ستعقد فعاليات حركة عدم الانحياز في دورتها الوزارية السابعة عشر بالجزائر العاصمة يوم الاثنين المقبل على أن تدوم الى نهاية الأسبوع، وسط ظرف مميز هذه السنة وذلك نظرا لتفاقم الأزمات المختلفة في عدة مناطق من العالم، الأمر الذي أعاد الحديث عن المبادئ المؤثرة لحركة تولدت لتأسيس نظام عالمي متعدد الأطراف، أكثر هدوء وإنصاف، حيث عبر محللون سياسيون عن الدور الفعال الذي تلعبه الجزائر في الحركة من خلال سياستها ودبلوماسيتها التي أصبحت مثالا يحتذى به وسط شعوب العالم. عمار بوحوش: الجزائر تملك سياسة رشيدة وقوة عسكرية معتبرة كشف الباحث والدكتور عمار بوحوش في تصريح ل السياسي أن الجزائر تملك سياسة حكيمة تمارسها في الشؤون الداخلية وحتى الخارجية، دون اضطرارها إلى الاستعانة بتدخل أجنبي، خاصة القوة الأمنية التي تعرفها الجزائر، والتي تلعب دورا فعالا في الحركة التي تعمل على التعاون بين الشعوب النامية وشعوب العالم الثالث، وذلك من أجل يقول بوحوش جلب السلام والأمن إلى بلادها، كما أضاف المحلل السياسي أن الندوة التي ستعقد بالجزائر ستكون فرصة مواتية لكي تقول الدول النامية كلمتها ولا تبقى تابعة لدل أخرى كبرى تتحكم في شؤونها وتتدخل في قضاياها الداخلية، عكس الجزائر ودلك بفضل سياستها الرشيدة، أما فيما يخص الأزمات التي تعرفها دول الساحل فقد ارجع بوحوش سبب ذلك إلى ضعف مؤسساتها العسكرية، التي لا تستطيع مواجهة أي تدخل عسكري في شؤونها، وهو الأمر الذي تعدته الجزائر، مشيدا في الصدد بقوة المؤسسة العسكرية الجزائرية. * صالح سعود: الجزائر تحتضن مرة أخرى قمة مميزة واستثنائية لعدم الانحياز ومن جهته المحلل السياسي صالح سعود وفي تصريح ل السياسي تحدث عن مسار حركة عدم الانحياز والتي نشأت حسبه في ظروف دولية غير عادية، أين حاولت دول العالم الثالث أن تعبر عن رفضها لأقطاب الثنائي الدولي، من خلال إسماع صوتها عبر المنظمات التي تنشط في المجال، وحركة عدم الانحياز أنشأت من أجل أن تكون منبرا للشعوب الضعيفة لإسماع قضيتها للعالم. وفي نفس السياق قال سعود في الوقت الحاضر ونتيجة للاستقطاب الدولي الجديد وما تعرفه دول العالم من تفاعلات خاصة دول العالم الثالث، فإن دول عالم الجنوب هي بحاجة ماسة إلى التعبير عن موقفها تجاه هذه الأحداث التي تمر بها العديد من دولها خاصة ما يحدث في فلسطين، أفغانستان والعراق، وخاصة ما وقع في الدول العربية والتي أطلق عليها تسمية الثورات العربية ، وتقول أن هذه الاهتزازات لابد من الحد منها، حسبما جاء على لسانه. وعن واقع العالم حاليا كشف المحلل السياسي أن ظاهرة التهديدات لا تقتصر على دول لوحدها بل تتعداها إلى الدول الأخرى التي يجب عليها أن تتضافر فيما بينها من أجل الحد من التدخلات الأجنبية في شؤونها، الأمر الذي أكدته الجزائر، يضيف المتحدث والتي رفعت دائما شعار مواجهة التحديات الجديدة، وعدم قصر المسألة على الدول التي تقع فيها الأزمات فقط بل جعلها مسألة متعلقة بأمون كل الدول والتي من واجبها أن تحافظ على الأمن والسلم الدوليين. ومن جهة أخرى ذكر صالح سعود ما قامت به الجزائر في الأزمة التي مرت بها أين أقنعت الجميع وعبر دبلوماسيتها المتعددة الأطراف بصحة وسلامة موقفها وهي يقول مستعدة اليوم لكي تعتمد تلك القناعة عبر تنظيم دولي له اسسه ومبادئه وأهدافه الواضحة . * حركة عدم الانحياز أنشئت من أجل مصلحة دول العالم الثالث وعن الأسس التي أنشئت من أجلها حركة عدم الانحياز، أوضح أستاذ في العلوم السياسية أن الحركة بنيت على أساس السعي إلى استقلال الدول وإلى إعطاء الفرص لتقرير مصيرها خاصة ما يحدث في فلسطين والصحراء الغربية، منوها إلى أن تكون الندوة 17 الوزارية لدول حركة عدم الانحياز، فرصة لتجاوز التهديدات الجديدة التي تعاني منها الدول الأعضاء لكي تساهم في توازن دولي يراعي حقوق الجميع دون اقصاء، لأن عالم اليوم يقول المتحدث ليس عالم للأغنياء فقط ولا للفقراء فقط، بل هو عالم الجميع .