعد للاحتفال بالذكرى التاسعة والخمسين على أول طلقة كانت الإشارة الكبرى لانطلاق ثورتنا المظفرة في جو الاستقرار والامن والتطور، ونحن كرعيل أول فجّر ثورة أول نوفمبر، نرى بأن آمالنا وأمانينا قد تحقّقت في رؤية الجزائر مستقلة وحرة وذلك بفضل تضحيات شعبنا بجميع فئاته، كما نسجل كمجاهدين بأن الوطن حقّق أشواطا كبيرة خلال سنوات الاستقلال في جميع المجالات مسّ كافة شرائح المجتمع حيث أصبحت بلادنا دولة قوية سياسيا وعسكريا واقتصاديا وباتت قوة إقليمية وعربية داخل الخارطة الدبلوماسية، بعد ان كنا شعبا مطاردا ومشردا ومضطهدا، فجعلتنا تضحيات شهداء وشجاعة مجاهدي اول نوفمبر، دولة قائمة بمؤسساتها وقياداتها ومجتمعها ودولة يحترمها العدو قبل الصديق. وفيما يخص التحديات الراهنة والمستقبلية التي تنتظر الجزائر، أكد المتحدث أنهم كمجاهدين وأبناء جيل الاستقلال «لا بد أن نستمر في مشوار البناء والتعمير وذلك وفاء للأبرار وتجسيدا لتطلعات الأجيال الصاعدة والجزائر الآن تفرض علينا المحافظة على كل هذه الإنجازات، لأننا نعتقد بأن المعركة لم تنته وبأن الجزائر مازالت مستهدفة من قبل قوى باتت تزعجهم باستقرارها واستتباب الأمن فيها وتطور اقتصادها وتعزيز مكانها الريادي في المنطقة، فعلينا التجنّد واليقظة للمحافظة على البلاد وعلى الشعب وعلى الدولة التي أصبحت قوة إقليمية في ظرف قياسي لم يتجاوز الخمسين سنة من افتكاكها لحريتها واستقلالها، وبالتالي، علينا أن نمضي معا كأسرة ثورية وكأبناء وجيل الاستقلال نحو العمل معا وجنبا إلى جنب من أجل ترسيخ وحماية مكتسبات وتضحيات جيل أول نوفمبر». المجاهد بن طيب بلقاسم: «ثورتنا أعظم ثورة أخرجت شعبنا من الظلم والقهر» أثنى المجاهد بلقاسم بن طيب ورفيق الزعيم التاريخي للثورة التحريرية المباركة، حسين آيت أحمد، بثورة أول نوفمبر المظفرة، فهي النقلة التي أخرجت الشعب الجزائري من غياهب الظلم والفقر والجوع والقمع وإعادته من ظلام دامس تحت سبع أراضٍ الى سابع سماء الحرية والإستقلال. وأكد أحد أعضاء جيش التحرير الوطني خلال ثورة أول نوفمبر الخالدة بجبال جرجرة «لولا إجتماع الشعب الجزئري بكل مكوناته وأطيافه وإلتقائهم حول وثيقة بيان أول نوفمبر، لما خضعت القوة الاستعمارية لتطلعات شعبنا، ثورة أول نوفمبر كانت فلتة ذاك الزمان وبصمة عار في جبين المستعمر وأعوانه في الداخل وأصدقائه في الخارج، ثورتنا كانت شعلة تنير درب المظلومين والمقموعين في العالم، كانت نبراسا للشعوب المظلومة تحت أقدم المجرمين في العالم، ثمن هذا الإستقلال ليس بالهين، كان باهضا جدًا، أنا لا أومن بأن الشعب الجزائري قدم مليون ونصف شهيد فقط، فمقاومتنا للإستعمار الفرنسي كلفتنا أكثر من 7 ملايين شهيد، علينا أن لا ننسى أو نتناسى تضحيات شعبنا الذي وجد نفسه وحيدا أمام أكثر قوة استعمارية للحلف الأطلسي وتكالب قوى دولية منحازة للمستدمر الفرنسي في ذلك الوقت». المجاهد بن طيب بلقاسم نصح بهذه المناسبة، شباب الأجيال الحالية بضرورة عدم السماع للأصوات الداعية الى بث الفتنة والفوضى وإحداث الفرقة والتمسك بالوحدة الوطنية وحماية إستقلال الجزائر من المتربصين الجدد والقدماء بخيرات بلادنا وعدم الإنجرار وراء شعارات براقة تحمل في طياتها سموم الأفاعي على السلامة الترابية وتماسك النسيج الاجتماعي للشعب الجزائري، مؤكدا على ضرورة الدفاع عن حقوقهم لكن بطرق قانونية وسلمية بعيدًا عن أي فوضى وعنف، «لأن المستعمر القديم يتربص بنا الدوائر جازما باليقين بأن شباب اليوم هم في الحقيقة أكثر راديكالية في الوطنية عندما يتعلق بالمصالح العليا للجزائر وما ملحمة أم درمان إلا خير دليل على ما أقول، ولذلك، أنا شخصيا لا أشك على الإطلاق بأن شبابنا مستعدون للتضحية من أجل الحفاظ على مكتسبات أول نوفمبر الخالد، لأنها بكل تواضع أعظم ثورة في القرن الماضي التي حررت الإنسان الجزائري وأخرجته من الظلم والقهر والإستعباد من قبل الكولون وأزلامه».