اجتمع القادة الرئيسيون لحركات شمال مالي ، أمس، بالجزائر ، حيث اجروا مشاورات تمهيدية موسعة في إطار جهود المجتمع الدولي والبلدان المجاورة لمالي بهدف إيجاد حل نهائي لمشكل شمال مالي، في وقت ثمنت فيه مجموعة السبع ببروكسل جهود الجزائر ودورها في إيجاد تسوية في البلد الجار، والقضاء على التهديدات الإرهابية في الصحراء الساحل الإفريقي. وحل، أول أمس، بالجزائر، القادة الثلاث لحركات شمالي مالي ، على أمل مواصلة حركية التهدئة التي تمت مباشرتها في إطار وقف إطلاق النار يوم 21 ماي الفارط في المنطقة وكذا تعجيل التحضيرات لحوار شامل ما بين الماليين، وباشرت الجزائر في جانفي 2014 جولة أولى من المشاورات التمهيدية لتقريب وجهات نظر حركات الشمال والتي تعتبر مرحلة هامة لتوفير ظروف نجاح الحوار الشامل المزمع إجراؤه بين الماليين . وكان وزير الشؤون الخارجية ، رمطان لعمامرة، أكد نهاية مايو الماضي في مؤتمر صحفي بالعاصمة أن كل الأطراف المالية بما فيها الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، راغبة في عقد اجتماعات للحوار بالجزائر، وهذا من أجل وضع أرضية جديدة ستعرض على الحوار بين الماليين في حوار سيكون على الأراضي المالية ومن المقرر أن تحتضن الجزائر أيضا خلال الأيام المقبلة الدورة الرابعة للجنة الثنائية الإستراتيجية الجزائرية-المالية حول شمال مالي والاجتماع التشاوري الثالث رفيع المستوى حول مسار الحوار بين الماليين. ونوه قادة مجموعة السبعة الأربعاء ببروكسل بإسهام الجزائر في ضمان تسوية مستدامة للأزمة في مالي معربين عن ارتياحهم للتوقيع مؤخرا على اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة المالية والجماعات المسلحة الرئيسية الثلاثة لشمال مالي. وجاء في بيان قمة مجموعة السبع نشره البيت الأبيض ندعم كليا جهود بعثة الأممالمتحدة المتعددة الأبعاد إلى مالي بهدف تحقيق الاستقرار في هذا البلد والسعي مع التزام بلدان الجوار بما فيها الجزائر وموريتانيا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا إلى تسوية مستدامة تحترم وحدة مالي وسلامته الترابية وسيادته الوطنية .كما أعرب قادة مجموعة السبع عن ارتياحهم لوقف إطلاق النار الموقع في مايو الأخير بين الحكومة المالية والجماعات المسلحة الرئيسية الثلاثة لشمال مالي بفضل جهود الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة. كما أكدوا من جديد التزامهم الثابت من أجل حل سياسي و حوار شامل يجب أن ينطلق في أقرب الآجال كما ينص عليه اتفاق واغادوغو وقرارات مجلس الأمن الأممي. وفضلا عن قادة القوى العالمية الكبرى السبعة كان رئيس بعثة الأممالمتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي بارت كوندارس قد صرح مؤخرا بأن للجزائر دورا هاما للغاية تضطلع به للمساعدة على استتباب السلم وإعادة بناء مالي. وكان وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة --الذي قام في مايو الأخير بجولة إلى ثلاثة بلدان من الساحل (مالي وموريتانيا وبوركينا فاسو) ومثل الجزائر في اللجنة الثنائية الإستراتيجية الجزائرية-المالية حول شمال مالي وكذا في الاجتماع الرفيع المستوى لوزراء خارجية بلدان الساحل بباماكو-- قد أكد استعداد الجزائر لاستقبال الحركات المالية في شهر جوان الحالي من أجل استكمال أرضية المفاوضات الرامية إلى إيجاد حل للأزمة في مالي.