تساهم الكشافة الإسلامية الجزائرية في تنمية قدرات الأطفال والفتية والشباب روحيا وفكريا وبدنيا واجتماعيا، ليكونوا مواطنين صالحين لمجتمعهم. ويتم ذلك من خلال مساهمتها في خدمة وتنمية المجتمع في كل الأحوال والظروف وغرس المبادئ الإسلامية والقيم الوطنية ومفهوم الفتوة والمسؤولية وشحذ الحس المدني، كما يتم أيضا من خلال الأنشطة التي تدعم روابط الأخوة والتعاون مع الجمعيات ذات المبادئ والأهداف المشتركة ويظهر ذلك من خلال عمل الأفواج الكشفية خاصة المتواجدة بالمناطق النائية مثل فوج التحدي ، الذي ينشط بقصر بوانجي بأدرار والذي يسعى الى الرقي بهذه المنطقة والمساهمة في تطوير وتنمية قدرات الأطفال من خلال نشاطات تخدمهم وتخدم المصلحة العامة، وللتعرف أكثر على هذا الأخير، حاورت السياسي بلخير مولود قائد الفوج الذي أكد لنا على أهمية العمل الكشفي الميداني. متى تأسّس فوج التحدي بأدرار؟ - ينتمي فوج التحدي للكشافة الإسلامية الجزائرية في قصر بوانجي ببلدية انزجمير والتي تبعد ب90 كلم عن بلدية أدرار، حيث تأسّس الفوج في 20 أوت 1999 ويضم حوالي 80 منخرطا من الفتيان ويعمل بنشاطات موجهة للفرد والمجتمع. وماذا عن النشاطات التي تقومون بها؟ - كما أشرت سابقا، فإن النشاطات التي نقوم بها موجهة للفرد والمجتمع حيث نعمل على تنمية الطفل ذهنيا وفكريا كما نعمل على صقل مواهبه وتطوير أفكاره، فهناك نشاطات كشفية عامة مثل المخيمات الصيفية والشتوية والتي نهدف من خلالها الى تقوية روح العمل والمبادرة لدى الطفل واكتشاف مواهبه وتعريفه بمحيطه وبمختلف الثروات التي تزخر بها الجزائر من خلال تنظيم بعض الخرجات السياحية والاستكشافية لبعض المناطق، فنحن لا نسعى من ورائها الى الترفيه عن النفس فقط، بل كذلك تبادل الخبرات مع أفواج أخرى من ولايات أخرى وآخر مخيم لهذه الصائفة كان بشواطئ زموري ببومرداس حيث كانت لدينا توأمة مع أفواج كشفية أخرى. على غرار هذه النشاطات، هل من أعمال أخرى تُذكر؟ - بخصوص النشاطات الأخرى، فقد شارك فوجنا في ندوة العرفاء التي تنظّمها الكشافة الإسلامية كل مرة والتي نقوم خلالها بطرح موضوع للنقاش ويقوم القادة مع الكشافين بتحليله والوقوف عليه وقد قمنا مؤخرا بالمشاركة فيها مع فوج البشير الإبراهيمي لولاية الوادي حيث كان موضوعها رسول السلام وكانت المواضيع المناقشة حول البيئة والمشاكل الاجتماعية، فكل طفل يطرح مشكلة تواجهه في حيه او مدينته ونتطرق إليها من حيث الأضرار الناجمة عنها وكيفية الحل، على غرار الحملات التحسيسية المختلفة التي نقوم بها من أجل توعية الأطفال والشباب وخاصة المراهقين بمخاطر الآفات الاجتماعية التي باتت تهدّد كيان المجتمع، كما ان فوج التحدي يقوم بالمشاركة في جميع الفعاليات التي تنظمها الولاية من احتفالات ومناسبات مختلفة، إضافة الى حملات التشجير والتنظيف. وماذا عن نشاطاتكم الخيرية والتطوعية؟ - على غرار ما سبق ذكره، فللفوج عدة نشاطات خيرية وتطوعية نهدف لمساعدة العائلات المعوزة ومن بينها ما قمنا به خلال الشهر الفضيل مثل الإفطار الجماعي، مشروع كسوة العيد وتنظيف المساجد وغيرها من الأعمال الخيرية التي تنفعنا وتنفع غيرنا، بالإضافة الى عدة نشاطات خيرية أخرى نقوم بها في كل مرة وذلك حسب إمكانياتنا المادية. إلى ما تهدفون من وراء جل هذه الأعمال التي تقومون بها؟ - الهدف منها هو أن يكون خالصا لوجه الله من خلال مساعدتنا للناس المحتاجة في هذه المنطقة البعيدة عن الولاية بعشرات الكيلومترات، حيث نعمل على تغيير النظرة التي ينظر بها المواطن الجزائري للحركة الكشفية والتي تقتصر على ترديد الأناشيد الوطنية المختلفة والمشاركة في الاحتفالات والمخيمات، بل نسعى الى تطوير المجتمع من خلال تنمية قدرات الطفل كي يصبح فعّالا وإيجابيا في المجتمع، ليصبح رجل المستقبل إما طبيبا او مهندسا او معلما ينفع نفسه وغيره. من أين يتلقى الفوج دعمه المالي؟ - بالنسبة للدعم، فهو محصور فقط على مساهماتنا، فنحن في اي مشروع نطلقه نقوم خلاله بجمع المال من قادة وأعضاء الفوج وحدهم. أما السلطات المحلية للبلدية، فإنها تمدنا بحافلة للتنقل كلما احتجنا إليها. هل من مشاكل تعيق عملكم الكشفي؟ - المشاكل التي تعيق عملنا تتمثل في نقص الدعم المالي الذي يمنعنا في الكثير من الأحيان من إتمام مشاريعنا وإنجاحها، لأننا في منطقة معزولة والناس المحتاجة فيها كثيرون مما يتوجب علينا مساعدتهم، إلا أننا نعجز في بعض الأحيان عن ذلك، بسبب نقص الإمكانيات. ونأمل من السلطات المحلية ان تأخذ نشاطاتنا واحتياجات المحتاجين بعين الإعتبار من أجل العمل وتحقيق الأفضل. وماذا عن نشاطاتكم المتزامنة والدخول الاجتماعي الجديد؟ - نحن في الفوج نقوم بالمتابعة الشخصية لكل طفل منخرط فيه سواء من الجانب العام او الجانب الشخصي، وبمناسبة الدخول المدرسي، فإننا نقوم بلقاءات مع الأطفال من أجل تقديم بعض النصائح بهدف توعيتهم وإرشادهم لتفادي الأخطار والمشاكل التي قد تعيق مسارهم الدراسي. باعتبارك قائدا، هل من كلمة توجهها لكشاف اليوم؟ - الكشافة هي عمل صادق مخلص لله، عزّ وجل، نتعلم فيها الكثير وأنا شخصيا استطعت من خلالها ان أنهل الكثير من المعارف وأتعرف على أمور كثيرة كنت أجهلها، خاصة من خلال الرحلات والمخيمات التي نقوم بتنظيمها في كل مرة، كما تعرفت على أناس أعتبرهم صمام أمان، فهي تعليم وتربية ومن يدخلها ويعمل بمبادئها ينجح في حياته كون الكشافة مدرسة قائمة على عدة مبادئ هامة ومستمدة من ديننا الحنيف. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذا الحوار الذي استطعنا من خلاله التعريف بنشاطات فوج التحدي ببلدية انزجمير بأدرار، وأتمنى لكم ولنا المزيد من النجاح.