على خلفية تصعيد الملك المغربي محمد السادس، من لهجة العداء حيال الجزائر، وعمله على تأجيج الوضع الدبلوماسي من خلال خطابه الأخير الذي اتهم فيه السلطات الجزائرية بشراء ذمم المراقبين الدوليين لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية، والمتبوع بتصريحات نارية وزير خارجيته صلاح الدين مزوار أمس اتجاه الجزائر التي وصفها بالعدو والخصم، أكدت الطبقة السياسية الجزائرية أن استفزازات المخزن ما هي إلا هروب للأمام، كما تساءلت الأحزاب عن فحوى المكاسب التي يريد تحقيقها الملك محمد السادس على حساب مواقف الجزائر الثابتة التي لا تتغير. العماري: «مساعي المخزن المخزية ستبوء بالفشل لا محالة» قال رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي محرز العماري في اتصال ل«السياسي» أمس، أن المغرب يريد بكل ثقل إقحام الجزائر في مشكلة الصحراء الغربية، لضمان مكاسب خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى في الشهر الجاري. كما رد رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، بشدة على الخطاب الملكي الأخير بعد أن وجه أصابع الاتهام للجزائر، مؤكدا أن المغرب يسعى دوما إلى تلفيق التهم للجزائر، محاولة منه للفت أنظار العالم كي ينسى تعنته وعدم امتثاله للشرعية الدولية من خلال انتهاكه لحقوق الشعب الصحراوي، ولا يفسح له المجال للكلام عن الخروقات الحاصلة للشعب البوليساريو. وأكد العماري عن مواصلة الجزائر تحمل مسؤوليتها كاملة في الدفاع بكل حرية ومسؤولية عن حقوق الشعب الصحراوي ووفائها لمبادئها النوفمبرية، مضيفا، أن كل محاولات المخزن لضرب الجزائر، ستبوء بالفشل، لأن الجزائر ستبقى متمسكة بمبدأ التحرر وتقرير مصير الشعوب. الأفالان: «الملك يمارس سياسة الهروب إلى الأمام» من جهته أكد سعيد بوحجة عضو اللجنة المركزية في جبهة التحرير الوطني، أن قضية الصحراء الغربية حققت انتصارا كاسحا على المستوى العالمي، وهو ما اضطر المغرب إلى تنفيذ قرار الأممالمتحدة، ليصبح بذلك المخزن محاصرا سياسيا، كل هذه الضغوطات دفعت المغرب للتهجم على الجزائر، خصوصا وأن السياسة الداخلية للمغرب محرجة، وبالتالي يسعى محمد السادس إلى تصدير مشاكله الداخلية إلى الجزائر، وهذا ما وصفه محدثنا بالهروب إلى الأمام. واعتبر بوحجة اتهام المخزن للسلطات الجزائرية بشراء ذمم المراقبين الدوليين لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية ورشوتهم، تهور سياسي، مستغربا الخطوة الخطيرة التي قام بها المخزن والتي قال بأنها في صالح الجزائر. «الأرندي» يصف اتهامات المخزن بالباطلة في حين أكدت نوارة سعدية جعفر الناطقة الرسمية باسم الأرندي، أن الخطاب الأخير للعاهل المغربي جاء ليعلق فشل سياسة المغرب، خصوصا وأن قضية الصحراء الغربية عرفت مساندة دولية، واعتبرت محدثتنا اتهام المخزن للسلطات الجزائرية بشراء ذمم المراقبين الدوليين لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية ورشوتهم، «باطلا لا أساس له من الصحة»، مشيرة في نفس الصدد إلى أنه مجرد رد فعل عن اجتماع ابوجا. تواتي: «محمد السادس أخفق في كل ما قام به تجاه الجزائر» من جهته أشار رئيس الجبهة الوطنية موسى تواتي، أن ما جاء في الخطاب كلام تحرشي لا يهم الجزائر والجزائريين، وأردف ذات المتحدث يقول خلال اتصال ل«السياسي»، أن الملك المغربي أخفق وخسر في مسعاه وهو مطالب بتبرير موقفه أمام الرأي الدولي، وأمام شعبه، وفيما يخص اتهام الجزائر بانتهاك حقوق الإنسان بمخيمات تندوف، أكد تواتي أن الجزائر استضافت اللاجئين بأراضيها، وساهمت منذ القدم في دعم حق تقرير الشعوب لمصيرها وهذا ليس بالجديد عنها، خصوصا وأن الجزائر متمسكة إلى يومنا هذا بمواثيق ثورتها.