قدّم الوزير الأول بالنيابة يوسف يوسفي، أول أمس، وأصالة عن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، تعازي الجزائر لكولومبيا إثر وفاة الكاتب الكولومبي الشهير غابرييل غارسيا ماركيز. ووقع يوسفي نص التعزية لرئيس الجمهورية بسجل التعازي بالممثلية الدبلوماسية لكولومبيا بالجزائر. وجاء في نص التعزية: (برحيله أسدل غابرييل غارسيا ماركيز الستار على مائة عام من العزلة، بعد عمر حافل بالإبداع ناهز 87 عاما)، بحيث كانت حياته وأعماله (مرآة لعصره وبيئته إعترتها أفكار خارقة للعادة يغذيها تارة خيال متمرد جامح وتارة أخرى إصرار نادر في تعليل النفس بالأمل). وأضاف رئيس الجمهورية (لقد إستقطب غابو، كما كان يدعى تحببا عبر أمريكا اللاتينية، كان يحدو عصره من يقين وهموم في الواقعية السحرية التي وسمت بميسمها إنتاجه في العمق). وتابع الرئيس بوتفليقة متعمقا في أدب الراحل أنه (كتب ليضبط معادلة الحلم بالنجاح الباهر وثقافة الجهد والإستحقاق، يرغب الجميع في العيش في قمة الجبل دون أن يدركوا أن السعادة الحقيقية، إنما تكمن في طريقة تسلق الدروب الوعرة). كما ذكر بأن الروائي والقاص والصحفي والمناضل السياسي غابرييل غارسيا ماركيز كان (من دعاة التغيير الذي جعلت منه الأسبوعية الكولومبية كامبيو -التغيير- التي أسسها شعارا لها)، وأضاف (كان يؤكد وكأنه يريد تشجيع القطيعة مع سهولة النمطية والمجاراة ومع راحة العادة والإعتياد أن دقيقة واحدة من التصالح أفضل من عمر كامل من المودة). (لقد ظل غابرييل غارسيا ماركيز -يقول الرئيس بوتفليقة- إلى آخر رمق مهموما بمصير ذويه وبتطلعات غيرهم وكان الشاهد على وعي أجيال من القارئات والقراء ببروز شعوب أمريكا اللاتينية على حلبة التاريخ والمتسبب في هذا الوعي وصانعه والمستفيد منه). وأردف رئيس الجمهورية (رحل غابرييل غارسيا ماركيز صاحب جائزة نوبل للآداب من الساحة بأناقة، إنما سيظل حاضرا فيها رصيده الذي لن يسد أحد الفراغ الذي خلفه برحيله)، ليضيف في الأخير (فلتنعم روح غابو بالسلام وليجد الأوفياء لذكراه العزاء في أعماله الخالدة التي لا تضاهيها أي أعمال أخرى). للتذكير، كان الكاتب الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز قد توفي يوم 17 أفريل 2014، بمنزله بمكسيكو سيتي عن عمر يناهز 87 عاما بعد معاناة مع المرض. ويعدّ ماركيز واحدا من أعظم مؤلفي اللغة الإسبانية قاطبة ومن أشهر أعماله رواية مئة عام من العزلة ، التي صدرت عام 1967 والتي بيع منها 10 ملايين نسخة في مختلف بقاع العالم، تضاف لها عناوين أخرى خالدة على غرار الحب في زمن الكوليرا و الجنرال في متاهته ، عرف عن الراحل وقوفه إلى جانب الحركات التحررية، حيث ساند الثورة التحريرية لما كان صحفيا بباريس سنة 1960، وتعرض نتيجة لمواقفه الداعمة لها للتوقيف من قبل السلطات الفرنسية.