أكدت جامعة الدول العربية أنها تتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع الحالية في العراق وتقوم بإجراء اتصالات مع مختلف الأطراف لمتابعة الموقف، مجددة استنكارها للأعمال الإرهابية التي يرتكبها تنظيم داعش في البلاد. وقال الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بالجامعة العربية، فاضل جواد، أن هناك مشكلات كبرى في العراق في ظل وجود تنظيم داعش ، مشيرا الى أن الجامعة العربية تراقب الوضع عن كثب في ظل إعلان هذا التنظيم (دولة الخلافة الاسلامية) في العراق، فضلا عن الأعمال الإرهابية التي يقوم بها من قتل وتنفيذ إعدامات وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، وهي أعمال تصب في مصلحة أعداء الأمة العربية. وجدد استنكار الجامعة العربية وأمينها العام لهذه الأعمال الإرهابية من جانب تنظيم داعش على أرض العراق، مشيرا إلى وجود تكاتف إقليمي ودولي خاصة من دول الجوار مثل السعودية وإيران ومن دول الإتحاد الأوروبي وروسيا وأمريكا لمتابعة الأوضاع في العراق ومحاربة الإرهاب الذي يهدد المنطقة بأكملها، مؤكدا في الوقت نفسة أن هذه الجماعة الإرهابية لا تستبعد أي دولة عربية من أعمالها. ومن جهة أخرى، قال فاضل جواد أنه (لا حقيقة للمخاوف التي تثار بشأن تقسيم العراق)، معتبرا ذلك مجرد تضخيمات إعلامية لما يحدث في البلاد. وردا على سؤال حول إعلان رئيس كردستان مسعود بارازاني إجراء استفتاء على استقلال إقليم كردستان، قال أن الدستور العراقي الذي وقع عليه الأكراد عام 2005 بإعتبارهم جزء من العراق لا يسمح بالإنفصال بل يسمح بإقامة أقاليم. وأضاف أنه لا يوجد نص في الدستور يسمح بالانفصال، مؤكدا ان الأكراد يعون أن الدول المحيطة بالعراق مثل إيران وتركيا، وكذلك المحيط الدولي لا يسمح في الوقت الحاضر بإقامة دولة كردية. وردا على سؤال حول وجود تقاعس من الجامعة العربية تجاه ما يحدث في العراق وعدم الدعوة لعقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب، قال جواد أنه لا يرى أن هناك تقاعسا من الجامعة، معتبرا أن الوضع في العراق معقد، حيث لم تتمكن القوى السياسية من اختيار رئيس للبرلمان أو الحكومة أو الجمهورية، معربا عن استعداد الجامعة العربية للقيام بدور أكبر حال تشكيل الحكومة الجديدة في العراق. ومن جهة أخرى، رحب مسؤول الجامعة العربية بمبادرة العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، بتقديم 500 مليون دولار لدعم النازحين واللاجئين والمتضررين من الصراع الدائر حاليا في العراق من أبناء الشعب العراقي. وقال أن العراق رغم ظروفه المادية الجيدة، فإن الجامعة العربية ترحب بالمبادرة السعودية في شقها الإنساني، وشدد على ضرورة التمييز بين القضية العراقية في شقها السياسي حيث توجد خلافات بين السعودية والحكومة العراقية في كيفية معالجة الأزمة، لكن لا مانع من هذه المبادرة كمبادرة إنسانية تذهب الى المحتاجين من المهاجرين والنازحين الذين يبلغ عددهم نحو مليون ونصف المليون نازح جراء هذه الأوضاع في مناطق شتى من العراق. وأشار إلى أن جانبا كبيرا من العراقيين يريد أن تكون العلاقات العراقية السعودية أوسع مجالا وأوثق متانتة من البعد الإنساني ومن مجرد مساعدات مالية. * داعش يزيل الحدود بين العراقوسوريا أزالت المجموعات المسلحة التي يتصدرها تنظيم (الدولة الاسلامية في العراق والشام) (داعش)، الحدود فعليا بين سوريا، والعراق، بعد سيطرتها على أجزاء واسعة، في الجانبين. ويضم الشريط الحدودي بين البلدين في الوقت الحالي، أربعة معابر حدودية، هي (الوليد) بيد الجيش العراقي، و(بيشابور)، و(ربيعة)، الخاضعان لسيطرة قوات البيشمركة، فيما يسيطر (داعش)، على معبر (القائم)، في الجانب العراقي، إضافة إلى بوابة (البوكمال)، الحدودية المحاذية لها في الجانب السوري، ما يوفر طريقا مباشرة يربط بين البلدين، لعناصر التنظيم. ويبسط التنظيم سيطرته على رقعة واسعة، تمتد من مدينة الرقة السورية، وحتى الرمادي في العراق، حيث يتحكم بمدينة (منبج) بريف حلب، إضافة إلى مدينتي (الرقة)، و(دير الزور)، القريبة من الحدود العراقية، والتي تعد منطقة نفطية، فضلا عن سيطرته على قسم هام من المنطقة العربية السُنية في العراق. ويسيطر (داعش) في العراق على مدينتي الفلوجة والرمادي بمحافظة الأنبار، والموصل التي تعد ثاني أكبر مدن العراق، و تكريت التي تضم مصفاة (بيجي) النفطية، وتلعفر، وبعض المناطق في صلاح الدين وديالي.