أظهرت العناصر الأولية للتحقيق في تحطم الطائرة الإسبانية المستأجرة من قبل الخطوط الجوية الجزائرية، وفق ما أورده مكتب التحقيقات والتحليلات الفرنسي، بأن الطائرة تراجعت سرعتها وانحرفت يسارا لسبب في أثناء اجتيازها عاصفة شديدة. وقدّم المكتب الفرنسي للتحقيقات والتحليلات، أول أمس، في مؤتمر صحفي، النتائج الأولية للتحقيق حول ظروف التحطم، معلنا انه لم يطلع بعد على تسجيلات محادثات الطاقم بسبب عطل في واحد من الصندوقين الاسودين. وقال مدير المكتب الفرنسي للتحقيقات والتحليلات، ريمي غوتي، انه تم الإطلاع على المعلومات المسجلة في الصندوق الاول حول السرعة والارتفاع والاتجاه، اما بالنسبة الى الصندوق الثاني، فإن الشريط المغنطيسي أصيب بأضرار طفيفة، وقال ثمّة إشارة صوتية مسجلة على الشريط، لكن هذه الإشارة غير مفهومة حتى الآن . وأضاف ان الطائرة المستأجرة من شركة سويفت آر الاسبانية، قد اجتازت منطقة عاصفة وتحطمت بعد 32 دقيقة على إقلاعها، وقال ريمي غوتي، ان مسار الطائرة يكشف عن ارتفاع وبداية رحلة عادية، مع تغييرات للطريق طفيفة وتتطابق مع إستراتيجية تجنّب تطورات عاصفة. وكانت الطائرة قد أقلعت من واغادوغو في الساعة 1,15 بالتوقيت المحلي. وقال مكتب التحليلات بعد حوالي دقيقتين على بداية الرحلة، تراجعت السرعة تدريجيا. ثم انحرفت الرحلة الى اليسار قبل ان ينخفض ارتفاعها سريعا مع تغييرات في الإنحراف والتوازن بالغة الاهمية . وأضاف المكتب ان الإستدارة نحو اليسار استمرت حتى نهاية التسجيل. وفي النقطة الأخيرة المسجلة في الساعة 1,47 و15 ثانية، تشير الى ارتفاع 1600 قدم (490 متر) وسرعة 380 عقدة (40 كلم في الساعة) وسرعة هبوط بالغة الاهمية. وأكد بباريس، رئيس البعثة المكلفة بإجراء تحقيق قضائي حول حادث الطائرة الإسبانية سويفت آر المستأجرة من قبل الخطوط الجوية الجزائرية، وجود احتمال كبير بأن يتم تحديد هوية كافة ضحايا سقوط الطائرة بفضل العينات التي تم العثور عليها بمكان الحادث. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن العقيد باتريك تورون قوله قمنا بأخذ حوالي 1.000 عينة، ومن الناحية العلمية، لدينا احتمال كبير في ان يتم تحديد هوية الضحايا . وتدخل تورون خلال لقاء صحفي بمطار رواسي بباريس بمناسبة عودة 21 دركيا وشرطيا إلى فرنسا بعد مشاركتهم في التحقيق بمكان الحادث بغوسي، بحوالي 150 كلم من غاو، بشمال مالي، وقال بالنظر إلى ما رأيته، يبدو أن الطائرة سقطت عموديا بسرعة كبيرة كونها تحطّمت كليا ، مضيفا أن الصدمة كانت فورية. وأوضح رئيس البعثة أنه بالنظر إلى طبيعة الخسائر كون الطائرة تحطّمت إلى عدة أجزاء، فإنه من الممكن أن يكون المسافرون قد تعرضوا لنفس المصير، مشيرا إلى الحزن الكبير الذي تملك المحققين خلال عملية البحث.