نظّمت وزيرة الثقافة، نادية لعبيدي، أول أمس، لقاء مع مهنيي التراث الثقافي المادي وغير المادي حول ضرورة التكفل العاجل والناجع بقصبة الجزائر، وإعادة الإعتبار لعلم الآثار والبحث العلمي. وشكّل اللقاء، الذي نظّم بالمكتبة الوطنية، فرصة لمهنيي القطاع من أجل التعبير عن انشغالاتهم، على غرار المهندس المعماري والمرمم ياسين وايني الرئيس السابق لمشروع قصبة الجزائر، الذي تأسف لغياب رؤية لما بعد مرحلة الترميم. وبعد أن ركّز على الضرورة الملحة للتكفل بجدية بهذا الموقع، أشار الخبير إلى النقائص التي تعرفها مؤسسات الثقافة في مجال التنشيط والتسيير واستغلال المواقع التراثية. كما طلب العديد من المهندسين المعماريين وممثلي الجمعيات الحاضرين بهذا اللقاء من المسؤولة الأولى عن القطاع التكفل السريع والجدي والنهائي بملف القصبة مع التركيز على ضرورة ترميم كل القصبات والقصور بالبلد. وبدوره، تطرق حميدة بن نعوم باحث بالمركز الوطني لأبحاث ما قبل التاريخ والأنتربولوجيا والتاريخ إلى ضرورة تحديد هدف موحد تحكمه سياسة للوزارة من أجل تسيير التراث الثقافي والحفاظ عليه. وتمحورت النقاشات أيضا حول الأهمية المولاة لعلم الآثار والآليات التي تحكم هذا التخصص مع اقتراح إنشاء معهد وطني لعلم الآثار الوقائي الذي من شأنه أن يرافق كبرى الورشات وعمليات التهيئة التي يشهدها البلد. ومن ضمن أهم توصيات الباحثين في علم الآثار المشاركين في اللقاء، إعادة تأهيل هذا التخصص على المستوى المحلي وإفساح المجال أمام الباحثين ومد الجسور بين الجامعات ووزارة الثقافة قصد تكوين واستغلال الكفاءات الوطنية. وبعد نقاش مطول، تطرقت وزيرة الثقافة إلى إلزام مشاركة المزيد من المهنيين الجزائريين والمجتمع المدني في الحفاظ على التراث الثقافي وإبرازه وضرورة تعميمه وتحسيس القطاعات الأخرى وإشراكها في هذا المجال. وبهدف الحفاظ على التراث الثقافي المادي وغير المادي، أكدت الوزيرة على ضرورة تجميع الكفاءات وتدارك أخطاء الماضي وتشجيع وتعميم تكوين المكونين والورشات المدرسة. وتوج هذا اللقاء سلسلة اللقاءات التي نظمتها وزيرة الثقافة مع مهنيي العديد من القطاعات، على غرار الكتاب والسينما والفنون التشكيلية تحضيرا للجلسات الوطنية للثقافة.