الأسواق الجوارية.. الغائب الأكبر المركز الصحي.. هيكل دون روح الحديقة الوحيدة مغلقة دون استغلالها للترفيه تعتبر بلدية الدرارية من أرقى البلديات على مستوى العاصمة، خاصة من حيث النظافة التي تميز أحياءها وشوارعها، ما جعلها تصنّف، في مرات عديدة، ضمن أنظف البلديات، غير أن اتساع رقعتها الجغرافية وتزايد عدد السكان بها في الآونة الأخيرة أظهر عدة نقائص ومشاكل باتت تؤرق يوميات المواطنين على مستوى عدة قطاعات حساسة، على غرار التعليم والصحة الجوارية وغيرها، وهو ما وقفت عليه السياسي خلال زيارتها الميدانية التي قادتها للبلدية. اختناق مروري حاد بطرقات الدرارية أول ما شدّ انتباهنا ونحن بصدد الدخول إلى بلدية الدرارية هو تلك الأزمة المرورية الخانقة على مستوى الطريق الرئيسي للبلدية، الذي يشهد اكتظاظا واسع النطاق وهو ما تعرفه أيضا الطرقات الفرعية المؤدية إلى الأحياء السكنية التي باتت الحل الوحيد لأصحاب السيارات للخروج من المدينة. الطرقات الأساسية.. ورشات عمل مفتوحة على مدار السنة تتميز طرقات بلدية الدرارية بتلك الحفريات الممتدة على طول الطريق حيث تظهر أسلاك الكهرباء فوق السطح، وقد أكد المواطنون أن هذه الأشغال تعمل على عرقلة تحركات الراجلين وأصحاب السيارات على حد سواء، حيث يجبرون، في كل مرة، على إصلاح الأعطاب التي تتعرض لها مركباتهم. ومن جهة أخرى، لم تركب بعد أنابيب الصرف الصحي ناهيك عن الأنابيب الخاصة بالمياه الشروب التي تعرف تسربات كبيرة دون القيام بحل استعجالي لإيقافها، ما اعتبره المواطنون بالتبذير لهذه المادة الحيوية، ناهيك عن مواد البناء المنتشرة على طول الطرقات والأرصفة معرقلة بذلك حركة السير، حيث أشار المواطنون إلى أن الأشغال تعرف وتيرة جد بطيئة دون إحراز أي تقدم، حيث تتواصل عمليات التهيئة المتواصلة على مدار أيام السنة ما يجعل شوراع بلدية الدرارية وكأنها ورشة عمل مفتوحة. غياب السوق يجبرهم على التسوق من البلديات المجاورة يستغرب كل من يزور بلدية الدرارية من عدم وجود سوق جواري يومي يلبي حاجيات السكان من خضر وفواكه، حيث يضطرون لاقتناء حاجياتهم من أسواق البلديات المجاورة، على غرار سوق الدويرة والسحاولة وبئر خادم ما يستلزم اقتناء وسائل النقل الخاصة والعمومية أو سيارات الكلونديستان في رحلات شاقة بسبب الإختناق المروري اليومي وارتفاع درجات الحرارة وهو ما أرقهم، حيث أكد السكان أنه من غير المعقول عدم تحرك السلطات المحلية لإنجاز سوق جواري يلبي حاجة المواطنين خاصة وان المنطقة تعرف تزايدا كبيرا للكثافة السكانية وتوسعا عمرانيا واسعا، متسائلين عن أسباب غلق السوق الذي كان بالمنطقة دون عدم القيام بفتحه مجدّدا، كما أشاروا إلى أنهم عانوا الأمرين خلال شهر رمضان ما جعل المواطنين يقومون بالتسوق بكميات كبيرة لاستهلاكها خلال أسبوع كامل دون قصد الأسواق المذكورة بشكل يومي. المركز الصحي يفتقر للإمكانيات البشرية والمادية أكد الكثير من المواطنين أن المستوصف الوحيد المتواجد على مستوى بلدية لا يقدم تغطية صحية شاملة لكل المرضى، مشيرين إلى انه يعتبر بالبعيد بالنسبة للسكان القاطنين على مستوى بعض الأحياء على غرار إقامة الوفاق، وشارع عبد العزيز رضوان 02، وكذا شارع طريق السحاولة، كما أضاف ذات المتحدثين، أن المستوصف يعرف العديد من النقائص على مستوى التخصصات مثل مصلحة طب الأسنان وكذا نقص بعض الأدوية، مؤكدين أن كل من يقصد هذه المصلحة الصحية يحولونه إلى مستوصف العاشور الذي تتوفر فيه هذه خدمة طب الأسنان، فيما تفتقر مصلحة الأشعة إلى معظم الأجهزة اللازمة، على غرار جهاز أشعة القلب والكلى و السكانير ، ولعلّ الأهم من ذلك هو مصلحة الاستعجالات التي تفتقد إلى أطباء أكفاء، يضيف نفس المتحدثين، الذي وصفوا المستوصف ب الهيكل دون روح . طلبة الطور الثانوي في رحلة شاقة يجد طلبة الطور الثانوي صعوبة بالغة في الإلتحاق بمقاعد الدراسة، رغم توفر البلدية على ثلاث ثانويات غير أنها تؤرق التلاميذ بسبب صغر الثانوية المتواجدة بوسط المدينة فيما تحاذي ثانوية سعيد آيت مسعودان بلدية السحاولة على مستوى حي بوجمعة تميم وهي التي يدرس بها الطلبة الوافدون من حي السبالة وهو من أكبر أحياء بلدية الدرارية، فيما تتواجد ثانوية زبيدة ولد قابلية بالسبالة حيث تمتاز بأساتذتها الأكفاء غير أنها تتخللها بعض النقائص كغياب بعض الشعب كشعبة الكيمياء ما يضطر طلبة هذه الشعبة إلى مزاولة دراستهم على مستوى ثانوية متواجدة ببابا أحسن، كما أنها عاجزة عن استيعاب الطلبة من الناحية العددية، حيث أكد أولياء الأمور أن معظم أبنائهم لا يدرسون بمكان إقامتهم، بل هم موزعون على مستوى البلديات المجاورة. غياب المساحات الخضراء يؤرق العائلات تفتقد بلدية الدرارية إلى المساحات الخضراء وفضاءات الترفيه والراحة للعائلات، حيث تتوفر على حديقة واحدة تحوي على مساحات خضراء وورود خلاّبة، غير أنها مغلقة طول السنة دون القيام باستغلالها من طرف المواطنين لأسباب غير معروفة، حيث أكد بعض السكان أن أبناءهم لا يجدون مكانا للعب غير الشوارع والأحياء السكنية، في ظل خطر حوادث المرور الذي يتهدّدهم، خاصة وأن حركة السيارات لا تتوقف بها كون أن معظم الشوارع تؤدي إلى الطريق الأساسي للمدينة. منشآت عمرانية لم تنجز بعد اتجهنا شرقا باتجاه الطريق المؤدي لبلدية السحاولة، وتحديدا شارع بوجمعة تميم الذي يحوي على عدة منشآت عمرانية قيد الإنشاء مصمّمة بطريقة عصرية، غير أنها لم تكتمل منذ مدة طويلة. بزينة حميد نائب بلدية الدرارية يرد عبر السياسي : المشاريع المسطّرة ستمنح البلدية وجها جديدا إنشاء سوق مغطى ضخم وآخر جواري قريبا المستوصف الجديد بالسبالة سيخفّف الضغط الاستفادة من قاعات متعدّدة الرياضات وملاعب جوارية أكد بزينة حميد، نائب رئيس بلدية الدرارية، عبر لقاء جمعه ب السياسي ، أن البلدية تعرف حركة غير مسبوقة في عمليات الترميم والمنجزات التنموية، التي من شأنها إعطاء نموذج مثالي لبلدية حضرية، مشيرا إلى أن هناك مشاريع كبرى وصلت نسبة الإنجاز بها إلى 80 بالمائة، ستغطي حاجيات المواطنين وتفك عنهم العزلة. ما هي أهم المشاريع التنموية المقترحة؟ - تعرف البلدية مشاريع على مستوى عدة مجالات، من بينها إعادة تهيئة واسعة للطرقات، بناء مدارس، بناء مركز ثقافي ومكتبة ومساحات خضراء، وعمليات لصيانة القنوات وإعادة تهيئة الأرصفة، بالإضافة إلى عدة مشاريع أخرى ستمنح وجها جديد للبلدية. المستوصف الوحيد لا يقدر على استيعاب كل الوافدين إليه، هل من مشروع جديد يحوي المرضى؟ - نعم، هناك مستوصف قيد الإنجاز على مستوى حي 1600 مسكن بالسبالة الذي يعرف تواجد نسبة معتبرة من السكان، وقد بلغت نسبة الإنجاز به 80 بالمائة، حيث سيحد، بشكل كبير، من عناء تنقل المواطنين للمستوصف الوحيد المتواجد بالبلدية كما أنه سيخفف الضغط. رغم التوسّع العمراني الكبير لبلدية الدرارية، غير أنها لا تحوي على سوق جواري، ما السبب؟ - تعود الأسباب الرئيسية لعدم تشييد سوق جواري لانعدام الوعاء العقاري اللازم خلال الفترات السابقة، أمّا في الوقت الحالي، وبفضل الدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة الجزائرية، تم تخصيص لهذا الغرض ميزانية تقدر ب4 ملايير سنتيم لإنشاء سوق كبير مغطى، بالإضافة إلى أسواق أخرى جوارية على مستوى المجمعات السكنية الكبرى، على غرار حي 1600 سكن بالسبالة وحي دابوسي الذي يعرف نسبة كبيرة من السكان، أما بالنسبة للسوق الكبير، فسيكون على مستوى حي بوجمعة تميم وسيكون سوقا شاملا ومغطى وننتظر الشركة التي ستستلم المشروع لمباشرة الإنجاز. ثانويات البلدية غير كافية لاحتواء التلاميذ، ما الحل برأيكم؟ - توجد ثانوية بوسط المدينة وهي ثانوية زبيدة ولد قابلية وهناك ثانوية آيت مسعودان المتواجدة على حدود بلدية السحاولة ومؤخرا قمنا ببناء ثانوية جديدة بحي السبالة في وسط مجمع سكني، وكنا قد أنجزنا في بداية عهدتنا سنة 2006 - 2007 ثانوية كبيرة، هذه الأخيرة حُولت إلى المدرسة التحضيرية للتجارة، بالإضافة إلى الثانوية الوطنية الرياضية، وهناك مشروع لمديرية التعمير والإسكان سينطلق قريبا وخصصت له قطعة أرض في مجمع سكني بحي دابوسي لإنشاء ثانوية أخرى. ما سبب الإختناق المروري الذي تشهده الطريق الأساسية؟ وهل من حل بديل للحد من هذه الأزمة؟ - في بداية عهدتنا، فكرنا في القضاء على هذه الأزمة من خلال تخصيص مبلغ مالي قدره 05 ملايير دينار، وبمبادرة من البلدية، قامت بشق طريق ينطلق من حي القمم مرورا بشارع عبد العزيز رضوان إلى حي وادي الطرفة، وهو قيد الإنشاء وهناك طريق آخر لم يكتمل بعد يربط حي وادي الطرفة ببابا أحسن وهو مشروع تابع لوزارة الأشغال العمومية ينتظر أن تسوى فيه بعض الإجراءات القانونية واختيار الشركة المناسبة لاستكماله. كما فكرنا أيضا بإنشاء محولات من شأنها تخفّيف الإختناق المروري على مستوى الطريق الوطني 111 هذا الطريق الأساسي للبلدية، وهناك مشروع قائم لإنجاز طريق من حي دوفان إلى حي الدابوسي بمحاذاة بلدية العاشور، هذه المحولات ستحدّ، بشكل كبير، من الإختناق المروري، كونها طرق فرعية تربط البلدية بالبلديات المجاورة. عدة طرق فرعية توقفت بها الأشغال، لماذا؟ - لا، لم تتوقف الأشغال تماما فهي مستمرة وستكتمل عن قريب وقد أنجزت فيها نسبة 80 بالمائة، وهي تستعمل بشكل جزئي تدريجيا إلى أن تفتح بصفة كاملة. هناك نقص فادح في المرافق الرياضية والملاعب الجوارية، كيف تعالجون الوضع؟ - هناك مبادرة من مديرية الشباب والرياضة لترميم ملعبين وسط البلدية وسيتم تزويدهما ببساط أخضر وبناؤهما بمعايير عالية الجودة، كما تعمل البلدية على تخصيص ميزانية قدّرت بمليار دينار لإنشاء ملعب آخر كبير في حي 617 مسكن وآخر في حي 1600 مسكن قدرت ميزانيته بنصف مليار دينار، وقد أنجزت البلدية بطاقة تقنية بميزانية تبلغ مليارين دينار لإنجاز مرافق متعدّدة الرياضات بحي قاسترو برنار، بالإضافة إلى تخصيص غلاف مالي لترميم أحد الملاعب بالتعاون مع مديرية الشبيبة والرياضة قدر ب2 مليار و600 مليون دينار، لفائدة حي السبالة ويعتبر هذا الملعب من أكبر الملاعب على مستوى البلدية حيث كان متواجدا بالأساس ولم يكن صالحا لممارسة النشاطات الرياضية نظرا للوضعية المزرية التي كان يعرفها، وسيتم إنجازه على غرار الملاعب الأخرى بمقاييس عالية الجودة وبالعشب الاصطناعي. المساحات الخضراء وأماكن الترفيه غائبة، ما قولكم؟ - تعمل البلدية على إنشاء مساحات خضراء وفضاءات للراحة، كي يتسنى للعائلات قضاء أوقات ممتعة في مكان إقامتهم دون الإضطرار للجوء إلى أماكن أخرى، وكما هو معروف أن البلدية تمتاز بشساعة مساحتها وتتوفر على قطع أراض كبيرة، ولهذا الغرض، هناك ثلاثة مشاريع واحد في طور الإنجاز بحي 1600 مسكن وآخر بحي السبالة، بالإضافة الى مشروع تم استلامه وسيكون في طريق القمم، أما بالنسبة للأحياء السكنية الأخرى التي تضم عددا كبيرا من السكان، فسيكون لهم أيضا فضاءات ومساحات خضراء كحي بوجمعة تميم وقد أنجزنا أيضا بطاقة تقنية سلمت للسلطات المعنية للحصول على إعانات مالية لإنجاز مساحة خضراء في حي وادي الطرفة. تعرف البلدية مساحات شاسعة دون أي استغلال، لماذا؟ - لم نستطع استغلال الأراضي المتواجدة على أطراف البلدية، لأنها أراض فلاحية وهي تابعة لأملاك للدولة، ومع ذلك توجد بعض الأراضي برمجت فيها عدة مشاريع كمشروع بناء دار الثقافة والمكتبة البلدية وهي في مرحلة الدراسات، بالإضافة إلى أن بعض المنشآت قد انطلقت بها الأعمال. كلمة أخيرة؟ - قطعت بلدية الدرارية أشواطا معتبرة من ناحية التنمية والعصرنة عبر وتيرة متسارعة من برامج التنمية ومشاريع الإندماج في مقتضيات العصر ومقاييس التنمية، وهذا راجع إلى مخططات التنموية التي رسمت بوضوح من خلال برنامج فخامة رئيس الجمهورية