تتوفر ولاية بسكرة على أكثر من 104 آلاف هكتار من المساحات الفلاحية المسقية، تخص بالأساس محيطات مغروسة بثروة النخيل وجيوب مزروعة بالخضر المبكّرة وحقول للحبوب، حسب مدير المصالح الفلاحية، كمال عتروس. وأوضح المسؤول بأن حجم المساحات المسقية بعد أن كان لا يتعدى 50 ألف هكتار مطلع الألفية قفز بصفة ملموسة في السنوات الموالية بإضافة 54 ألف هكتار جديدة إلى غاية الآن ليتضاعف بذلك بنسبة تتجاوز ال100 بالمائة. وتتم تعبئة الموارد المائية الموجهة للسقي الفلاحي انطلاقا من استغلال المياه الباطنية بواسطة شبكة مناقب وآبار أورتوازية، بمجموع يقارب ال8 آلاف بئر فضلا عن المياه السطحية التي يتم ضخها من كل من سد منبع الغزلان بسعة 55,5 مليون متر مكعب وسد فم الغرزة بسعة 14,8 مليون متر مكعب. ومن المرتقب، أن تتعزز المساحات المسقية في الآفاق المستقبلية لدى دخول حيز الاستغلال محطة تصفية المياه المستعملة بالمكان المسمى المسدور، بالقرب من عاصمة الولاية التي تمكن من ضمان مياه السقي ل2000 هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة بنفس المنطقة، حسب مديرية الموارد المائية بالولاية. واستنادا لمدير المصالح الفلاحية، فإن وجود مساحات مسقية يعني بالأساس إستغلال الأراضي الفلاحية التي تتمتع بهذه الخاصية بصفة مستدامة وإمكانية تنويع المحاصيل والتحكم في الإنتاج الفلاحي، لاسيما في جانب المردودية وتشجيع الفلاحين على ممارسة النشاط دون خشية من التذبذب في التموين بالموارد المائية ذات الانعكاسات السلبية على القطاع. وبالموازاة مع توسيع المساحات المسقية سعت المصالح الفلاحية في إطار تحديث أنماط السقي الفلاحي من خلال مرافقة الفلاحين لأجل استخدام نظام السقي بالتقطير حسبما أشار إليه عتروس، الذي أضاف بأن تعميم هذا النظام يسمح فضلا عن تجاوز أساليب السقي التقليدي باقتصاد الماء و استغلاله بصفة عقلانية.