تواجه أغلب الفرق العربية والإفريقية، التي سعت لتعزيز تشكيلاتها بمواهب مولودة ومكونة في أوروبا، من أجل خوض تصفيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، رفضا متزايدا خلال الأيام الماضية. وانهارت الآمال لجذب لاعبين مميزين من أوروبا من أجل تمثيل البلدان الإفريقية التي ينحدرون منها، فيما قد تصبح بداية لمحاولات اوروبية لحماية مواهبها الشابة من الاستقطاب. والأسبوع الماضي استدعت ألمانيا، بطلة العالم، اللاعب كريم بلعربي ضمن تشكيلتها لخوض مبارتين ضد بولندا وايرلندا في تصفيات بطولة اوروبا 2016 لينتهي عمليا أمل المغرب في أن يمثلها اللاعب. والتقى بلعربي، مهاجم باير ليفركوزن، الذي أحرز أسرع هدف في تاريخ دوري الدرجة الأولى الألماني في الجولة الافتتاحية للموسم مع بادو الزاكي، مدرب المغرب الشهر الماضي، حيث سعى البلد العربي لأن يلعب باسمه قبل استضافة نهائيات كأس الأمم الإفريقية في جانفي المقبل. وبلعربي البالغ من العمر 24 عاما مولود لأب غاني وأم مغربية ويمثل جيلا جديدا من اللاعبين المنحدرين من جنسيات مختلفة في مسابقات الدوري الكبرى باوروبا والذين يملك كل منهم أكثر من خيار فيما يخص البلد الذي يمكنه اللعب باسمه. واستقطبت منتخبات إفريقية عددا كبيرا من اللاعبين المنحدرين من أصولها للعب باسمها وأكثرها الجزائر التي ضمّت تشكيلتها من اللاعبين المولودين بفرنسا أكثر مما تضم من مواليد الجزائر حين خاضت نهائيات كأس العالم بالبرازيل هذا العام. لكن أحدث أهدافها نبيل قفير، لاعب وسط أولمبيك ليون، رفض الدعوة الأسبوع الماضي واختار اللعب لمنتخب فرنسا تحت ال21 عاما بدلا من فرصة اللعب للجزائر في مبارتين بتصفيات كأس الأمم الإفريقية. وتلقى فقير البالغ من العمر، 21 عاما، والمولود في ليون دعوة من الجزائر الأسبوع الماضي، لكنه بعد يوم واحد، استدعي للعب مع شباب فرنسا في مبارتين ضد السويد يوم الجمعة والثلاثاء المقبلين. وقال فقير لصحيفة ليكيب عن اختياره الصعب أتمنى أن لا أندم على اختياري هذا . وقد يندم اللاعب جزائري الأصل على اختياره للمنتخب الفرنسي خاصة في الوقت الحالي. إذ يعد هذا الأخير من أشهر الفرق التي تعرف بعنصريتها تجاه العرب والأفارقة. وخير مثال ما حدث للاعب مانشستر سيتي سمير ناصري الذي يكون قد ندم على رفضه الانضمام للمنتخب الوطني عندما كان يلعب في مارسيليا، حيث أن فريق الديكة حرمه من المشاركة في أغلى المنافسات الدولية (كأس العالم) في مناسبتين متتاليتين بل أكثر من ذلك، فقد دفعوه للتفكير في الإعتزال مبكّرا رغم أنه يعد من أحسن اللاعبين في الدوري الإنجليزي حاليا. وكانت ساحل العاج التي خسرت مباراتها الأولى في التصفيات الإفريقية 4-1 أمام الكاميرون الشهر الماضي تمني النفس بتعزيز هجومها باللاعب توماس توري وهو فرنسي المولد عمره 20 عاما، قبل استئناف المشوار ودعته للعب معها بعد أول أهدافه في دوري الدرجة الأولى الفرنسي مع فريقه بوردو. لكن توري الذي اعتبر من اكتشافات الموسم في الدوري الفرنسي رفض فرصة أن يصبح خليفة ديدييه دروغبا المعتزل، وقال إنه يحتاج لوقت قبل اتخاذ قرار وفقا لاتحاد ساحل العاج لكرة القدم.