تغزو النفايات المنزلية ومختلف أنواع الفضلات معظم شوارع وأزقة بلدية غرداية، حيث تتراكم أكوام النفايات والحجارة هنا وهناك، في منظر يشمئز له المارة أو زوار هذه المدينة السياحية. وقد أضحت النفايات وبقع المياه الراكدة وبقايا مواد البناء التي تجتاح الشوارع والطرقات تشوه صورة بعض أحياء هذه المدينة العريقة لتراكمها لمدة طويلة، مما يعطي مشهدا غير لائق للمدينة. ويتكرر هذا المشهد بمجمل أحياء بلدية غرداية الذي يعكس حالة من تدهور المحيط البيئي بها، مما دفع الأئمة إلى التنديد خلال دروس الوعظ التي يقدمونها بهذه الوضعية حاثين سكان هذه الأحياء إلى التحلي بروح التحضر والإقتداء بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف،الذي يدعو إلى المحافظة على النظافة. وذكر رئيس المجلس الشعبي البلدي لغرداية أن الحالة المتدهورة للمظهر البيئي للبلدية ترتبت عن عدة عوامل من بينها عدم تحلي المواطنين بروح التمدن لا سيما التجار منهم، فضلا عن ضعف قدرات التدخل للبلدية ما يسبّب خللا في التكفل بالنفايات المنزلية، وأشار يحيى عبازة الى أن سكان غرداية يطرحون نفايات يصل حجمها إلى 170 طن يوميا، مضيفا أن بعض عمال النظافة بالبلدية يأسفون لعدم تمكّنهم من أداء مهامهم لاسيما بالأحياء ذات الكثافة السكانية العالية والنشاط التجاري المكثّف والتي تشهد فوضى عارمة في حركة المرور على مستوى طرقات ضيقة التي ليست ملائمة لمرور الشاحنات. ومن جهته، أشار رئيس دائرة غرداية الى أن هناك اختلال واضح ما بين كمية النفايات المنزلية والتجارية والصناعية التي يطرحها سكان غرداية والوسائل المسخرة لجمع هذه النفايات. وذكر محمود الهلا أنه ليس هناك سوى عشرين شاحنة وآلة رفع أغلبها في حالة سيئة مسخرة بمدينة غرداية لجمع هذه الكميات الهائلة من النفايات، معتبرا أن 26 حاوية موجهة لجمع النفايات المنزلية غير كافية. وتظل المشكلة المؤرقة منحصرة في العدد الكبير للنقاط السوداء، (المفارغ الفوضوية)، المقدّر عددها بثلاثين مفرغة التي تغطي الأراضي غير المبنية والساحات والطرق العمومية الواقعة بالنسيج الحضري، كما أشار، بتحسر، داعيا في هذا السياق، للتحلي بروح التمدن من أجل بلدية نظيفة وإرساء تعاون وثيق ما بين مجمل السكان والمنتخبين والإدارة. غياب مؤسسة رسكلة النفايات أزّم الوضع ويلقي سكان أحياء كل من ثنية المخزن وبن غنم والقرطي ووسط غرداية باللوم على بعضهم البعض، فهناك من يرى أن الجيران غير مبالين ولا يهتمون بنظافة أحيائهم، وآخرون يعتقدون أن المنتخبين ومصالح البلدية غير فاعلين بخصوص التكفل بهذه الوضعية، وأبدى من جهته، (ب. جمال)، مهندس في النظافة تابع لقطاع البيئة، تعجبه لغياب مؤسسات الشباب المتخصصة في استرجاع ورسكلة النفايات، مشيرا إلى أن ملايين الدينارات تضيع هباء في الطبيعة كل يوم لانعدام شعبة صناعية للرسكلة حيث تشكل علب التغليف المصنوعة من الكرتون والبلاستيك التي يلقي بها التجار وغيرهم كنزا غير مستغل في ظل غياب جهاز لفرز النفايات، كما يرى المتحدث، معتبرا أن الوقت قد حان لوضع شعب رسكلة وجمع وفرز انتقائي للنفايات. النفايات تُغرق وادي ميزاب واعتبر عديد سكان غرداية، الذين يرون أن هذه الوضعية مثيرة للقلق، أن نمط التسيير المتبع حاليا في جمع النفايات المنزلية غير فعّال على مستوى كامل إقليم وادي ميزاب الذي يظل يشهد حالات تدهور واعتداء متكرر على البيئية يتسبّب فيها العامل البشري، ومن أجل وضع حد لهذه الوضعية وتحسين المشهد العام للمنطقة وإعادة إشراقتها سيتم إطلاق برنامج طموح بالشراكة مع مختلف الفاعلين بالمنطقة لحماية وادي ميزاب الذي يمثل رئة طبيعية للمنطقة، كما أكد والي غرداية. واعتبر عبد الكريم شاطر أن الإستراتيجية العامة المتبعة لتحسين الإطار المعيشي للمواطنين وضمان التنمية بغرداية سيتم اتخاذها ضمن مسعى متقدم من أجل ضمان تسيير أمثل للتنمية بهذه المنطقة، كما تقرر بولاية غرداية استحداث هيئة اقتصادية، تجارية لتسيير وجمع النفايات المنزلية وغيرها من الفضلات بالمنطقة، حسب والي الولاية. ويرتقب الشروع في عمليات لإزالة الحصى والحجارة قبل استخدام مجرى الوادي كفضاء للعب موجّه للأطفال والشباب واستحداث بوسائل بسيطة ملاعب لكرة القدم وفضاءات للتوقف والراحة، كما ذكر رئيس الهيئة التنفيذية لولاية غرداية.