كشف فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان، عن تقرير سيتم رفعه قريبا لرئيس الجمهورية حول اللاجئين الأفارقة، الذين نزحوا بأعداد كبيرة إلى الجزائر، بعد الاضطرابات الأمنية التي شهدتها دولة مالي، وذلك بغية التكفل بهم ماديا ومعنويا. وأوضح فاروق قسنطيني، في اتصال ل السياسي ، أن غالبية اللاجئين الأفارقة دخلوا الجزائر بطريقة غير قانونية، موضحا أن هذا الوضع يشكّل خطرا في حال لم يتم التكفل بهم قريبا من طرف السلطات العليا، مضيفا أنه سيتم إعداد تقرير بخصوص هذا الشأن يتضمن رأي السلطات العمومية، ليتم رفعه فيما بعد لرئيس الجمهورية، وأضاف قسنطيني، أن تضاعف أعداد اللاجئين، خاصة خلال الأشهر القليلة الماضية، جعل أمر التكفل بهم صعبا، كما أكد المتحدث، على ضرورة الحفاظ على اللاجئين من جهة وعلى المجتمع الجزائري من جهة أخرى، موضحا أن تشرد الأعداد الكبيرة منهم في الشوارع والأحياء بات بشكّل خطرا كبيرا عليهم وعلى المواطنين، مضيفا أنه من بين الأخطار التي تهدد المواطنين، احتمال انتشار الأمراض باعتبار أن معظمهم يمكن أن يحملوا فيروسات وأمراض، خاصة أنهم لم يخضعوا للمراقبة الصحية، كونهم دخلوا إلى الأراضي الجزائرية بطريقة غير شرعية. وفي جولة ميدانية لولاية البليدة وبلدية بوفاريك، وقفت السياسي على الانتشار الكبير للاجئين الأفارقة الذين دخلوا الجزائر بطريقة غير شرعية، الذين كانوا متمركزين في مناطق الجنوب ومن ثمّ، نزحوا إلى المناطق الساحلية والوسطى، حيث يقومون بالتسول في النهار ويبيتون ليلا بمحطات النقل، كما وجدوا أيضا تضامنا وتعاطفا من طرف السكان الذين مدوا لهم بمختلف المساعدات المادية. من جهة أخرى، أكد الطاهر لحرش، الأمين العام للهلال الأحمر الجزائري لولاية البليدة ل السياسي ، أنه يعمل ليل نهار للتكفل باللاجئين الأفارقة، وذلك من خلال القيام بجولات ليلية على مستوى شوارع ولاية البليدة وتقديم الطعام والأغطية التي تقيهم برد الشتاء، موضحا أنهم يقومون بالانتشار في النهار عبر المدينة للتسول، ثم يتجمعون في الليل بمحطة النقل التي اتخذوها كمأوى لهم، مضيفا أن الهلال الأحمر يقدّم كل ما في وسعه للتكفل باللاجئين.