يعيش معظم سكان بلدية الأربعطاش، الواقعة غرب ولاية بومرداس والتابعة إقليميا لدائرة خميس الخشنة، بتهميش وعزلة حادة بسبب الغياب التام للمشاريع التنموية التي من شأنها النهوض بالمنطقة وبعث وجه مشرق للبلدية. تعرف بلدية الأربعطاش كثافة سكانية كبيرة، ورغم امتلاكها لإمكانات هائلة، إلا أنها تحتاج إلى تأطير واهتمام بالغ لأجل تمكّنها من المساهمة في دفع عجلة التنمية التي لا تزال متوقفة بالمنطقة منذ سنوات خلت، وهو ما لاحظته السياسي خلال جولتها الميدانية التي قادتها إلى هذه المنطقة، حيث تفرض العزلة منطقها بشكل كلي على معظم القرى، التي لا تزال طرقاتها بدون تعبيد وهي السمة التي تميز معظم الأحياء، التي يعد الولوج إليها شبه مستحيل نظرا لضيق وصعوبة اجتياز تلك المسالك المؤدية للمساكن، كونها عبارة عن شبه منحدرات ترابية غير مزفتة، مما يجعل المواطنين يواجهون صعوبة للتأقلم مع الوضع المعقد وخاصة في ظل غياب خطوط النقل التي تربطهم ببعض البلديات المجاورة. وفي ذات السياق، فإن الأمر لا يقتصر على غياب التهيئة فقط، بل تعدى إلى قطاع الصحة، حيث لا تتوفر هذه البلدية شبه النائية على اي مستشفى او مستوصف التي من شأنها التكفل بالمواطنين المرضى، وإن تواجدت، فهي تفتقر لمختلف التخصصات الضرورية، على غرار قسم الاستعجالات وطب الأطفال، وجراحة الأسنان حيث يضطر قاطنو المنطقة إلى اللجوء إلى البلديات المجاورة القريبة على غرار الرويبة، والرغاية، كون هذه المنطقة متواجدة بعيدة عن النسيج العمراني ومختلف المرافق الضرورية التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية، كما أن شبح البطالة يطارد معظم شبابها الذين أكدوا على عدم توفر اي نشاط تجاري يسترزقون منه، ليقابله النقص الفادح للهياكل والمرافق الرياضية والثقافية التي تعتبر المتنفس الوحيد لملأ أوقات فراغهم. الإنارة العمومية غائبة عن الأحياء وما زاد الوضع سوءا هو النقص المسجل بشبكات الكهرباء التي تعرف تذبذبا كبيرا، بالإضافة إلى انعدام أعمدة الإنارة على مستوى الأحياء السكنية التي تغرق في ظلام دامس يصعّب من حركة السير ليلا، حيث الكلاب الضالة والخنازير تمرح في المكان بكل طلاقة، ناهيك عن نقص المياه والغاز الطبيعي وكذا قنوات الصرف الصحي، أما الاماكن المخصصة لرمي النفايات المنزلية، فهي منعدمة تماما حيث يتم الرمي بطريقة عشوائية. ومن جهة أخرى، أكد عدد من المواطنين ان معاناة أبنائهم تتجدد مع كل موسم دراسي جديد، حيث يواجهون عناء التنقل الشاق يوميا من خلال انتهاج الطرق الترابية غير المزفتة للالتحاق بمدارسهم البعيدة عن مقر سكناهم، مؤكدين أن هذه المدارس تعد جد ناقصة ولا تكفي العدد المتزايد من المتمدرسين في كل موسم اجتماعي، أما طلبة المعاهد والثانويات، فهم مجبرون على الدراسة بالمناطق المجاورة كبومرداس، الرويبة والرغاية لعدم توفر البلدية على المؤسسات التربوية، ورغم أن منطقة الاربعطاش ذات طابع فلاحي نظرا لخصوبة أراضيها، فإنها لم تستفد من برامج الدعم الفلاحي الذي من شأنه المساهمة في بعث روح المبادرة للسكان الذين يواجهون صعوبة الأوضاع المفروضة عليهم.