عاد العاهل المغربي محمد السادس مجددا وكعادته إلى مهاجمة الجزائر، والتحامل عليها في الخطاب الذي ألقاه أول أمس بمناسبة عيد الجلوس ال14، ولم يخل خطاب «أمير المؤمنين» من تحميل إخفاقات المغرب على شماعة الجزائر، في خطوة معروفة ومكشوفة للتستر على إفلاسه وفشله السياسي، وكذا إلباس المشاكل الداخلية التي يتخبط فيها المواطن المغربي المغلوب على أمره عباءة العدو الخارجي، في وقت تعرف فيه الحدود بين البلدين تدفقا رهيبا وممنهجا للمخدرات نحو الجزائر. ففي الوقت الذي كان من المفروض أن يقدم فيه الملك المغربي بمناسبة خطابه أول أمس اعتذارا رسميا للجزائر على الأضرار الجسيمة والوخيمة التي يلحقها المغرب بجاره، جراء قوافل المخدرات التي تدخل الأراضي الجزائرية يوميا، والتي وصلت إلى درجة خطيرة جدا، حيث لا يكاد يمر يوم إلا وتتمكن مصالح حماية الحدود من احباط محاولات لتهريب قناطير مقنطرة من السموم المغربية، وفي الوقت الذي كان من المفروض أن يقدم العاهل المغربي اعتذارا رسميا بسبب هذه الجرائم البشعة في حق الجزائر والشعب الجزائري، راح يكيل للجزائر ويتهجم عليها، بشكل لا يمت بصلة لمبادئ حسن الجوار وأواصر الأخوة بين الشعبين الشقيقين، بزعمه أن الجزائر تقف وراء مشكلة الصحراء الغربية. ففي تقرير رسمي جزائري تم حجز أكثر من 50 طناً من المخدرات خلال النصف الأول من السنة الجارية 2013، ورشح التقرير سنة 2013 بتحطم الرقم القياسي من حيث كمية المحجوزات من المخدرات في الجزائر مقارنة مع السنوات السابقة، حيث بلغ حجم الكمية المحجوزة من المخدرات سنة 2012 ما يقارب 73 طناً، و74 طناً خلال سنة 2011. وحاول الملك المغربي عبثا حشر الجزائر في القضية الصحراوية، بالرغم من أن لوائح الأممالمتحدة تؤكد بكل وضوح أن الملف الصحراوي هو قضية تصفية استعمار بين طرفين هما المغرب والجمهورية العربية الصحراوية، ويعمل المغرب دائما على تغطية اخفاقاته وانتكاساته وجرائمه واحتلاله الغاشم لجيرانه الصحراويين برداء الجزائر، خاصة بعد فشله الذريع في الترويج لاقتراحه الأخير المتعلق بمشروع الحكم الذاتي الذي وصف بالمشروع الفاشل سيما وأن الصحراويين والمجتمع الدولي يصران على ضرورة إجراء استفتاء عادل ونزيه بالأراضي الصحراوية. ويأتي خطاب الملك وتهجمه على الجزائر أيضا في ظرف دولي، اتسم بتوسع رقعة المؤيدين للقضية الصحراوية العادلة، ووقوف وتوثيق الكثير من المنظمات الدولية الناشطة في مجال حقوق الانسان على الانتهاكات الصارخة والممارسات الاستعمارية الواضحة للبوليس المغربي بالأراضي الصحراوية المحتلة، وتراجع صوت المغرب بالمحافل الدولية، وتقدم في المقابل الصوت الصحراوي العادل، ومألوف على «أمير المؤمنين» أنه يلجأ لمثل هكذا أساليب وأكاذيب لخلق عدو خارجي متمثل في الجزائر، لإيهام الرأي العام الداخلي والخارجي حتى يفتح له الباب لممارسة سياساته المزعومة في الأراضي الصحراوية. كما يأتي الخطاب في ظرف داخلي محلي اسثنائي يتميز باحتقان داخلي رهيب، بعد تفاقم حدة المشاكل الاجتماعية الداخلية، وارتفاع منسوب الضغوط التي يمارسها الشعب المغربي على الأسرة الملكية من أجل تحسين وضعيته المعيشية، وخاصة بعد استقالة وزراء حزب الاستقلال من الحكومة. اللوائح الدولية تحدد بوضوح طرفي النزاع.. العماري تصريحات الملك المغربي عن الجزائر هروب إلى الأمام اعتبر محرز العماري رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي خطاب العاهل المغربي الذي حاول مجددا إقحام الجزائر في القضية الصحراوية، وتعتيم التجاوزات المغربية بالبعد الإقليمي، معتبرا أنها مسؤولة على هذا النزاع كمحاولة للتضليل، حيث وصفها بأنها تصريحات تصب في اتجاه سياسة الهروب إلى الأمام. وشدد رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي على أن لوائح الأممالمتحدة واضحة فيما يخص القضية الصحراوية باعتبارها آخر مستعمرة في القارة الإفريقية، مستغربا من تصريحات العاهل المغربي الذي أشار أن القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي، في نزاع الصحراء الغربية، يظهر البعد الإقليمي لهذا الخلاف، ومسؤولية الجزائر، التي تعد معنية به، مضيفا أن اللوائح الأممية تحدد طرفي النزاع بكل وضوح بين المغرب وجبهة البوليزاريو، مضيفا أن مثل هذه التصريحات الصادرة عن العاهل المغربي لا تعدو أن تكون مجرد هروب إلى الأمام من مسؤولياتها في استعمارها للأراضي الصحراوية، مضيفا ان ذلك يظهر تعنت المملكة المغربية في عدم امتثالها للشرعية الدولية، مشددا على أن هذه الأخيرة أكدت في كل مرة عدم انصياعها للشرعية الدولية، حيث تتملص في كل مرة من تصفية استعمارها. وأشار العماري إلى أن المغرب يتهرب من تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، الذي تؤكده لوائح الأممالمتحدة، مضيفا أن التصريحات الصادرة عن الملك المغربي لا أساس لها من الصحة، مضيفا أن اللوائح التي تظهر طرفي النزاع لم تشر ولو بأي شكل من الأشكال إلى أن الجزائر طرفا في هذا، واعتبر ذات المتحدث أن مثل هذه التصرفات والتصريحات لا يمكن أن تؤثر في عزيمة مساندة الجزائر دولة وشعبا لتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، ومساعدته على تخطي التجاوزات اللاأخلاقية الصارخة للمغرب. دعدوش: «المغرب وإسرائيل وجهان لعملة واحدة» ولم يستغرب وائل دعدوش الأمين العام للجمعية الوطنية للتضامن والقضاء على المشاكل الاجتماعية والإعلامي الجزائري، تصريحات الملك المغربي، واصفا إياها بالشبيهة بتصريحات قيادات الكيان الصهيوني حين حاولت الهروب إلى الأمام في احتلالها لفلسطين، وهذا ما حدث للملك، حيث نسي احتلاله للأشقاء الصحراويين وهروبه من الشرعية الدولية، وراح يوجه التهمة هنا وهناك كعادته، ويوجه الرأي العام الدولي والداخلي لقضايا وهمية جانبية، متجاهلا لب الموضوع في أن نظامه يقمع كل يوم ويسلب حقوق الشعب الصحراوي ويمارس عليه أبشع انتهاكات حقوق الإنسان.ودعا وائل دعدوش الملك المغربي إلى العودة لجادة الصواب، وأن يخضع للشرعية الدولية، خير له من الهروب إلى الأمام، لأن نهاية الاستعمار دائما الهزيمة والخسران. وفي نفس الوقت دعا السيد دعدوش المجتمع الدولي إلى اتخاذ قرارات حاسمة ضد الاحتلال المغربي من أجل إعطاء الشعب الصحراوي استقلاله وحريته.