يبدو أن مواقف الجزائر الثابتة اتجاه القضايا العادلة في العالم، وخاصة الموقف الواضح والصريح والوحيد تقريبا على مستوى دول الدولي المتمسك باستقلال فلسطين وعاصمتها القدس، فضلا الدعم المادي والدبلوماسي لأشقائنا في غزة والشعب الفلسطيني عموما، أزعج الكيان الصهيوني الذي بدوره حرك كل حلفاءه وأذرعه الإعلامية والمنظمات الموالية له للنيل من الجزائر وتسويق صورة مخالفة لواقعها، وكانت البداية من تصريحات نتنياهو السفاح الذي وصف الموقف الجزائري الشريف والمساند لحق الشعوب في الاستقلال بالمعادي للكيان الصهيوني وهو ما يعتبر إشارة الانطلاق لحلفائه في العالم الذين سارعوا في استصدار تقارير مسمومة ومغلوطة للرأي العام الدولي حيث انطلقت من موقف واشنطن وروما بتحذير رعاياها للحد من التنقل إلى الجزائر، إلى ما تنقلته إحدى الصحف الأمريكية المعروفة بولائها للصهاينة ضد الجزائر، وصولا إلى المؤشر الأميركي للدول الهشة الذي نقل معلومات اقتصادية واجتماعية لا علاقة لها بالواقع الجزائري، ويبدو أن الصهاينة وحلفاءهم يخطئون الهدف ب التخلاط للجزائر لأن الشعب الجزائري شعب واعي ومدرك تماما ان كل هذه الترويجات تصب في خانة الضغوط على المواقف الشريفة للجزائر، ويبدو ان الصهاينة ومن يساندهم في العالم من قوى الشر والغطرسة والاستعمار يخطئون الهدف خاصة وأن الجزائر دولة وشعب ثابتة في موقفها الداعم لفلسطين ظالمة أو مظلومة ، وان كل هذه المؤمرات والمناورات أصبحت مكشوفة لدى الرأي العام الجزائري. ويشير المحللون السياسيون إلى ان الجزائر تتعرض لهجوم بسبب مواقفها، خاصة وأنها قدمت وتقدم مساعدات وإعانات ماليةلفلسطين أصبح في نظر هذه الدول جناية وليس من حق أي دولة أن تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني فيما يعانيه من عدوان صهيوني غاشم، وهو ما يفسر تحذير أمريكا وتلتها إيطاليا لرعاياها المقيمين في الجزائر، وهو التحذير الذي ردت عليه الخارجية بوصفه لا حدث في رد واضح على أن الجزائر ستواصل التمسك بسياستها الخارجية الرامية لعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار ومساعدتها في آن واحد للمرور بالمرحلة الصعبة التي تعيشها من جهة، وكذا ثباتها على الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ودعمه بشكل كبير،ويظهر جليا التناقض الحاصل بين تصريحات الرسمية لهذه الدول المؤكدة على دور الجزائر كشريك إستراتيجي في المنطقة حافظ على أمنه واستقراره وبين مثل هذه الخرجات التي تصب في خانة محاولات إبعاد الجزائر عن مواقفها الثابتة. التناقض في مواقف الدول الغربية يفضح المؤامرة أفاد قنطاري محمد، أستاذ وباحث جامعي، محلل سياسي في تصريح ل السياسي أن الجزائر تملك موقعا جيواستراتيجي بشمال إفريقيا ودول الساحل الإفريقي وتعتبر باب رئيسي لإفريقيا وهي قريبة من الاتحاد الأوروبي ما يجعلها تتعرض إلى عملية تشويه مستمرة نظرا لمواقفها الثابتة وسياستها وإستراتجيتها في صناعة واتخاذ القرارات السياسية والعسكرية على المستوى الداخلي والعالمي بكل حرية وبدون ضغوطات، ونظرا لمواقفها الثابتة إزاء قضايا التحرر العالمية منها القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن موقف الجزائر معروف اتجاه القضية الفلسطينية وهي معها ظالمة أو مظلومة. وأضاف قنطاري محمد، أن تحذير بعض الدول الغربية على رأسها أمريكا وايطاليا لمواطنيها بعدم التوجه إلى الجزائر هو تحذير بعدم التوجه سياحيا وليس اقتصاديا لان الجزائر عبر دول جيرانها تتواجد انتفاضات وحروب أهلية وعدم استقرار على الحدود، وهو ما يجعل الدول الأوروبية تخشى تسرب رعايا من الحدود الجزائرية إلى الدول الأخرى على غرار الصحفيين والخبراء السياسيين والعسكريين نتيجة حب المغامرة والاستطلاع، منوها بأن جميع الدول التي حذرت رعاياها لديها مصالح اقتصادية بالجزائر ما يجعلها غير قادرة على التخلي عنها أو معاملتها بالسوء. وأشار المحلل سياسي إلى أنه حسب بعض الدراسات العالمية فان الكيان الصهيوني يتخوف من الجزائر نظرا لمواقفها الثابتة، مضيفا أن كل هذه التصريحات والادعاءات والتحرشات من طرف إسرائيل وبعض الدول الأوروبية لن يؤثر في الجزائر لأن لها قوة مالية ودبلوماسية وعسكرية، موضحا أن الجزائر تملك احتياط مالي لصرف العملة الصعبة في كل الدول الأوروبية، بالإضافة إلى أن كل هذه الدول مستغلة في الجزائر من الناحية الاقتصادية. بن شريط المواقف المعادية للجزائر لن تثنيها عن دعمها للقضايا العادلة من جهته، أكد عبد الرحمان بن شريط، محلل سياسي، أن موقف بعض الدول الأوروبية من الجزائر شيء متوقع نظرا لمواقفها الثابتة والصامدة اتجاه القضايا العادلة، مشيرا إلى أن تقديم مساعدات وإعانات ماليةلفلسطين أصبح في نظر هذه الدول جناية وليس من حق أي دولة أن تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني فيما يعانيه من عدوان صهيوني غاشم. وأضاف بن شريط، إلى أن هذه المواقف المعادية للجزائر والضغوطات التي تتعرض لها يشجعها على المضي قدما في مساعدة الشعب الفلسطيني وفي الوقوف بجانب كل الدول المحتلة، منوها بأن هذه المناورات والاتهامات بدعم الجزائر للتنظيمات الإرهابية على غرار تقديمها إعانات ماليةلفلسطين لن يؤثر على موقفها، مشيرا إلى أن السلطة في فلسطين اليوم باتت تطالب المجتمع الدولي بإعادة أعمار غزة بعد ما تعرضت له من تدمير شامل، ومساعدة الجزائرلغزة تدخل في إطار الدعم الإنساني لشعب محتل خاصة بعد الهجمات الصهيونية التي احرقت الأخضر واليابس، مضيفا أن موقف الجزائر سليم دوليا وأخلاقيا ودبلوماسيا ومساعدة الجزائرلفلسطين ليس بالأمر الجديد.