استفادت بلدية سيدي سليمان بولاية تيسمسيلت من العديد من العمليات التنموية الموجّهة لترقية وتثمين المؤهلات السياحية المعتبرة، التي تزخر بها هذه الجماعة المحلية المتميزة بطابعها الجبلية. وشملت هذه العمليات التي يجري تجسيدها بهذه الجماعة المحلية، الواقعة شمال غرب عاصمة الولاية، دراسة حول المنابع الحموية غير المستغلة بوادي سيدي سليمان، تكفل بها مكتب دراسات مختص في مجال الهيدروجولوجيا. وستسمح هذه الدراسة التي وصلت إلى مرحلتها الأخيرة بتقديم معلومات دقيقة بشأن تدفق مياه ودرجة حرارة المنابع الحموية إضافة إلى تحديد مميزاتها الجيوفزيائية. وستتبع هذه الدراسة بإنجاز عملية مبرمجة لسنة 2014، تتضمن إعادة الاعتبار وتوسعة للحمام المعدني القديم المسير من قبل مصالح ذات البلدية، وذلك من خلال إنجاز مرافق، إضافية لاستقبال زوار هذا المكان السياحي الجذاب إلى جانب تجسيد عمليات واسعة لتهيئة الحجرات الرئيسية لهذا الحمام الذي يرجع إلى الحقبة الاستعمارية. كما برمجت المديرية الولائية للسياحة بالتنسيق مع المديرية الولائية للري ومصالح البلدية عملية حفر بئر عميق بوادي سيدي سليمان، يسعى إلى رفع منسوب مياه المنبع الحموي بما يساهم في ضمان تدفق كميات كبيرة منه خلال الخمسين سنة المقبلة، وفقا لما أفاد به رئيس المجلس الشعبي البلدي، محمد قاسمي. وبهدف ترقية وتطوير السياحة الحموية والبيئية والجبلية بمنطقة سيدي سليمان ستشرع مصالح البلدية قبل نهاية السداسي الأول من السنة الجارية، في إنجاز فضاءات سياحية موجة لراحة العائلات بداخل الغابة القريبة من الحمام المعدني وذلك من خلال تجهيزها بطاولات وكراسٍ خشبية وتهيئة أماكن للعب الأطفال وغرس شجيرات تزينية. كما بادرت مصالح البلدية، بالتنسيق مع أجهزة دعم التشغيل والمديرية الولائية للتشغيل، بعملية تحسيسية السنة الماضية استهدفت الشباب البطال بالمنطقة تضمنت توزيع مطويات وتنظيم لقاءات جوارية لفائدتهم حول فرص الاستثمار، التي توفرها هذه المنطقة الجبلية على غرار فتح مقاهي ومطاعم ومحلات تجارية بالقرب من الحمام المعدني، حسب قاسمي. وتسعى هذه الجماعة المحلية بالتنسيق مع المديرية الولائية للسياحة والصناعات التقليدية ومجموعة من الشباب من أبناء المنطقة لإنشاء ديوان محلي يساهم في استقطاب السياح بهذه المنطقة، وتعريف المواطنين من داخل وخارج الولاية بالقدرات السياحية التي تزخر بها لاسيما في مجال السياحة الحموية وكذا البيئية والجبلية، يؤكد المسؤول. ومن جهتها، تعمل المديرية الولائية للسياحة والصناعات التقليدية بالتنسيق مع مصالح بلدية سيدي سليمان على إعداد دليل سياحي خاص بهذه المنطقة من شأنه المساهمة في الترويج للقدرات السياحية التي تزخر بها استنادا إلى هذه الهيئة. منابعها الطبيعية تستقطب آلاف الزوار وقد بادرت المديرية بإقتراح بلدية سيدي سليمان كمنطقة للتوسع السياحي، وذلك ضمن المخطط التوجيهي للتهيئة الوضع الذي سيسمح بتجسيد مشاريع مرافق سياحية وشبانية وفضاءات لبيع وتسويق منتجات الصناعة التقليدية التي تشتهر به هذه الجهة كالأواني الطينية والفخارية. وبدورها، تقوم المديرية الولائية للمجاهدين بإنجاز مشروع قاعة لعلاج معطوبي حرب التحرير وفئة ذوي الحقوق بالقرب من الحمام المعدني لسيدي سليمان، حيث يسمح هذا المرفق الذي يرتقب استلامه قبل نهاية الثلاثي الأول من سنة 2014، بتوفير الخدمات الطبية لاسيما في مجال إعادة التأهيل الحركي لفائدة المجاهدين الذين يضطرون حاليا للتنقل إلى مختلف مراكز الراحة بالولايات المجاورة لتلقي العلاج الضروري على غرار مركز الراحة بمنطقة سرغين بولاية تيارت. الجدير بالذكر أن بلدية سيدي سليمان تتوفر على ثمانية منابع حموية ذات تدفق 4 لتر في الثانية غنية بالعناصر المعدنية حيث تصل درجة حرارتها إلى 42 درجة علما بأن مياهها صالحة لعلاج عدة أمراض منها داء المفاصل والروماتيزم إضافة إلى الأمراض الجلدية والتهابات الأمعاء. وحسب دراسة قامت بها المديرية الولائية للسياحة والصناعات التقليدية سنة 2008، فإن تركيبة مياه المنابع الحموية بهذه المنطقة تحتوي على 17 من العناصر على غرار الكالسيوم والبيكاربونات والكلور والسولفات وتبلغ درجة المياه 1ر12 درجة في فصل الشتاء وتتجاوز ال5ر34 درجة صيفا. ويستقطب هذا المنبع الحموي سنويا ما بين 70 ألف و80 ألف زائر يأتون من مختلف ولايات الوطن، على غرار الشلف والجزائر وتيبازة وتيارت ومستغانم وعين الدفلى والجلف.