عرفت أسواق الماشية إقبالا كبيرا من قبل المواطنين قصد شراء كبش العيد، خاصة مع بداية العد التنازلي لاستقبال عيد الأضحى المبارك، والتي شهدت ارتفاعا جنونيا في أسعار المواشي، جعلت المواطن البسيط في حيرة من أمره مما دفع ببعض العائلات ميسورة الدخل الى الاشتراك مع بعضها البعض في ثمن الاضحية من أجل التمكّن من شرائها حتى لا يحرموا من فرحة العيد. عائلات جزائرية تتشارك فيما بينها بدأت أغلب الاسر الجزائرية رحلة البحث عن كبش العيد الذي يتلاءم سعره مع الامكانيات المادية التي تختلف من اسرة لأخرى، وذلك بالتجول في العديد من الاسواق المنشرة عبر التراب الوطني، من اجل اقتناء اضحية العيد وإتباع سنة نبينا إبراهيم، عليه السلام، لكن وامام غلائها وجشع البعض من التجار ومع الظروف المعيشية الصعبة للبعض، اضطرت بعض الاسر الجزائرية الى اللجوء لابتكار طريقة تمكّنها من الاحتفال بهذه المناسبة الدينية العظيمة، فوجدوا في الاشتراك بأضحية واحدة بين عائلتين او حتى ثلاث عائلات احيانا حلا للتمكّن من الاحتفال بالعيد وذلك من خلال الاشتراك في ثمن الاضحية وشرائها ومن ثمّة، تقسيمها على المشتركين في يوم العيد بعد ذبحها، ويعد الاخوة المتزوجون في بيت واحد وكذا الجيران المقربون من بعضهم من اكثر الفئات التي تتجه الى الشراكة في شراء كبش العيد، من بين الاسر التي قررت العمل بهذه الطريقة عائلة موسى بالعاصمة، حيث يقول عمي موسى انه رب اسرة متكونة من خمسة اطفال ومدخوله الشهري ضعيف لا يمكّنه من تلبية كل طلبات المنزل، وهو نفس الحال بالنسبة لأخويه المتزوجين اللذان بدورهما لهما اطفالا، حيث يقول ان الغلاء الفاحش لأسعار الكباش لم يمكّنه من اقتناء أضحية العيد بمفرده ما جعله يقترح على اخويه فكرة المشاركة في ذبح كبش واحد والتعاون على جمع ثمنه بينهم ليتمكّنوا من تطبيق السنة ولكي لا يحرموا ابناءهم الصغار من الاحساس بفرحة العيد، اما سعيد الذي سيتشارك مع احد جيرانه في جمع ثمن كبش العيد، فيقول انه وجاره يعيشان في بيت واحد ويتشاركان نفس الفناء وقد تربيا مع بعضهما البعض وهما كل سنة تقريبا يشتركان في اضحية واحدة، ويضيف محدثنا ان الظروف المعيشية الصعبة وقلة المدخول اضطره وجاره للاشتراك في ذبح أضحية واحدة، والتي يقول انه وجاره يتعاونان في ذبحها وسلخها وبعدها يقسمانها بينهما بالعدل ويظفر كل واحد منهما بنصيبه من لحم الخروف. انخفاض سعر الأبقار شجع على شرائها فيما فضّلت عائلات اخرى الاشتراك في شراء بقرة او عجل من اجل التضحية به يوم العيد رغم انتشار مرض الحمى القلاعية، كما هو الحال بالنسبة لعائلة رضا الذي اشترك مع بيت زوجته بصفتهم يقطنون في نفس الحي وفي نفس العمارة بالإضافة الى احد جيرانه لشراء بقرة، مرجعا السبب الى حبه للحم الابقار عن لحم الغنم، وعن انتشار مرض الحمى القلاعية، علّق رضا عن الموضوع بالقول انه قد تلقى تطمينات كاملة لصحة البقرة والتي قدمت له عند شرائها ورقة موقعة من طرف طبيب بيطري تؤكد سلامتها من اي مرض، اما جاره الذي شاركه في شراء البقرة، فقد قال ان الفكرة كانت فكرته وهو من اقترح الفكرة على جيرانه. الشرع لا يمنع الاشتراك في الأضحية يقول يوسف بن حليمة، إمام مسجد البحر والشمس بحسين داي، انه يجوز شرعا الاشتراك في الاضحية، لكن بالنسبة للاجر، فإنه يعود على شخص واحد فقط، فهناك العديد من الاشخاص يعانون ظروفا اجتماعية صعبة، فيتعذر عليهم شراء الاضحية ولان ديننا يسر وليس عسر، فقد أجاز لنا ذلك لرفع الحرج عن المسلمين وحتى يتسنى للجميع تذوق فرحة العيد .