اختتام أشغال الاجتماع السنوي للأكاديميات الإفريقية للعلوم بالجزائر العاصمة    التكفل بانشغالات المواطنين وإعداد برامج عمل قطاعية    الفريق أول شنقريحة والفريق الرفاعي يتناولان التعاون العسكري    رئيس الجمهورية يجدد دعم الجزائر الثابت لفلسطين    أنا ضد أيّ اتّفاق ما برجّعني لبيت محسير… فاهم !    مواصلة العمل على مرافقة نزلاء المؤسسات العقابية وإعادة ادماجهم في المجتمع    مجلس الأمة يشارك بلشبونة في الندوة الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    كأس افريقيا 2024 سيدات/ تحضيرات : فوز الجزائر على اوغندا وديا (2-1)    مشروع انشاء خلية يقظة لحماية الاطفال من الفضاء الافتراضي سيكون جاهزا في 2025    زحف الرمال على السكك الحديدية: اعتماد حلول مبتكرة ومستدامة لمواجهة الظاهرة    منتدى دولي للفن التشكيلي المعاصر: فنانون جزائريون مقيمون بالخارج يبرزون ارتباطهم بتقاليد الممارسة الفنية الوطنية    "الذكرى ال 192 لمبايعة الأمير عبد القادر" محور ندوة تاريخية    الصالون الوطني للفنون التشكيلية بمعسكر: لوحات زيتية تروي تاريخ ثورة التحرير المجيدة    إمضاء اتفاقية شراكة وتعاون بين جامعة صالح بوبنيدر ومؤسسة خاصة مختصة في الصناعة الصيدلانية    الجزائر تؤكد على حماية العاملين في المجال الإنساني    وقف إطلاق النّار يدخل حيّز التنفيذ في لبنان    تنصيب الأمين العام ورئيس الديوان بوزارة الصناعة    وفد مجلس الشورى الإسلامي الإيراني يزور جامع الجزائر    أوامر لإعادة الاعتبار لميناء الجزائر    "سوناطراك" تشارك في صالون دولي للموارد الاستخراجية    198 مترشح في مسابقة أداء صلاة التراويح بالمهجر    الجزائر- السعودية.. دعم التعاون في مجال الاستثمار    حرفية تلج عالم الإبداع عن طريق ابنتها المعاقة    إرث متوغِّل في عمق الصحراء    مدرب فينورد ونجوم هولندا ينبهرون بحاج موسى    انتقادات قوية لمدرب الترجي بسبب إصابة بلايلي    عطال يتعرض لإصابة جديدة ويرهن مستقبله مع "الخضر"    انطلاق تظاهرة التعليم التفاعلي "خطوتك"    8 عروض وندوتان و3 ورشات في الدورة 13    بللو يدعو المبدعين لتحقيق نهضة ثقافية    "فوبيا" دعوة للتشبث برحيق الحياة وشمس الأمل    فحص انتقائي ل60900 تلميذ    الجزائر تنجح في طرد مُجرمة صهيونية    معهد الأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك يتسلم جائزة عالمية    بعد وقف إطلاق النار..بري: لبنان أحبط مفاعيل العدوان الإسرائيلي    حجز أزيد من 56 ألف قرص من المؤثرات العقلية    قسنطينة.. أزيد من 120 عملية لإعادة تهيئة وتغيير شبكات توزيع الغاز    التسجيلات لامتحاني شهادتي البيام والبكالوريا دورة 2025    تبّون: الأرض لمن يخدمها    هذه الشعب المعنية بمسابقة التوظيف..    خارطة طريق شاملة لإعادة هيكلة النسيج الاقتصادي    عطال يتعرض لانتكاسة جديدة في قمة السد والهلال    نال جائزة أفضل لاعب في المباراة..أنيس حاج موسى يثير إعجاب الجزائريين ويصدم غوارديولا    جانت.. أكثر من 1900 مشارك في التصفيات المؤهلة للبطولة الولائية للرياضات الجماعية    المسؤولية..تكليف أم تشريف ؟!    سوناطراك تشارك في صالون دولي في كوت ديفوار    كأس إفريقيا 2024: المنتخب الوطني النسوي يواصل تحضيراته بحضور كل اللاعبات    مستغانم : قوافل الذاكرة في مستغانم تتواصل    ترقب تساقط بعض الأمطار وعودة الاستقرار يوم الجمعة    خنشلة : أمن دائرة بابار توقيف 3 أشخاص وحجز 4100 كبسولة مهلوسات    أيام توعوية حول مضادات الميكروبات    الفترة المكية.. دروس وعبر    معرض الحرمين الدولي للحج والعمرة والسياحة بوهران: استقطاب أكثر من 15 ألف زائر    وزير الصحة يشرف على اختتام أشغال الملتقى الدولي الثامن للجمعية الجزائرية للصيدلة الاستشفائية وصيدلة الأورام    تسيير الأرشيف في قطاع الصحة محور ملتقى    الابتلاء المفاجئ اختبار للصبر        هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



.هذه هي حقيقة جدار العار.
."السياسي" في قلب المظاهرات المطالبة بإسقاطه.

يواجه سكان بلدية جسر قسنطينة التابعة للمقاطعة الإدارية لبئر مراد رايس بالعاصمة، جملة من المشاكل والنواقص التي تمس عدة قطاعات حيوية، دون الحديث عن هاجس المواطن الأول والمتمثل في أزمة السكن الخانقة التي تعاني منها جل العائلات، خاصة وأن البلدية تُعرف بأكبر إمبراطورية لبيوت الصفيح التي إنتشرت منذ سنوات على مستوى العديد من الأحياء، ومع ذلك لا يزال المواطنين ياملون بتحسين الظروف المعيشية والإستفادة من سكن لائق في أقرب الآجال وتوفير الأمن للحدّ من الإعتداءات والحروب الناشبة بين الأحياء.
ألفا وثمانمئة عائلة بحي «الرملي» القصديري تنتظر الترحيل
إستنكر سكان الحي الفوضوي المسمى ب«الرملي» الذي لا يعدّ سوى عيّنة من الأحياء القصديرية المنتشرة بتراب بلدية جسر قسنطينة، حيث تتعدد المسميات من «قرية الشوك» إلى مصطفى مڤنوش، «ستول المكي»... والقائمة مفتوحة، أين تقطن بالحي المشار إليه سابقا عشرات العائلات التي تحدثت إليها «السياسي» عن آمالها في ترحيل قريب ينهي ويطفئ جمرة سنوات الإكتواء في بيوت أو بالأحرى «جحور» دفعوا خلالها الثمن باهضا، كون العديد منهم يعاني من أمراض مزمنة بفعل الرطوبة المرتفعة واستنشاقهم للروائح الكريهة، بالإضافة إلى البرودة الشديدة والتي لم نستطع حتى نحن تحملها، كون موعد الزيارة الإستطلاعية للحي تزامن مع يوم ماطر وبارد جدا، حيث أن هذه البيوت التي يعيشون فيها لا تصلح أصلا للسكن كونها تبقى مهددة بالسقوط على رؤوس قاطنيها في أية لحظة في ظل الإضطرابات الجوية السائدة مؤخرا، بالإضافة إلى عدم توفر الحي المذكور على أدنى ضروريات الحياة، وقد ذكر السكان أن إنعدام المياه الصالحة للشرب والإنقطاعات المتتالية للكهرباء نتيجة ضعف المولد تعدّ أهم المعوقات بالنسبة لهم، ومن بين الأخطار التي تهدّد حياتهم أيضا الربط العشوائي للتيار الكهربائي، بالإضافة إلى إنعدام قنوات الصرف الصحي للمياه القذرة والنفايات المنتشرة في المكان، هذا كله أدى إلى انتشار رهيب للحشرات الضارة والجرذان والكلاب الضالة، ما جعل علامات استفهام كثيرة تطرح عن الأخطار الصحية التي تهدد حياة السكان، حيث أشار جلّ من تحدثنا معهم، أنهم يعانون من الأمراض الصدرية والحساسية خاصة الأطفال منهم وكبار السن، كما أضاف أحد القاطنين بالحي الفوضوي أن معاناة العائلات تتفاقم في فصل الصيف نتيجة الحرارة الشديدة والتي لا تطاق كون السكنات مبنية من الصفيح.
منحرفون يزرعون الرعب بحي «المالحة»
تحدثت «السياسي» خلال جولتها بالبلدية مع السكان الذين أكدوا أنهم لا يعرفون السكينة ولا الهدوء بسبب غياب الأمن بمنطقة «المالحة» نتيجة الشجارات في بعض الأحيان والملاسنات التي تحدث بينهم في أحيان أخرى، حيث أصبحت في كل مرة تشهد شجارات عنيفة تُستعمل فيها مختلف الأسلحة البيضاء بين شباب الحي تنتهي بحالات إغماء وجرحى وخسائر مادية، تبدأ بالكلام لتنتهي بالأيدي -حسب ما أكد عدد من السكان- ومثال ذلك ما حدث مؤخرا بين عدد من شباب حي المالحة، وهي الحرب التي دامت لأيام مخلّفة خسائر مادية لمواطنين بعيدين كل البعد عن هذه المشاكل، وهو الأمر الذي جعل الأوضاع القائمة تشكل هاجسا حقيقيا للسكان الذين لا يعرفون السكينة ببيوتهم بسبب الضجة التي يحدثها رالمتشاجرون الذين يدخلون الرعب والخوف في نفوس العائلات التي باتت تخاف على فلذات كبدها من الخروج إلى الشارع، ما يجعلها تطالب بمركز للأمن لحمايتها والحدّ من هذه الحروب التي تهدد حياتهم.
حي «كازناف» يغرق في الأوحال
من الجهة المقابلة، يعاني سكان حي «كازناف» من مشكل غياب التهيئة والتزفيت على مستوى الطرقات، الأمر الذي يتسبب في عرقلة السير والحركة لمستعملي الحافلات وأصحاب السيارات، مما يسبب في تعطل مركباتهم بسبب كثرة الحفر والمطبات، ناهيك عن تحوّله في فصل الشتاء إلى أماكن لتجمع المياه التي تحول دون إلتحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة في كل مرة، كما عملت على عرقلة النشاط والحركة به، وفي هذا الصدد أكد لنا أحد المواطنين أن الطرقات لم تعرف أية تهيئة منذ سنوات طويلة، الأمر الذي يجعل الحياة في الحي صعبة جدا، لذا يطالب السكان من السلطات المعنية بضرورة لفت النظر إلى حيهم والعمل على التقليص من مشاكلهم.
الحافلات المهترئة.. خطر على المسافرين والناقلين
يشتكي العديد من الركاب من الحالة الكارثية التي آلت إليها الكثير من الحافلات نظرا لقدمها، خاصة على الخط الرابط بين السمار والقبة، حيث تعود أغلبها لسنوات السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، الذين يجدون أنفسهم أمام حتمية البحث عن وسائل نقل أخرى تكون أكثر أمانا لإيصالهم إلى وجهاتهم التي يقصدونها خاصة وأن البعض من أصحاب الحافلات يعمدون إلى تكديس المسافرين بصرف النظر عن العدد المحدد لركوب الحافلة. وفي ذات السياق، يتساءل المسافرون عبر مختلف الخطوط التي تعرف حافلاتها الوضع ذاته أو أسوأ بكثير، عن المعايير المتبعة من قبل مديرية النقل في اعتماد مثل تلك الحافلات، وكذا تمكن أصحابها من الحصول على وثائق السلامة من قبل وكالات المراقبة التقنية للمركبات، رغم وضوح علامات الإهتراء عليها، وحتى أن البعض من تلك الحافلات تتعرض إلى أعطاب مما يتسبب في تأخر المسافرين عن مواعيدهم، كما أن مياه الأمطار تتسرب إلى الداخل والكراسي كلّها متصدعة، حيث تطرح عدة تساؤلات حول الكيفية التي إستفاد أصحابها من شهادة السلامة التقنية، في حين أن محركاتها لم تعد تقوى على المقاومة ولا حتى هيكلها الذي تآكل بصفة شبه كلية.
سكان السمار يطالبون بقاعات للعلاج
على الرغم من الكثافة السكانية المتزايدة ببلدية جسر قسنطينة التي تقدر بحوالي 140 ألف، ما تزال الأخيرة تعاني إنعداما من القاعات متعددة الخدمات في عدد من الأحياء السكنية، الأمر الذي يدفعهم للتنقل إلى المركز الصحي الوحيد الذي لا يحوي كافة السكان المرضى، ما يفرض عليهم التوجه إلى بلديات مجاورة على غرار باش جراح وبوروبة، وفي بعض الحالات الإستعجالية إلى مستشفى القبة، ولعلّ المتضرر الأكبر هم فئة الأطفال الذي يحتاجون إلى اللقاحات بالإضافة إلى كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، حيث ناشد هؤلاء مديرية الصحة لولاية الجزائر والهيئات المحلية من أجل الدفع بمشاريع إنشاء مراكز صحية في القريب العاجل، تحفظ لهم حقهم الطبيعي في العلاج.
تجار حي الحياة و720 مسكن يطالبون بسوق جوارية
بعد حملة القضاء على الأسواق الفوضوية التي شرعت فيها مختلف الهيئات بالتعاون مع قوات الأمن، مازال الباعة الفوضويين يكتنفهم الغموض حول مصيرهم، بسبب عدم توفر البدائل التي ستسمح لهم بمزاولة نشاطهم بصورة قانونية من خلال توفير الأسواق الجوارية، وهو ما لمسناه خلال لقائنا مع عدد من الباعة بحي الحياة، أين عبّروا عن آمالهم في أن يوفر لهم المجلس البلدي الحالي ما يقنن نشاطهم. وفي سياق غير بعيد، أكد سكان حي 720 مسكن بعين النعجة أنهم ملوا من الضجيج والفوضى خاصة وأن طولات الباعة نصبت داخل الحي، حيث يأملون في نهاية قريبة للوضع القائم، رغم ما يوفره السوق من مختلف المستلزمات التي يحتاجها الزبائن وبأسعار معقولة.
إنعدام برامج التشغيل يؤرق الشباب
بكثير من الحسرة والأسى، تحدث إلينا بعض المواطنين الذين إلتقيناهم عن برامج التشغيل الخاصة بفئة الشباب الذين طالما طالبوا بتوفيرها في ظل البطالة المتفشية بالمنطقة، كما تساءل محدثونا عن مصير وعود التشغيل التي تتهاطل عليهم أيام الحملات الإنتخابية غير أنها سرعان ما تتبخر مع تزايد لافت للبطالة وعدم وجود فرص عمل، مبرزين في سياق حديثهم أن الملفات التي تقدَّم بها الشباب على مستوى البلدية قصد الحصول على منصب شغل بقيت لسنوات في الأدراج ولم تصلهم أية ردود. وفي انتظار ذلك، تبقى يوميات هؤلاء رهينة المعاناة والتهميش والمستقبل المجهول، حيث ناشد عدد من محدثينا الهيئة المحلية الجديدة أن تفي بوعودها في هذا الإطار وتوفر مناصب شغل لهم في القريب العاجل.
نقص في الهياكل الرياضية والترفيهية
كما عبّر العديد من سكان الأحياء عن استيائهم وتذمرهم جراء غياب المرافق الترفيهية سواء الرياضية أو الثقافية، حيث يطالب شباب المنطقة من السلطات المعنية وعلى رأسها مديرية الشباب والرياضة لولاية العاصمة بضرورة الإلتفات لهم والإهتمام بانشغالاتهم، وذلك من خلال إنجاز مراكز رياضية ومرافق ثقافية وإنشاء فضاءات للعب ومراكز للتسلية من شأنها أن تضع حداًّ للمعاناة اليومية التي يعيشونها، لاسيما وأن فرص التشغيل بذات البلدية ضئيلة جدا. وأوضح عدد من الشباب أنهم يحتارون في إختيار المكان المناسب لقضاء أوقات فراغهم سيما في ظل نقص المنشآت الرياضية والثقافية والترفيهية، حيث أكد لنا بعضهم أن البلدية ككل تشكو نقصا فادحا في المرافق الحيوية، والتي من شأنها أن ترفع عنهم الغبن وتمكنهم من إظهار طاقاتهم الإبداعية، خاصة وأن بلديتهم تضم عددا كبيرا من الشباب بكل مستوياتهم. وفي هذا السياق، أكد المتحدثون أن أغلبهم يلجأ إلى قضاء أوقات الفراغ بالمقاهي التي تعتبر المتنفس الوحيد لهم.
ثانوية «بهية حيدور» تعاني الإكتظاظ
خلال تنقل «السياسي» إلى ثانوية «بهية حيدور» إشتكى العديد من التلاميذ والمدرسين على حد سواء عن مشكلة الإكتظاظ داخل الأقسام الذي تعاني منه ذات المؤسسة التربوية، حيث فاق عددهم بالقسم الواحد ال62 تلميذا، الوضع الذي أثار الإستياء من هذا المشكل الذي بات يؤثر سلبا على دراستهم، خاصة وأنهم يجدون صعوبة كبيرة في التركيز خلال شرح الدروس، وحتى الأساتذة أكدوا أنهم في الكثير من المرات يفقدون السيطرة على التلاميذ داخل القسم، ويجدون صعوبة بالغة في إيصال المعلومة إلى أذهان التلاميذ بسبب الضغط المفروض عليهم ولكونهم مرتبطون بالوقت المحدد لإتمام المقرر الدراسي.
حظائر ركن عشوائية والبلدية مطالَبة بالبدائل
زيارتنا لبلدية جسر قسنطينة، أكدت أن هذه الأخيرة تعرف انتشارا واسعا للحظائر العشوائية خصوصا في وسط السكنات، ممّا يؤرق قاطني العمارات الذين طالبوا بإزالة هذه الحظائر، حيث يتسبب الوضع في إزعاجهم بسبب الضوضاء التي يحدثها الحراس وأصحاب السيارات، إلى جانب المناوشات والشجارات التي تحدث يوميا بسبب المكان، وتصل الأمور في بعض الأحيان إلى غاية الإشتباكات بالأيدي والشتم والكلام الفاحش الذي ينتهك حرمات البيوت، وقد عبّر لنا العديد من الحراس الناشطين الذين إلتقينا بهم بمختلف شوارع وأزقة البلدية، عن آمالهم في تقنين نشاطهم من خلال توفير حظائر منظّمة حسب القانون.
***********
في حوار مطول ردّ رئيس المجلس الشعبي لبلدية لجسر قسنطينة، عز الدين بوغرة، عبر «السياسي»، أكد أنه عازم وبقية أعضاء المجلس على العمل من أجل الدفع قدما بالحركة التنموية التي ظلت مشلولة طيلة سنوات بالبلدية رغم العجز المالي الذي تشهده، حيث أكد أن عملية «الرحلة» ستنطلق من حي «الرملي» القصديري، لتستغل الأماكن الشاغرة بعد عملية الهدم لإنشاء حظيرة ركن عمومية وغيرها من المشاريع.
- بعد عام من ترؤسكم المجلس، ما هي المشاريع التي بادرتم بها من أجل تفعيلها؟
+ بالفعل، تمّ في ال10 من شهر ديسمبر الماضي تنصيبنا لرئاسة المجلس، حيث قمنا مسبقا بتسطير برنامج عمل، أين أخذنا على عاتقنا جملة من الأولويات على غرار النظافة التي تعتبر حاجة ملحة لتحسين المحيط، علما بأن البلدية لها متعاملين خواص فيما يخص عملية جمع النفايات من الأحياء والشوارع، بالإضافة إلى مؤسسة «نات-كوم» وعمال البلدية، حيث تمّ تخصيص مبلغ 10 ملايين سنتيم، أما عن الإنارة العمومية فهي متوفرة في جميع الأحياء بالبلدية بدون إستثناء، كما قمنا بتهيئة المساحات الخضراء وتوفير أخرى، وترميم بعض الملاعب الجوارية بعد أن لمسنا إستياء المواطنين وبالتحديد الشباب في هذا الإطار. أما فيما يخص التهيئة الحضرية، فإنني أؤكد أن الطرقات قد عبّدت بنسبة 80 %، وفيما يخص تعبيد طريق مفترق الطرق ب«السمار» فإنني أشير إلى أن التكفل به ليس من صلاحية البلدية، أما بالنسبة للهياكل التربوية فقد قمنا بترميم المدارس الموزعة عبر تراب البلدية، فيما يزال مشكل الربط بالغاز الطبيعي مطروحا غير أنه يبقى في طور الإنجاز. وفي ذات السياق، سيتم في القريب العاجل تدشين مدرستين وملحقتان للبلدية، وعن الأسواق الجوارية سيتم إنشاء أربعة أسواق جوارية والخامس ضمن برنامج ولائي، وهذا في إطار القضاء على التجارة الفوضوية وتوفير مناصب شغل للشباب البطال.
- هل الميزانية المالية للبلدية كافية لتغطية المشاريع المذكورة وغيرها؟
+ تقدر ميزانية البلدية بحوالي 74 مليار سنتيم، موزعة بين التسيير والتجهيز، حيث يبقى منها حوالي 34 مليار سنتيم للتجهيز، وبالنظر لمساحة البلدية التي تقدر بحوالي 15 كلم مربع و140 ألف نسمة مع الأحياء القصديرية ونقص الهياكل القاعدية، تبقى الميزانية غير كافية.
- العاصمة على موعد مع عملية الترحيل، كيف تستعدون لها، وما هي الأحياء التي ستشملها «الرحلة»؟
+ أودّ أن أشير إلى أن بلدية جسر قسنطينة كغيرها من البلديات العاصمية شرعت في التحضير للعملية منذ الصيف الماضي، حيث قمنا بتسخير مدارس لإستقبال السكان وإعادة الإحصاء للمواطنين القاطنين والمسجلين قبل 2007، حيث توجد بالبلدية حوالي 19 حيا قصديريا، ما يتطلب منا عملا جبارا، خاصة من قبل الموظفين المسؤولين على دراسة الملفات ونقلها للدائرة الإدارية لبئر مراد رايس، ومن المنتظر أن يكون حي «الرملي» أول حي ستمسه العملية، حيث يوجد به ما يقارب 2800 بيت قصديري، وكذا حي ستول المكي، حيث من المنتظر أن تتم عملية الترحيل تحت إشراف ولاية الجزائر، ونحن لغاية اليوم نجهل مكان ووقت الرحلة.
- الأماكن الشاغرة بعد الترحيل، كيف ستستغل؟
+ هناك عدة مشاريع قيد الدراسة للأماكن الشاغرة عقب هدم البنايات القصديرية، حيث يوجد مشروع إنشاء حظيرة ركن عمومي وغيرها، كما أودّ أن أشير في ذات السياق إلى أن البلدية تساهم في العملية بالتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى، ونتمنى أن تتم العملية في ظروف سلِسة ويستقر السكان في أماكن لائقة.
- تعرف الأحياء نقصا في التهيئة، ما هي الإجراءات التي بادرتم بها في هذا الإطار؟
+ كما سبق وأن أشرت إليه، فقد كان للتهيئة حصة الأسد -إن صح التعبير- وعليه عملنا على تهيئة كافة الأحياء دون إستثناء على غرار أحياء 2248 مسكن، 720 مسكن، ستول المكي وديار الخدمة والعبقي وكذا حي عين النعجة القديمة وحي الورود (في إطار مخطط البلدية للتنمية) بغلاف مالي قدر بحوالي 20 مليار سنتيم، غير أنه من المنتظر أن تشمل التهية حي «كازناف» وغيرها، بالإضافة إلى التطهير والقضاء على المظاهر المشوهة للعمران.
- المراكز الصحية قليلة مقارنة بالكثافة السكانية، هل من مشروع ينتظر تجسيده؟
+ بالفعل نحن نؤكد على أن البلدية تعاني من نقص قاعات العلاج، مما يدفع المرضى للتنقل إلى المناطق المجاورة، وتفسير هذا العجز راجع إلى الكثافة السكانية المتزايدة، والتي لم يتبعها إنجاز مراكز صحية غير أننا سنسعى مستقبلا لإنجازها.
- يشتكي المارة وأصحاب المركبات من تدهور الطريق بالسمار، ما تعليقكم على ذلك؟
+ أؤكد أن تهيئة الطريق تتم عبر برنامج ولائي، حيث تمّ تهيئة جزء منه في إنتظار إستكمال الأشغال على مستواه في القريب العاجل.
- وماذا عن إجراءاتكم للقضاء على الركن العشوائي؟
+ لقد شرعنا مؤخرا في توعية الشباب لتقديم طلبات وملفات العمل في إطار قانوني ومنظم بحسب تعليمات وزير الداخلية، حيث تقوم البلدية بدراسة الملفات وإجراء تحقيق حول الشباب المودع للملفات إذا كان يتوفر على الشروط اللازمة، لتوفِّر له الأخيرة حظيرة منظمة لمزاولة نشاطه.
- أين وصلت مشاريع فتح الأسواق الجوارية التي طال إنتظارها؟
+ في إطار سعي الجهات العليا من أجل القضاء على التجارة الفوضوية، فقد أخذنا على عاتقنا وجوب إنشاء أسواق جوارية، حيث من المنتظر أن يتم فتح أربعة أسواق جوارية في كل من حيي الحياة والنسيم، وسيتم توزيعها بعد دراسة الملفات المودعة بالتنسيق مع لجان الأحياء، وذلك في القريب العاجل، بالإضافة إلى سوقين بحي السمار ومصطفى مڤنوش، بتكلفة إنجاز بلغت حوالي 9 ملايير سنتيم، كما لا تفوتني الإشارة إلى المشروع الولائي الذي يضم حوالي 40 محلا تجاريا في حي مصطفى مڤنوش، حيث بلغت الأشغال به نسبة متقدمة وسيتم توزيعها على أصحابها قريبا.
- يعاني التلاميذ والأساتذة من مشكل الإكتظاظ والنقص البيداغوجي، ما هي الحلول المقترحة؟
+ بعض المشاكل التي تعرفها الهياكل التربوية هي حقائق لا يمكن نكرانها، فالبلدية تتوفر على حوالي 33 مدرسة إبتدائية، رغم هذا ما زلنا نسجل عدة نقائص كالإكتظاظ وغياب التدفئة، غير أننا نسجل في هذا الإطار بعض المشاريع التي من شأنها أن تساهم في تحسين ظروف تمدرس أبنائنا، حيث سيتم إنجاز مدارس في كل من حي «المالحة» ومتوسطتان وثانوية قريبا، وكذا هدم وإعادة بناء مدرسة «حجام شريف» ومدرسة «محمد بولوح» بالسمار.
- حالة اللا أمن في بعض الأحياء باتت مصدر قلق للسكان، فهل من تطمينات لهم؟
+ بلدية جسر قسنطينة كغيرها من البلديات تنعم بالأمن بعد العشرية السوداء، غير أننا نسجل بعض المناوشات بين الأحياء خاصة في منطقة «عين المالحة»، الذي وقع مؤخرا نتيجة سوء تفاهم، ونحن من جهتنا كانت لنا عدة لقاءات مع السكان للصلح فيما بينهم، حيث سعينا لذلك بكل الوسائل بالتعاون مع جهات أخرى بالدائرة وقوات الأمن، حيث طالب هؤلاء بتوفير مركز أمن دائم، وهو مطلب نأمل أن يؤخذ بعين الإعتبار حتى لا تتكر مثل هذه التصرفات مستقبلا.
- شباب جسر قسنطينة مستائين من نقص المرافق الرياضية، هل من مشاريع في هذا الشأن؟
+ لقد قامت البلدية بالدفع بعدة مشاريع في هذا الشأن، من خلال إنشاء ملعب بلدي بحي «ستول المكي» بالعشب الإصطناعي، أما عن الإنارة العمومية فهي في طريق الإنجاز في إطار قانون الصفقات، بالإضافة إلى العديد من الملاعب الجوارية التي سيستفيد منها شبابنا مهيئة بالصورة اللازمة، غير أنه لا يمكنني التنويه بمشروع المسبح الأولمبي الذي كان من المنتظر أن يتجسد على أرض الواقع، حيث كلفت شركة صينية ببنائه، غير أننا تفاجأنا بتوقف الأشغال وتحويله إلى وجهة أخرى، وعليه وبإسم المجلس البلدي فإننا نطالب بإعادة المشروع إلى مكانه بحي سونلغاز، وفي حال كانت الأرضية غير مناسبة فإننا نؤكد على إلتزامنا بتوفير الأرضية في القريب العاجل.
- في الأخير، كلمة توجهونها لمواطني بلدية جسر قسنطينة
+ أشكر جريدة «السياسي» على إهتمامها بالتنمية المحلية ونقل إنشغالات المواطنين، وإتاحة الفرصة لنا كرؤساء بلدية من أجل الرد على عليهم، كما أتوجه إلى المواطنين بمنحنا الثقة اللازمة للعمل على تحقيق تنمية محلية شاملة بتراب البلدية.
.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.