أحصت مصالح الحماية المدنية، خلال شهري نوفمبر وديسمبر، ما يقارب من 167 حالة إسعاف وإنقاذ، لحالات الإختناق بالغاز التي أسفرت عن تسجيل 22 حالة وفاة على المستوى الوطني، أغلبها بالمناطق الداخلية التي تعرف انخفاضا محسوسا في درجات الحرارة. أكد المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية، برناوي نسيم، في اتصال ل"السياسي"، أنه تم تسجيل عدة حالات إختناقات نتيجة إستنشاق غاز ثاني أوكسيد الكربون السام، حيث أحصت المصالح المعنية 137 حالة تم إنقاذهم ولإسعافهم من قبل أعوان الحماية المدنية، في حين تم تسجيل ما إجماله 7 وفيات، وهي على التوالي حالتين بتيزي وزو، حالة واحدة في ولاية جيجل، وأربعة أفراد من عائلة واحدة في سوق أهراس، أما فيما يخص التدخلات التي قام بها أعوان الحماية المدنية في شهر ديسمبر، اضاف المتحدث أنه تم تسجيل 15 حالة وفاة لحد الآن في حين تم اسعاف وانقاذ أكثر من 30 شخص من قبل أعوان الحماية المدنية، وأشار برناوي إلى أن أثقل حصيلة تم تسجيلها يوم التاسع من الشهر الحالي حيث تم إحصاء وفاة 8 أشخاص في يوم واحد إختناقا بالغاز، وهي على التوالي 3 أفراد من عائلة واحدة بباب الوادي، 3 أفراد من عائلة واحدة بسيدي بلعباس، بالاضافة إلى حالة واحدة بتبسة وأخرى بالأغواط. عدم صيانة أجهزة التدفئة وغياب التهوئة سبب الإختناق كما إعتبر المتحدث أن أغلب حالات الوفاة سببها هو إستنشاق غاز ثاني أوكسيد الكربون نتيجة عدم إحتراقه بالكامل وكذا غياب التهوئة الضرورية داخل البيت، مشيرا إلى أن أغلب الوفيات تتم ليلا نتيجة غلق النوافذ والأبواب، أين ينصح بضرورة وضع ثقبين في الباب بالأعلى والأسفل وهي العملية التي ستسمح بتوفير بعض التهوئة بالبيت، كما أرجع السبب أيضا إلى عدم قيام المواطنين بصيانة أجهزة التدفئة، خاصة بعد توقف طويل اضافة الى تركيب تلك الأجهزة دون الإستعانة بمختصين لضمان تركيبها بطريقة جيدة لا تسمح بتسرب غاز الكربون. كم ارجع برناوي هذه الحوادث المميتة الى غزو السوق بعشرات الأجهزة غير المطابقة للمعايير اللازمة والرخيصة الثمن، في ظل غياب ثقافة إستهلاكية لدى بعض المواطنين. وعن الولايات التي تشهد حالات إرتفاع بالإختناق بالغاز، فقد أشار إلى أن الولايات الداخلية والتي تعرف إنخفاضا محسوسا في درجات الحرارة على غرار من ولاية سيدي بلعباس، الجلفة، أم البواقي، جيجلوسوق أهراس. وفيما يخص الحملات التحسيسية التي تقوم بها مصالح الحماية المدنية بالتعاون مع الجهات الإعلامية والتي انطلقت منذ مطلع شهر نوفمبر والمتواصلة إلى غاية نهاية جانفي، وذلك من خلال تنظيم أبواب مفتوحة وقوافل وقائية تحسيسية، فقد أبرز الأخير أنها تلقى إقبالا كبيرا من قبل المواطنين.