غادر 115 لاجئا إفريقيا من دول الساحل، مركز التكفّل الذي فتحته المصالح الولائية بوهران، بعد يوم واحد فقط من ولوجه، وعاد هؤلاء إلى الشوارع والأرصفة مفضّلين التسوّل أمام المساجد وبالأسواق. استغربت مصالح مديرية النشاط الإجتماعي، القرار الجماعي الذي إتّخذه 115 مهاجرا يحملون جنسية نيجيرية، من بينهم 48 إمرأة، 63 طفلا و3 رجال، حيث قرّر هؤلاء المغادرة السريعة لمركز الإيواء الذي خصّص لهم قبل أيّام على مستوى بلدية بوفاطيس، إذ قامت مصالح مديرية النشاط الإجتماعي بالتنسيق مع مصالح الهلال الأحمر الجزائري ومصالح الأمن بعملية الجمع والترحيل، في إطار الإجراءات المتخّذة من قبل الوالي للتكفّل باللاجئين من سوريا ومالي المستلهمة من قرارات الدولة بخصوص هذه الفئة. وعلى غرار ما فعلته العائلات السورية بمركز سيدي فرج بالعاصمة، قام النيجيريون بإخلاء مركز بوفاطيس والعودة مجدّدا إلى الشارع، وتشهد وهران منذ أشهر قليلة إنزالا هائلا لعائلات إفريقية الجنسية لا تزال تتوافد، اكتسحت الشوارع في الفترة الأخيرة بعدما لم تجد مكانا تأوي إليه، وأصبحت تمتهن التسوّل أمام المساجد وفي الأسواق وتنافس العائلات الفقيرة الوهرانية في كسب عطف المحسنين. واكتسحت عائلات بأكملها أماكن عمومية بيغمراسن وعين البيضاءوالمدينةالجديدة وسانت أنطوان، حوّلتها إلى مساكن مفتوحة على الهواء الطلق، ويظهر للعيان وجود عدد كبير من النسوة من مختلف الأعمار رفقة أطفالهنّ بعد دخولهم إلى الجزائر بطريقة غير شرعية، ودفعت الأوضاع المزرية هؤلاء إلى جلب الأفرشة والأواني ومختلف الحاجيات إلى زوايا من الأرصفة أين يقيمون هناك على غرار ما يحدث أمام أحد مساجد حيّ »سانت أنطوان«، إذ توافد عدد كبير من النساء الإفريقيات المنحدرات من مالي تحديدا بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية والحروب التي تعرفها المنطقة. ويكتمل المشهد المأساوي باصطحاب أطفال عراة حفاة، تمّ تهريبهم من جحيم الحرب فرارا بجلودهم، فيما يجهل مصير آبائهم، ولم تجد هذه العائلات أمام الفقر المدقع الذي تتخبّط فيه غير امتهان التسوّل واستدرار عطف ساكنة وهران، أمام المساجد وداخل الأسواق طلبا للقمة العيش، حيث لا يتردّد هؤلاء في طلب أيّ شيء يسّد الرمق، وقد قام بعض المحسنين بتزويدهم بالأفرشة والأغطية والأواني، والألبسة، وبقدر ما يثيرونه من اهتمام يحوزون على إعانات مختلفة من قبل المارّة وينالون الشفقة بسبب درجة الحرارة العالية التي يتعرّضون لها ليل نهار. وبلغ الأمر ببعض النسوة إفتراش السجّاد أمام المساجد والصلاة وقت الآذان وحمل السبحة وأداء صلاة التراويح، إيحاء منهنّ بأنّهن مسلمات، وتعرف مختلف الشوارع بوسط المدينة يوما بعد يوم تدفّقا هائلا للعائلات الهاربة من مالي طالبة اللجوء السياسي بالجزائر، إضافة إلى أفارقة آخرين من مختلف الدول الإفريقية المتاخمة للحدود الذين استقروا بوسط وهران وضواحيها على مستوى فنادق المدينةالجديدة ومستودعات وسكنات فوضوية مؤجّرة.