شهدت العديد من المدن الجزائرية خلال هذه الأيام الأخيرة اضطرابات جوية سبّبت حالة من الرعب والخوف، خاصة لدى سكان المناطق النائية وهذا لتخوفها من تكرار سيناريو موجة الثلوج التي عاشتها العديد من المناطق خلال السنة الماضية، وفي ظل هذه الظروف التي اجتاحت العديد من المناطق، عمدت جل العائلات للتزود بالمؤونة وإدخارها لهذا الموسم الشتوي. الشتاء يفرض منطقه على العائلات في المناطق النائية بعد تراجع الادخار الذي شهدته الكثير من المناطق الجزائرية والذي قد يعود إلى التغيرات التي طرأت على النظام المعيشي لدى غالبية العائلات، دفع بهم لاعتماد الاستهلاك السريع واقتناء المواد الأساسية بكميات قليلة، ليؤكد في هذا الصدد، اغلب أرباب العائلات أنّ ظاهرة رفع الأسعار تطبع السوق اليومية منذ بداية السنة وهو ما جعل الادخار بعيدا عن الأنظار ولكن دخول الشتاء فرض عليهم ذلك خاصة أمام خوف الكثيرين من عودة سلسلة الثلوج التي عرفتها الجزائر في السنة الماضية، وفي هذا السياق، يقول مروان "إن أسعار الكثير من المواد الأساسية تشهد هذه الأيام ارتفاعا فاق كل التصورات في أغلب الأسواق اليومية أو الأسبوعية"، تغيرات وعوامل كثيرة صعبت على المواطن البسيط ملأ قفته بما تشتهيه نفسه وهذا ما استاء له الكثير من أرباب العائلات الذين ظلوا في حيرة في كيفية التعامل مع هذا الوضع خاصة وانهم بصدد الادخار لهذا الموسم الذي تطبعه قساوة الجو. وفي هذا السياق، تقول حورية "رغم ارتفاع العديد من المواد الأساسية، الا أننا ملزمون على اقتنائها وادخارها لهذا الفصل"، فالظروف وقساوة الطبيعة في فصل الشتاء فرضت على الكثير من السكان القاطنين بالمناطق المعزولة الادخار وهذا لمواجهة متاعب وقساوة الجو، وفي هذا الصدد، اعربت الحاجة سكينة المنحدرة من إحدى المناطق الجبلية بولاية بجاية قائلة "ان وجودنا في دشرة معزولة يفرض علينا الادخار لفصل الشتاء، لانه لا يمكننا الخروج كل يوم وادخارنا لها هو الحل في مثل هذا الوقت حتى نتمكّن من تجنّب الغلطة التي حدثت لنا في العام السابق"، ومن جهته، أضاف ناصر من تڤزيرت قائلا "ان تصاعد موجة البرد والامطار خلال هذه الأيام اجبرتنا على العولة، خاصة مع نقص وسائل النقل في هذه الفترة وهو الامر الذي يمنعنا من التسوق في كل يوم". تخوفات من نفاد الغاز وانقطاع الكهرباء وامام ادخار العديد من السكان بهذه المناطق للمواد الغذائية، الح المواطنون على ادخار قارورات البوتان وهذا باعتباره من أولى متطلباتهم، فتخوفهم من ندرة غاز البوتان وارتفاع اسعاره في الايام المقبلة، دفع بالعديد منهم إلى الإسراع في ملأ قارورات غاز البوتان احترازا من ان يجدوا صعوبات جمّة للحصول عليها والتي كثيرا ما تلتهب أسعارها خاصة وان استعمال هذه الطاقة يتزايد في ظل موجة البرد التي تعرفها العديد من المناطق، سواء للطهي او التدفئة، الأمر الذي يتطلب بذل مجهودات لتوفير اكبر كمية من قارورات غاز البوتان للعائلات للتقليل من عناء تنقلاتها اليومية. وتزداد تخوفات العديد من سكان المناطق الداخلية والنائية مع الانقطاعات المستمرة للكهرباء والتي عرفتها في السنوات الماضية مع كل موسم شتاء، وفي هذا السياق، يقول نذير "ان انقطاعات الكهرباء مستمرة في فصل الشتاء"، اما مليكة، فقالت "لحسن الحظ، فإن هذه الإنقطاعات لا تدوم لساعات طويلة وإنما لبضع دقائق وفي بعض الأحيان لساعة واحدة فقط، غير أن هذا الوضع يثير استياءنا من طريقة توزيع هذه المادة الحيوية على مستوى العديد من المناطق خاصة الجبلية منها كالتي نحن متواجدون بها"، ومن جهته، يضيف رابح من دشرة لعزيب بالقصر "نحن مجبرون لا مخيرون في هذه الفترة على اخذ الحيطة ومواجهة موجة البرد والشتاء لهذه السنة بهذه التحضيرات لان هذه التقلبات الجوية صعّبت علينا طريقة الخروج لقضاء حاجاتنا اليومية، لتزيد بذلك معاناتنا مع الانقطاعات المتكررة للكهرباء وهو ما ادى بنا إلى قضاء بضع ساعات تحت ضوء الشمعة".