أكد مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، أمس، في اتصال هاتفي ل«السياسي»، أن حالات الإصابة بالملاريا التي تم تسجيلها لحد الآن لا تشكل أي خطر، كون أن الجزائر كانت أرضا لانتشار هذا الوباء في العقود الماضية. ودعا رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى ضرورة تفعيل البرنامج القديم لمحاربة هذا الداء بمختلف ربوع الوطن، وكذا توجيه مراكز تنبيه تقوم برصد هذه الأوبئة وتشخيصها لتعمل في الأخير على بعث تقارير للسلطات المعنية، بهدف إنشاء مشروع للقضاء على الحالات المرضية. وأردف خياطي يقول، «أن المنظومة الصحية الجزائرية تتوفر على كافة الإمكانيات للتجنيد بغرض إشفاء المرضى والمصابين بداء حمى المستنقعات، لكن هناك فتور إداري أو تنظيمي أدى إلى تكرار هذه الحالات وعودتها للظهور من جديد بعد طول غياب. كما شدد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، على ضرورة فتح منشآت صحية للأفارقة الوافدين إلى الجزائر على غرار القادمين من المالي والسينغال، قصد تشخيص الحالات المرضية وعلاجها، من أجل محاربة المرض والحيلولة دون انتقاله للمواطنين القاطنين بالمناطق الصحراوية. من جهتها أكدت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تجندها لمحاربة هذا الوباء، من خلال البيان الذي تلقت «السياسي» نسخة منه أمس، إذ رصدت مصالح الصحة لولايتي غردايةوباتنة منذ 31 أكتوبر إلى السابع من نوفمبر الجاري، 13 حالة إصابة مؤكدة بداء الملاريا أدت إلى وفاة 3 أشخاص، والتكفل التام بالمصابين ومكافحة نقل العدوى. فعلى مستوى ولاية باتنة لوحدها حسبما أضاف ذات البيان، تم رصد 3 إصابات بحمى المستنقعات، توفي مضايبن أحدهما يبلغ 82 سنة من العمر والأخر كان يجول بالمالي والسنغال، بالرغم من التكفل الصحي بهما، في حين غادر المصاب الثالث المستشفى وهو بحالة جيدة. وأضاف البيان أنه تم رصد 9 إصابات بولاية غرداية، مع تسجيل حالة وفاة وحيدة وأربع حالات تماثل إلى الشفاء بغرداية. أما بوهران فقد تم التكفل بالمصابين بداء الملاريا والتأكيد أن حالة المصابين الاثنين لا تدعو إلى القلق بفضل الكشف والتشخيص المبكرين، بعد أن تبين أن الإصابة مستوردة تنقلت إليهما عن طريق العدوى ب«بوركينافاسو». للتذكير، يعقد اليوم اجتماع لخبراء وطنيين في حمى المستنقعات بالجزائر العاصمة، بهدف الخوض في أسباب الإصابة بداء الملاريا المسجلة مؤخرا بغرداية ومدن أخرى من الوطن حسبما علمت السياسي من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وسيكون الاجتماع فرصة لدراسة المعطيات التي تم جمعها في الميدان بخصوص صنف ونوع المرض المكتشف بغرداية إلى جانب دراسة الوسائل المجندة والجهود المبذولة على مستوى مختلف الفاعلين لمراقبة الداء وتنفيذ التدخلات الموجهة لاستئصاله. وقد أرجعت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات حالات الإصابة بغرداية، إلى إمكانية وجود بؤرة وبائية معزولة في غرداية، بحيث يتم التحقيق بشأنها على أن تعلن نتائج التحقيق العلمي خلال اجتماع خبراء حمى المستنقعات. كما سيبحث الاجتماع الصحي لخبراء حمى المستنقعات في حالات الإصابة بالملاريا التي ظهرت في بعض المدن والتي حملها مسافرون عادوا مؤخرا من دول إفريقية.