أعلن الجيش الليبي أنه يقف على الحياد في الأزمة الحالية في ليبيا، والحرص على حماية الثورة، ووصف رئيس الوزراء الليبي علي زيدان الأوضاع في بلاده بأنها تحت السيطرة. وجاءت تصريحات الجيش ورئيس الحكومة في أعقاب دعوة لواء سابق في الجيش الليبي القوات المسلحة إلى تولي زمام الأمور في ليبيا، وأكد اللواء عبد السلام العبيدي، رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، أن الجيش سيبقى في موقف الحياد وسيظل في حماية الثورة، التي أطاحت بنظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، وطلب الجيش اعتقال اللواء خليفة حفتر بعد تصريحاته التي أثارت جدلا في البلاد، وكان حفتر قد دعا، في فيديو نُشر عبر موقع يوتيوب ، الجيش الليبي لأن يتولى زمام الأمور إلى أن تجرى انتخابات جديدة في البلاد، وقال العبيدي إن مذكرة اعتقال أٌصدرت في حق حفتر، وأضاف أن جميع المنشآت الحكومية تخضع لسيطرة القوات الليبية والمجموعات المسلحة الموالية لها، وقال زيدان، إن المنشآت الحكومية والأمن الداخلي لا يواجهان أي مشكلات، ووصف تصريحات حفتر بأنها مضحكة ..استخدم فيها تعبيرات انقلابية، وظهر حفتر، الذي يعتبر أحد الشخصيات البارزة في الثورة الليبية التي اندلعت عام 2011 على نظام القذافي، بزيه العسكري داعيا أيضا إلى تجميد عمل البرلمان والحكومة الليبية، وتأسيس هيئة رئاسية مؤقتة ممثلة للقوى الوطنية تتولى السيادية وتعمل على تشكيل حكومة مؤقتة في البلاد، وأضاف زيدان المؤتمر الوطني العام (البرلمان) والحكومة يقومان بمهامهما بشكل طبيعي ، ونفى أي انتشار لأي من وحدات الجيش حول أي منشأة من المنشآت الحكومية، وقالت التقارير إنه لم تبد هناك دلائل تشير إلى وجود تحركات عسكرية غير اعتيادية في العاصمة الليبية طرابلس، كما بدت الأوضاع طبيعية في المناطق المحيطة بمبنى البرلمان ومكتب رئيس الوزراء والوزارات الأخرى، ونفى حفتر أن تكون دعوته للجيش انقلابا عسكريا بالمعنى التقليدي، مؤكدا على أن الجيش لن يستحوذ على السلطة، وأنه سيعمل فقط على توفير المناخ الآمن للشعب ليحكم نفسه من خلال الانتخابات ويبني دولة قوية، وكان حفتر يعتبر أحد الموالين لقذافي، إلا أنه اختلف معه حول الحرب التي خاضتها ليبيا مع تشاد في الثمانينيات من القرن الماضي، ولجأ منذ ذلك الوقت إلى الولاياتالمتحدة، وعاد حفتر إلى ليبيا في ثورة عام 2011 ليعيَّن بعد الإطاحة بنظام القذافي قائدا للجيش الليبي، وأسندت إليه مهمة إعادة بناء القوات الليبية، إلا أنه عٌزل من منصبه لاحقا.