شهدت شوارع العاصمة الليبية، طرابلس، ومدينة بنغازى، قبل وأثناء وبعد صلاة الجمعة، أجواءً طبيعية اتسمت بالهدوء التام، وذلك بعد إعلان قائد سابق بالجيش الليبى عن سيطرته على مواقع عسكرية وحيوية فى البلاد، وهو ما نفته الحكومة. وكان القائد السابق للقوات البرية والبحرية الليبية، اللواء خليفة حفتر، الذى أعلن، أمس، عن سيطرة قوات تابعة له على مواقع عسكرية وحيوية في البلاد، وتجميدها لعمل المؤتمر الوطنى العام (البرلمان المؤقت)، قد توقع خروج حشود "غفيرة" في الشارع الليبي، بعد صلاة الجمعة لتأييد خطوته هذه. وقال حفتر، "انتظروا الحشود الشعبية الكبيرة التي ستخرج بعد الصلاة، لتأييدنا على ما قمنا به".. وقال مراسل الأناضول في طرابلس، إن "الأمور في الشارع، بدت قبل وأثناء وبعيد الصلاة، هادئة تماماً، ولا يوجد أى مظاهر لخروج مسيرات شعبية". وفى مدينة بنغازي، الذي ينحدر منها حفتر، أفاد بأن الأمور لم تختلف عما تشهده العاصمة، مستبعداً فى الوقت ذاته، أن يحظى ما أعلن عنه حفتر، بالقبول لدى سكان المدينة. ويرجع ذلك إلى "اتهامات أهالي في بنغازي، لحفتر بالمسئولية الكاملة عن مقتل أبنائهم في الحرب التشادية الليبية، بنهاية سبعينيات القرن الماضي" بحسب سكان محليين. ومن جهته، أكد رئيس الأركان العامة للجيش الليبى اللواء عبد السلام جاد الله العبيدى، أن عصر الانقلابات قد انتهى، وأن الجيش الليبى يسيطر على الأوضاع فى العاصمة وفى كل المدن الليبية، وقال العبيدى فى تصريح الجمعة: "إن قواتنا تسيطر على العاصمة والأمور طبيعية ولن نسمح باستخدام القوة ضد الشرعية التى اختارها الشعب الليبى فى انتخابات حرة"، بحسب وكالة الأنباء الليبية. وأضاف، أن قوات الجيش الليبي موجودة على الأرض وتسيطر على الوضع الأمنى، وأن المؤسسة العسكرية لا تسمح لأي عسكري بالخوض في الشأن السياسي. كان رئيس الوزراء الليبي على زيدان نفى الجمعة، وقوع انقلاب عسكري في بلاده، وأكد زيدان في مؤتمر صحفي، أنه لا عودة إلى القيود والانقلابات. جاء ذلك فى معرض رد زيدان على إعلان اللواء خليفة حفتر القائد السابق للقوات البرية الليبية، في بيان مصور إذاعته قناة العربية الفضائية، تجميد عمل المؤتمر الوطني والحكومة الليبية والإعلان الدستوري، وأكد زيدان أن "الموقف تحت السيطرة" وأن "الحكومة والمؤتمر يواصلان عملهما"، مشيرا إلى أنه أصدر الأوامر إلى وزارة الدفاع، باتخاذ الإجراءات بحق اللواء حفتر. ودعا رئيس الوزراء الليبى، الجيش إلى "التحلى بالمسئولية واحترام إرادة الشعب"، مشيرا إلى قرار صادر بحق حفتر وإحالته للتقاعد منذ فترة، وقال زيدان: "لن نسمح بانتزاع الثورة من الشعب الليبى"، نافيا وجود أى مظاهر مسلحة فى الشوارع الليبية. من جانبه، أكد وزير الدفاع الليبى عبدالله الثنى، أن ما يحدث، وما أعلن عنه حفتر هو عمل غير شرعى، وأن كلمات اللواء مدعاة للسخرية.