أكّد السفير العراقي في الجزائر عدي الخير اللّه استثناء الجزائريين المدانين في قضايا الإرهاب من العفو، وأوضح أن المخابرات الجزائرية قادرة على التقصّي والتحقّق ممّا ورد في التقرير الأمريكي الذي ضمّ قائمة اسمية لثماني شخصيات جزائرية من بين 31 دولة مسؤولة متّهمة بتمويل تنظيم (داعش)، بينهما السفيرين الحبيب آدمي وعبد الوهّاب دربال، طالبا من المخابرات الجزائرية التحقيق في مضمون التقرير. ذكر الدبلوماسي العراقي بشأن مصداقية التقرير الأمريكي في لقاء مع الصحافة أمس بمقرّ السفارة العراقية بالعاصمة (أنه قد تكون المعلومات الواردة في التقرير حيلة)، نافيا أن يكون قد اتّصل بوزارة الخارجية الجزائرية للتقصّي فيما ورد في التقرير الذي يزعم أن ثماني جزائريين يدعّمون تنظيم (داعش) -الدولة الإسلامية في العراق والشام-. وعن ملف السجناء الجزائريين في العراق، نفى السفير أن يكون قد تمّ تسجيل حالة فرار لجزائريين من سجن الموصل بعد اقتحامه الأسبوع الماضي من قِبل عناصر تنظيم (داعش) وتحرير جميع السجناء فيه، مضيفا أنه لم يسجّل هروب جزائريين من سجن الموصل، وكلّ السجناء حسب المعلومات المتوفّرة لديه في سجني الناصرية بالجنوب وسوسة بإقليم كردستان العراق. أمّا عن إمكانية إقرار عفو خاصّ عن السجناء الجزائريين في العراق قال السفير إنه كانت هنالك بوادر لإطلاق 3 سجناء، لكن تزامن ذلك مع الانتخات في الجزائروالعراق، الأمر الذي أجّل عملية العفو، والتي ستتمّ بعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، مع تأكيده أن العفو يشمل غير المدانين في قضايا الإرهاب. الخير اللّه يطالب بتدخّل أمريكا في العراق من جانب آخر، كشف عدي الخير اللّه أن الحكومة العراقية وجّهت رسالة لأمريكا من أجل التدخّل في العراق ومساعدتها جويا من أجل قصف المناطق التي تضمّ الجامعات الإرهابية، في نفس الوقت قال إن أمريكا لم تستجب بعد لطلب العراق محمّلا إيّاها مسؤولية الموتى الذين يسقطون يوميا، مؤكّدا أن الحكومة العراقية تعمل على إيجاد حلول عسكرية للأزمة العراقية الحالية من خلال الحكومة الجديدة. ونفى المتحدّث أن يكون هناك تدخّل عسكري إيراني في العراق، مؤكّدا أن جماعة (داعش) الإرهابية احتلّت وبشكل نهائي منطقة (الموصل) ثاني أكبر مدينة في العراق، في حين لم تستطع السيطرة على منطقة (العفر)، أين واجهت مقاومة عنيفة من طرف الجيش الحكومي، واصفا ما يحدث في العراق الآن بهجمة صهيونية. وفي هذا السياق، أكّد سفير العراقبالجزائر عدي الخير اللّه أن جماعة (داعش) الإرهابية قامت بالسيطرة نهائيا على منطقة (الموصل) بعد عملية كانت منظّمة من قبل أين عرفت خيانات بالجملة -يقول السفير- منها خيانات سياسية وأخرى عسكرية أدّت إلى سقوط الجيش العراقي أمام جماعة (داعش)، فصرّح قائلا: (الخيانات التي حدثت أدّت إلى تسليم داعش مدينة الموصل على طبق من دهب). وأضاف السفير أن الهدف من تنظيم (داعش) هو إثارة الفرقة بين أبناء الواحد، كاشفا أن هناك قيادات كانت في القوات الخاصّة التابعة لصدام حسين أصبحت قيادات في تنظيم (داعش)، وذكر أن جماعة (داعش) الإرهابية تضمّ في صفوفها قيادات كانت تابعة لنظام صدام حسين، حيث قامت (بالقتل والاعتداء دون أيّ رحمة). على العرب الحذر من الإرهاب الدولي في حين عبّر سفير العراقبالجزائر عن أسفه لما حدث في العراق، داعا كلّ الدول العربية إلى أخذ الحيطة والحذر من الإرهاب الذي أصبح حاليا منظّمة دولية تملك مخالب كبيرة وتموّل من ظرف أجهزة استخبارية أجنبية، مطلقا النّار على الاستخبارات الصهيونية التي اعتبرها الممول الرئيسي ل (داعش). كما تحدّث السفير عن التضليل الإعلامي الذي تمارسه بعض القنوات العربية، والتي -حسبه- توصف الجماعة الإرهابية (داعش) بمجموعة الثوّار الدين سيطروا على بعض المناطق العراقية، كما اعتبر أن الهدف من الإرهاب في العراق هو إثارة الفوضى والفتن وزرع الخوف بين المواطنين، العملية التي لا تقتصر -حسبه- على العراق وحده، بل تتعدّى إلى كلّ الدول العربية، حتى التي لا تعرف هجوما إرهابيا فهي مهدّدة في أيّ لحظة لهجوم إرهابي. وفي إجابته عن أسئلة الصحفيين صرّح عدي الخير اللّه بأن العراق لا تحتاج أيّ تدخّل عسكري في المنطقة، بل هي في حاجة إلى مساندة معنوية من ظرف الجزائر وباقي الدول العربية، كما أوضح أن جماعة (داعش) تضمّ قيادات كبرى كانت موالية لنظام حكم صدام حسين وهي تعمل حاليا على قتل الأبرياء دون رحمة، موجّها تهما لقناة (العربية) المحسوبة على المملكة العربية السعودية بالتضليل الإعلامي لما يحدث في العراق، والتي تصف تنظيم (داعش) ب (الثوار)، قائلا إن ما يحدث في العراق هي قضية مدعّمة خارجيا. وفي الشأن الاقتصادي قال ممثّل الدبلوماسية العراقيةبالجزائر إن سوناطراك سيكون لها دور في الاستثمار النفطي بالعراق بعد تحسّن الأوضاع الأمنية، مشيرا إلى وجود خبراء جزائريين في شركات نفطية أجنبية يعملون في العراق للاستفادة من خبراتهم.