أعلن مصدر أمني يمني مقتل 45 من مسلحي الحوثيين و15 من عناصر الجيش خلال الاشتباكات التي وقعت بين الجانبين بالعاصمة صنعاء واستمرت حتى فجر أمس. وقال المصدر لوكالة الأناضول، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن تلك الأعداد من القتلى هي حصيلة أولية حيث لا تزال الجهات المعنية تقوم بإحصاء أعداد القتلى، مشيرا إلى سقوط عشرات الجرحى في صفوف الجانبين جراء الإشتباكات التي وقعت بالعاصمة، فيما يسود الهدوء الحذر منذ فجر أمس. وعاشت صنعاء ليلة دامية وحرب شوارع بين مسلحي أنصار الله المعروفة باسم الحوثي ، وقوات الجيش، استمرت حتى الساعات الأولى من فجر الجمعة، وفقا لمصادر محلية وشهود عيان. وسادت حالة من الهلع غير المسبوق بين سكان العاصمة، إثر تمدد الاشتباكات من الضفة الشمالية للعاصمة إلى أحياء داخل العاصمة، منها شارع الثلاثين القريب من جامعة الإيمان التابعة لرئيس هيئة علماء اليمن، الشيخ عبدالمجيد الزنداني، وفي محيط مقر التلفزيون الرسمي، وأحياء شملان، وصوفان في قلب العاصمة صنعاء. وقال شهود عيان لمراسل الأناضول، إن (الإشتباكات في محيط التلفزيون اليمني وجامعة الإيمان كانت الأعنف، وأن عشرات من المسلحين الحوثيين لقوا مصرعهم، إضافة إلى مقتل 3 جنود)، قبل أن يترفع هذا العدد مع اشتداد المواجهات واستهدف مسلحو جماعة الحوثي مبنى التلفزيون اليمني بقذائف هاون و أر بي جي ، حتى ساعات متأخرة من فجر أمس، ما جعل الطاقم المناوب في الفضائية الرسمية يطلقون نداء استغاثة، كما طالبت نقابة الصحفيين اليمنيين جماعة الحوثيين بالوقف الفوري لعملية قصف التلفزيون. من جهتها، ردت جماعة الحوثي في بيان لها عبر موقعها الرسمي، أن نيرانا مصدرها مبنى التلفزيون استهدفت أنصارها، ما جعلهم يردون على مصدر النيران وانفجر الوضع الأمني شمالي صنعاء بشكل درامي، حيث سيطر مسلحون حوثيون على جميع النقاط الأمنية في منطقة شملان وشارع التلفزيون وشارع عمران، لكن تعزيزات عسكرية ضخمة للجيش، دفعتهم للإنسحاب من شارع الثلاثين، في الساعة الأولى من فجر أمس، وأعادتهم إلى المواقع التي قدموا منها في شملان ومنطقة وادي ظهر، وفق سكان محليين. وحذرت اللجنة الأمنية العليا، وهي أرفع جهة أمنية في اليمن، في بيان نقلته الوكالة الرسمية، جماعة الحوثي من الخطوات التي أقدمت عليها، وطالبتهم بإخلاء ما استولوا عليه من نقاط ومواقع عسكرية والعودة إلى مخيماتهم التي تتواجد في منطقة الجراف شمالي العاصمة وأتبعت اللجنة هذا البيان ببيان ثان، فجر يوم الجمعة، تنفي فيه ما تناقلته وسائل إعلامية عن سيطرة مسلحي الحوثي على بعض الأحياء السكنية في المنطقة الشمالية للعاصمة صنعاء. وتعيش الضفة الشمالية للعاصمة أجواء حرب منذ يومين، وهو ما دفع الكثير من سكانها إلى البدء في موجة نزوح، خوفا على حياتهم، فيما فضل آخرون البقاء في منازلهم خوفا من اقتحامها من قبل الحوثيين واستخدامها كمواقع عسكرية للقصف، حسب شهود عيان. وفجر أمس، أعلنت هيئة الطيران اليمني، أن طائرتين تابعتين لشركة طيران الملكية الأردنية والخطوط الجوية التركية، هبطتا في مطار صنعاء الدولي، حيث كانت الطائرتان قد غادرتا باتّجاه صنعاء قبل قرار تعليق الطيران إلى مطارها. وقالت هيئة الطيران المدني اليمني، إن مطار عدن (جنوب)، على استعداد تام لإستقبال الطائرات في حال الحاجة إلى ذلك، وكانت شركات الطيران العربية والأجنبية قررت مساء يوم الخميس، تعليق رحلاتها إلى العاصمة اليمنية صنعاء لمدة 24 ساعة؛ بسبب التطورات الأمنية الراهنة في المدينة. ومن جهة أخرى، أعلن الناطق باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك فجر أمس، أنه تمّ إجراء جولة ثانية من المفاوضات بين المبعوث الأممي جمال بنعمر وزعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي، ووصف عبد السلام المحادثات ب الإيجابية ، متوقعا مواصلتها في وقت لاحق من أجل نزع فتيل الحرب. وازدادت الأوضاع الأمنية سوءاً وتدهوراً في العاصمة اليمنية منذ يومين بعد اشتباكات بين مسلحين حوثيين وقوات الجيش شمالي وجنوبي العاصمة، وتسود المخاوف من أن تتوسع رقعة الاشتباكات إلى نطاق واسع. وأدى اعتصام الحوثيين منذ أيام في شارع المطار بصنعاء إلى تأثر حركة المواصلات القادمة والعائده من مطار صنعاء الدولي، حيث يضطر المسافرون إلى سلوك طريق آخر للوصول إلى المطار ومنذ أسابيع، تنظم جماعة الحوثي احتجاجات واعتصامات على مداخل صنعاء، وبالقرب من مقار وزارات في وسط المدنية، للمطالبة بإقالة الحكومة، وتخفيض أسعار المحروقات، ولم تفلح مبادرة طرحها الرئيس منصور هادي وتضمنت تعيين حكومة جديدة وخفض أسعار الوقود، في نزع فتيل الأزمة، نتيجة لتشكك الحوثيين فيها، واشْتراطهم تنفيذها قبل إنهاء الإحتجاجات.