في ظاهرة يصفها الخبراء والأخصائيون بالدخيلة على المجتمع الجزائري، قد تضطر الأمهات إلى ترك الرضع لساعات طوال أمام شاشة التلفزيون، بحجة ضيق الوقت وانشغالهن بأعمال البيت من تنظيف وطهو وغسيل، وهو ما ينعكس سلبا على التطور الذهني والنفسي للرضيع. وفي هذا الصدد، شدّد الأستاذ والباحث في الطب النفسي، الدكتور مزيان محمد بورزقي، على ضرورة التحلي بالمسؤولية في تربية الأبناء، فمن غير المقبول، حسب الدكتور، أن تلجأ الأم في سبيل تمتعها باستقلالية أكبر بترك رضيعها أمام شاشة التلفزيون لمدة طويلة في ظل عدم إدراكه لما يتلقاه، وهو ما ينعكس سلبا على فترة المراهقة التي قد يمر خلالها بفترة فراغ رهيبة. وأوصى الدكتور بورزقي بإيجاد آلية تسمح بردع مثل هذه التصرفات لدى الأمهات اللواتي يعتدين على البراءة والطفولة طريقة غير مباشرة، معتبرا أنه ليس من حق الأولياء إشباع رغباتهم أو القيام بواجباتهم على حساب الأبناء. من جهته، يرى الباحث وأستاذ علم الاجتماع رابح كشاد، أن ترك الرضع امام شاشات التلفزيون لمدة طويلة، ينعكس سلبا على نفسيتهم ويعرضهم لهزات نفسية قد تؤدي للوفاة بسبب الحرمان من الإحساس بحنان الأم سيما في هذه المرحلة من النمو التي يحتاج فيها الرضيع أو الصبي لحنان الأم الذي لم ولن يعوضه تركه أمام الشاشات حتما. وتساءل المتحدث في تصريح للقناة الأولى عن الفائدة من ترك الرضيع في هذه الحالة وهو في فترة بناء شخصيته، فإنه يتعرض في مرحلة حساسة إلى عدم اكتمال شخصيته، محذرا الأمهات من الآثار السلبية التي تنجم من وراء هذا السلوك حينما يكبر الرضيع. وأشار كشاد رابح الى دراسة أعدها سابقا، خلصت إلى أن مجموعات الرضع الذين لا يتحصلون على القدر الكافي من العاطفة والحنان هم أكثر عرضا للهزات النفسية، وذهب الباحث ابعد من ذلك حينما أشار إلى أن احتمال الوفيات لدى الرضع، اكبر بكثير من الرضع الذين يتحصلون على القدر الكافي من الحنان والعطف. وفي سياق موصول، ندّدت إحدى المواطنات بهذه الظاهرة، مضيفة أنها لا تحبذ أن يتم ترك رضيع يبلغ من العمر 3 الى 4 أشهر أمام شاشة التلفزيون خاصة وانه لا يدرك جيدا الأمور وهي ظاهرة غير صحية، فيما أكدت إحدى الجدات أنها لا تضع أطفالها أمام شاشة التلفزيون خاصة وانه لا يتعلم إلا الأمور السيئة، مشيرة إلى أن حفيدها الرضيع اعتاد للأسف مشاهدة التلفزيون وما إن يتم إطفاؤه لا يكف عن البكاء. وأمام تحذيرات الأطباء والمختصين في المجال من أخطار وآثار هذه الظاهرة سلبيا على الأطفال الرضع، يبقى التفاعل مع الناس والتواصل المستمر مع أفراد الأسرة أفضل حل لظاهرة غريبة عما ألفناه من أمهاتنا وآبائنا.