تعمل الكشافة الإسلامية على تطبيق برنامج خاص يضمن التربية السليمة للطفل حتى ينشأ قادرا على تحمّل المسؤولية وفق تعاليم ديننا الحنيف، ومن بين الأفواج التي تحرص على تطبيق هذه المبادئ، فوج الإبداع بغرداية الذي يضم عددا من القادة الذين يعملون على تنفيذ نشاطات تكوّن الأشبال وتفيدهم في حياتهم اليومية، وللتعرف أكثر على مختلف نشاطات الفوج الذي يعتبر من أنشط الأفواج على المستوى الولائي، حاورت السياسي مسؤول الإعلام فيه أمين بن نصر الدين زرقة. متى تأسّس فوج الإبداع ؟ - فوج الإبداع هو من بين الأفواج التي تنتمي الى الكشافة الإسلامية الجزائرية في ولاية غرداية، وقد تأسّس سنة 2011 وهو يضم 120 منخرط يؤطرهم 20 قائدا يساهمون في تنشئتهم على التربية السليمة وفق ما يقتضيه ديننا الحنيف، وقد انبثق الفوج عن أحد أكبر الأفواج في غرداية هو فوج حمو بلحاج ، حيث وصل عدد منخرطيه الى حوالي 600 كشافا، فتوجب علينا الإنقسام الى أربعة أفواج وفوج الإبداع أحد الأفواج الأربعة. ما هي النشاطات التي تقومون بها؟ - يقوم الفوج بنشاطات مختلفة تدخل في مجالين، الأول النشاطات الخاصة بالبرنامج الكشفي والمجال الثاني هو النشاطات الخيرية، فيما يتعلق بالأعمال الكشفية، فهي تتمثل في إحياء المناسبات الوطنية و الدينية كالمشاركة في الاحتفال بعيد الاستقلال وعيد الثورة والمولد النبوي الشريف، كما نقوم دوريا بحملات تطوعية تتمثل في عملية تنظيف بيوت الله في غرداية وتنظيف الشوارع والأحياء وكذا التشجير الذي يعد ضرورة خاصة في منطقتنا الصحراوية، كما نقوم كذلك بحملات توعية وتحسيس لفائدة المجتمع المدني حول مختلف الآفات والظواهر الاجتماعية في المجتمع وهي موجهة خاصة لفئة الشباب والمراهقين مثل التدخين والمخدرات وقد شاركنا في قافلة حول الآفات الاجتماعية كانت تضم عددا من الأفواج الكشفية من سطيف، الأغواط، الجلفة. كما نقوم أيام العيد بتنظيم حركة المرور بسبب الاكتظاظ ونقوم كل مرة بتنظيم حملات توعوية للسائقين حيث أن الولاية تشهد أكبر نسبة لحوادث المرور بالدراجات النارية وهناك كذلك رحلات تكوينية للكشافين وكذا المخيمات. وماذا عن النشاطات الخيرية؟ - في هذا الصدد، نقوم بتقديم مساعدات كل شهر رمضان من مختلف المواد الغذائية التي تحتاجها العائلات المعوزة ومساعدتهم في الدخول المدرسي بتوفير الكتب والأدوات المدرسية والمآزر وقد قمنا مؤ خرا بهذه الحملة لفائدة الأطفال الأيتام والمعوزين في المنطقة، إضافة الى زيارات لدور الطفولة المسعفة وزيارة المرضى في المستشفيات. ونقوم بإحياء كل المناسبات مثل عيد الطفولة حيث نشارك الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بنشاطات مختلفة كل سنة، كما نشارك مع جمعية العصا البيضاء للمكفوفين بنشاطات ترفيهية في عيدهم، بالإضافة الى هذا، فنحن نخص نزلاء المؤسسات العقابية في أيام العيد بنشاطات ترفيهية تعيد لهم الجو العائلي وتنسيهم، قليلا، معاناة السجن. هل للفوج مشاركات خارج غرداية؟ - نعم، نحن ننشّط بشكل خاص في ولاية غرداية، كما ان لنا نشاطات خارجها من خلال المخيمات الصيفية والحملات التحسيسية والتوأمة بين أفواج مختلفة كما ان لنا مشاركتين دوليتين الأولى في سلطنة عمان ضمن لقاء الجوالة العرب والثانية في فرنسا سنة 2011 . ما هو الهدف من وراء هذه النشاطات؟ - الهدف الأول الذي نسعى الى تحقيقه هو تحسيس المجتمع المدني وتوعيته من مختلف المخاطر وغرس في الشبل والفتى حب الغير وان يكون اجتماعيا مساهما في نهضة وتطوير بلاده، كما ان ديننا الحنيف أوصانا بمساعدة الغير وتقديم يد العون للمحتاج مهما كانت حاجته، فعلينا جميعا ان نتعاون من أجل بناء الجزائر. من أين يتلقى الفوج دعمه المالي؟ - الدعم المالي نتحصل عليه من مساهمات المنخرطين في الفوج حيث تمثل مساهماتهم 80 بالمئة، أما الباقي، فنتحصل عليه بمساهمات المتبرعين من أهل الخير في مختلف النشاطات. ما هي المشاكل التي تعترض عملكم؟ - المشكلة الأولى التي تؤرقنا هي نقص الدعم المالي حيث ان الأعضاء هم من محدودي الدخل، لكنهم يبذلون المال والجهد لإنجاح مختلف المشاريع، كما اننا نعاني من بعض العراقيل الإدارية من مختلف المؤسسات في المنطقة. باعتبار عملك الطويل في الكشافة، ماذا يمكنك قوله للشباب؟ - نحن نعمل على تحسين صورة الكشافة الإسلامية وإعادتها الى سابق عهدها بنفس الحيوية ووتيرة العمل لكن بأسلوب متطور وفق المعايير العالمية، فمن هو ضمن اي فوج عليه ان يستغل السنوات التي يقضيها في العمل الكشفي، فإنه سيستفيد منها الكثير من الجانب التربوي والجانب التكويني، التعليمي وأنصح الشباب ان يلتحقوا بالكشافة الإسلامية لانها مدرسة والمدرسة تنهل منها الكثير. هل من كلمة أخيرة؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي التي فتحت لنا المجال للتعريف بنشاطات الفوج، فنحن نعاني كثيرا من التهميش الإعلامي رغم الأعمال التي نقوم بها والتي تصب في خدمة الصالح العام، كما أتمنى بدوري التوفيق للجريدة في مسارها العملي.