أكد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية، أمس، أن الامتناع عن التصويت بدون مبررات قوية يعتبر سلوكا لا يعبر عن الانتماء للأمة ومواكبة تطوراتها. وقال رئيس الدولة في رسالة عشية إحياء يوم العلم الذي يصادف يوم 16 أفريل من كل سنة، أن الامتناع عن التصويت، إن كان من باعث نزعة عبثية أو خالٍ مما يبرره، ينم عن جنوح عمدي إلى عدم مواكبة الأمة، وعن العدول عن مسايرتها والانتماء إليها. وأضاف الرئيس بوتفليقة في رسالته قائلا والمشاركة في التصويت هي بالنسبة إلى مجتمع سائر في طريق بناء صرحه الديمقراطي، مقياس لمدى توصل الأسرة والمدرسة والأحزاب والجمعيات إلى تطبيع الناخبين من المواطنات والمواطنين على الانخراط المواطني العملي والفعلي ضمن حياة مجتمعهم المدني ، وأضاف ولما كنا نتأهب لنذهب إلى مكاتب التصويت لانتخاب رئيس البلاد- يضيف رئيس الدولة- يأبى علي الواجب إلا أن أذكر مرة أخرى بأن السيادة السياسية ملك للشعب دون سواه، وبأن ذلك يلزمه إن هو أراد أن يبني نظاما ديمقراطيا سليم القوام، بتفعيل هذه السيادة من خلال تصويت كل أفراده المؤهلين، ذلك أن بناء الديمقراطية ومشروعيتها يتوقفان على مدى مشاركة المواطنات والمواطنين في التصويت.ودعا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، كل الجزائريين إلى المشاركة بكثافة في رئاسيات 17 افريل 2014 وذلك بهدف تجسيد السيادة الوطنية التي دفع الشعب الثمن غاليا من أجل استعادتها، وقال إنني أهيب بكافة المواطنات والمواطنين ألا يفرطوا في المشاركة في الإنتخاب الرئاسي أو يسهوا عنه، وأن يدلوا بخيارهم إحقاقا وتجسيدا لسيادة شعبهم التي استعيدت بأبهظ الأثمان . وفي هذا السياق أضاف الرئيس بوتفليقة قائلا وعلى كل جزائري وجزائرية أن يتأسى بشهدائنا الأبرار، ويحفظ وديعتهم التي هي هذا الوطن الغالي، ويبر به مثلهم، ويتذكر أن لا وطن لنا سواه . وذكر رئيس الدولة في رسالته إن التصويت واجب أكثر منه حق، وهو الذي يقحم ضمير الفرد في التعاطي مع الصالح العام ومع مصير الأمة ويجنب عرى علاقة الإنتماء للوطن التفكك والإنفصام . وأوضح الرئيس بوتفليقة أن الحق في التصويت ليس حقا وكفى، إنه بمثابة أم شعائر المواطنة وأوجبها على أفراد الأمة في اختيار ما ترتضيه لنفسها من توجهات أو في انتقاء من يخدمها من النساء والرجال . بوتفليقة: عبد الحميد بن باديس جمع بين العلم والجهاد أكد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة أن العلاّمة الشيخ عبد الحميد بن باديس قد جمع في حياته بين العلم والجهاد ووهب شبابه من أجل نشر المعرفة في المجتمع الجزائري ومواجهة الاستعمار، وأضاف الرئيس بوتفليقة في هذا المجال أن الشيخ بن باديس قد عمل على نشر أسباب الوعي بين أفراد شعبه في المساجد، وفي المدارس الخاصة التي أنشأها في كامل تراب الجزائر، ووجه ضربة قاصمة للمشعوذين والعملاء وأصحاب الممارسات الضالة وأعد أبناء شعبه لكي يدخلوا هذا العصر بكل جدارة ويتمكنوا من أن يقفوا الند للند في وجه الغزاة ومن كان يسير في ركابهم ، وبالفعل، فقد سعى تلاميذه ومريدوه -يضيف الرئيس بوتفليقة- إلى اكتساب العلوم والبحث عنها في مضامينها من أجل وضعها في متناول كل جزائري وجزائرية . وأشار رئيس الدولة إلى دور بن باديس وأعماله العلمية والفكرية والثقافية، حيث لم يفرق في مسعاه بين الذكر والأنثى في مجال التحصيل المعرفي حين انبرى لمهمته مفسرا للذكر الحكيم، وللوعظ والإرشاد، ولتوجيه الطلبة إلى مختلف مجالات الكسب العلمي النافع، فضلا عن رئاسته لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وحسن تعاملهم مع خيرة أبناء هذا الوطن من علماء يحبون الخير لشعبهم ويريدونه أن يكون في صدارةالشعوب المتقدمة . وأوضح الرئيس بوتفليقة أن العلامة بن باديس أدرك بنظرته الثاقبة، أن الحياة ينبغي أن تكون مكتملة الجوانب، وذلك بالرغم من الضغط الذي ظل الإستعمار يمارسه على شعب الجزائر، متطرقا الى دوره في التشجع على ممارسة الرياضة وارتياد النوادي الرياضية من أجل تحصين أبناء الجيل الطالع من كل أشكال الخمول ونسق جهودهم مع بقية روافد الحركة الوطنية على اختلاف مشاربها. الدولة الجزائرية أولت اهتماما للمعلم والتعليم وذكر رئيس الجمهورية بأن علماء الجزائر قد ساروا على منواله واستلموا منه مشعل التنوير، واكتملت المسيرة حين انتقل إلى جوار ربه راضيا مرضيا ، مبرزا الأولوية التي أولتها الدولة الجزائرية للمعلم والتعليم، منذ أن استعادت سيادتها وذلك يقينا منها أن العلم وحده هو الذي يمكنها من سد الفجوة بين قصور ذات اليد وما تتطلع إليه العين ولأنه النهج الذي سارت عليه الحركة الوطنية منذ بدايتها، النهج القائم على استجماع أسباب التخلص من الإحتلال الأجنبي الغاشم بمحاربته ببعض ما اعتزمت نخبة شعبنا مجاراته فيه من فكر علمي، وتخطيط علمي، وتنفيذ علمي، إلى أن مكن ذلك من خوض الثورة التحريرية المباركة وتكليلها بالنصر المبين . إنجازات 15 سنة برهان ساطع على الجهود المعتبرة وتطرق رئيس الجمهورية إلى الانجازات التي حققتها الجزائر بين 1999و2014 في مختلف المجالات والتي تعتبر-كما قال - برهانا ساطعا على الجهود المعتبرة التي بذلناها ، وفي هذا السياق ذكر الرئيس بوتفليقة إن ما تحقق لمجتمعنا، التوّاق إلى النهوض والتقدم، من حرية الفكر والتعبير، منذ 1999 غير متاح في كثير من البلدان، مشيرا إلى أن مسؤوليات جسيمة ملقاة على عاتق المعلم والمتعلم والعالم والمفكر والفنان لصنع النهضة الشاملة التي نصبو إليها بالابتكار والإبداع اللذين لا ينتقلان من جيل إلى جيل بالوراثة وإنما بالكد في التحصيل والمغالبة والجدارة والاستحقاق .