قالت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، إن الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، أجرى خلال الشهرين الماضيين اتصالات سرية مع حركة طالبان، بغية التوصل إلى اتفاقية سلام، من دون مشاركة حلفائه الغربيين والأمريكيين، ما يهدد بتدهور علاقته مع واشنطن. ونقلت الصحيفة عن، أيمل فيزي، المتحدث باسم كرزاي، قوله إن الشهرين الماضيين كانا إيجابيين جداً ، واصفاً الاتصالات بأنها الأكثر جدية التي أجراها القصر الرئاسي الأفغاني منذ انطلاق المفاوضات ، وأشار فيزي إلى أن طالبان تشجعت جراء موقف الرئيس إزاء الإتفاقية الأمنية الثنائية (مع واشنطن) وخطاباته التي تلتها ، غير أن مسؤولين أمريكيين وأفغان، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، قالوا للصحيفة، إن الإتصالات أخفقت، مشيرين إلى انه مهما كانت نوايا طالبان السابقة، غير أنها لا تعتزم التفاوض مع الحكومة الأفغانية بعد الآن وأضافوا أن مسؤولين أفغان رفيعي المستوى التقوا قياديين في طالبان في دبي، والرياض، في الأسابيع الأخيرة، وقد قيل لهم إن أي احتمال بالتوصل لاتفاقية سلام لم يعد موجوداً واعتبر المسؤولون أنفسهم، أن الإتصالات السرية تفسّر، على ما يبدو، سلسلة من أفعال كرزاي التي يبدو أنها معادية لحلفائه الغربيين، موضحين أن كرزاي واصل رفض توقيع اتفاقية أمنية مع واشنطن، وأصرّعلى إطلاق سراح سجناء متشددين لحركة طالبان، ووزّع أدلة على ما وصفه ب(جرائم حرب) أمريكية وأشاروا إلى أن المفاوضات بين كرزاي وطالبان لم تؤتِ ثماراً كبيرة، غير أنها أدت إلى تقويض ما تبقّى من ثقة بينه وبين والولايات المتحدة. كما لفتوا إلى أن المبادرة أتت من جانب طالبان على ما يبدو، في نوفمبر الماضي، وهو وقت كان يعاني منه كرزاي من انعدام الثقة مع خلفائه الغربيين وأضاف المسؤولون أن كرزاي انتهز ما بدا أنه فرصة لإنجاز ما يمتنع أو يعجز الأميركيون عن إنجازه، والتوصل إلى اتفاق لإنهاء النزاع ، وقالوا إن المفاوضات لم تثمر عن اتفاق ملموس، وأنه من غير الواضح ما إذا كانت حركة طالبان تعتزم مواصلة المفاوضات بجدية، أو كانت تحاول بكل بساطة إخراجها كرزاي عن السكة، أو تضليله.