في النسخة الحالية من كأس العالم، نستعرض ستة لاعبين من أصول عربية، يشاركون في العرس الكروي إلى جانب منتخب بلدانهم الأوروبية والأميركية. علما أن هزيمة ممثل العرب الوحيد، المنتخب الأخضر الجزائري، على يد المنتخب البلجيكي، أتت من هدفين بتوقيع من لاعبين بلجيكيين من أصول مغربية. 1- كريم بنزيما ولد كريم حافظ بنزيما في 19 كانون الأول/ديسمبر 1987، في مدينة ليون، التي هاجر إليها جده من مدينة تيقزيرت بولاية تيزي وزو في الجزائر في خمسينيات القرن الماضي. يلعب بنزيما مهاجما في نادي ريال مدريد الإسباني وكذلك مع المنتخب الفرنسي، بعدما تدرج في أكاديمية الشباب في ليون. شارك بنزيما في كأس أوروبا 2008 وفاز بجائزة هداف الدوري الفرنسي في موسم 2007-2008. وقبل أن يمثل المنتخب الفرنسي، استدعاه الاتحاد الجزائري لتمثيل الجزائر في المونديال، لكنه رفض وقال "الجزائر هي بلد والديّ وهي بقلبي، لكن في كرة القدم سوف ألعب فقط للمنتخب الفرنسي"، ليستدعى في 28 آذار/مارس 2007 إلى صفوف المنتخب الفرنسي الأساسي ومباراته أمام منتخب النمسا، ويسجل هدف فوز لفرنسا في تلك المباراة... وتكر سبحة الإنجازات. وفي 1 تموز/يوليو 2009 انتقل إلى نادي ريال مدريد الإسباني مقابل 35 مليون يورو. وفي المونديال الحالي، قاد بنزيما المنتخب الفرنسي إلى فوز كبير على الهندوراس بثلاثة أهداف نظيفة، سجل هو منها هدفين. ويعول على بنزيما أن يكون نجم المنتخب الفرنسي، ويخلف زين الدين زيدان، وميشال بلاتيني. 2- سامي خضيرة ولد سامي خضيرة في الرابع من نيسان/أبريل 1987 في مدينة شتوتغارت الألمانية، لأب تونسي وأم ألمانية، وبدأ اللعب باكرا في نادي "تي في أفينجين" في عام 1995، ثم نادي شتوتغارت للشباب الذي احترف معه عام 2004. عام 2006 خاض مباراته الأولى في ال"بوندسليغا" أمام "هرتا برلين"، لتكر سبحة المباريات والإنجازات، فسجل خضيرة في مباراته الرابعة هدفين أمام شالكه. وعام 2007، فاز بأول ألقابه مع نادي شتوتغارت بدوري بوندسليغا بفضل هدف حاسم استطاع فيه إعطاء النقاط الثلاث لفريقه على حساب "إينرجي كوتبوس" (انتهت 2-1). وحجز بذلك مركزه في المنتخب، ليختاره المدرب يواخيم لوف للعب في المنتخب الألماني لدن 21 عاما عام 2009. وقد استطاع خضيرة البرهنة على علو كعبه، ففاز مع الفريق بكأس الأمم الأوروبية تحت 21 عاما، ما أدى إلى اختياره للمشاركة مع المنتخب الألماني الأول في فعاليات كأس العالم 2010. وكان من حسن حظه إصابة قائد الفريق مايكل بالاك، ما دفع بيواخيم لوف مدرب المنتخب للطلب منه قيادة وسط المنتخب برفقة باستيان شفاينشتايجر. وفي المباراة أمام الأوروغواي على المركز الثالث، سجل خضيرة هدفه الأول ضد المنتخب الأوروغواياني، وساهم في تحقيق الفوز. وبعد إقناع العالم بمستواه مع منتخب ألمانيا في كأس العالم 2010 وقع سامي خضيرة عقداً مع ريال مدريد لخمس سنوات. 3- ميغيل ليّون ولد ميغيل ليون في 25 حزيران/يونيو 1988 في مدينة كوردوبا في المكسيك، وابتدأ مسيرته الكروية في صفوف فريق مغمور يدعى "تيبورونيس روخوس دي فيراكروز"، لينتقل بعدها في موسم 2009-2010 إلى إيطاليا ويصبح أول لاعب مكسيكي يحترف في نادي "أتلانتا". بعد إيطاليا عاد إلى المكسيك، وتعاقد مع نادي "أميريكا" أحد أعرق الأندية المكسيكية، لكن الجمهور واجهه بعدائية غير مسبوقة، وصلت إلى حد إطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تقول "الحق كله على ليون". وتقول وكالة الصحافة الفرنسية إن أصل ليون هو قرية بيت ملات العكارية اللبنانية (شمال لبنان). أول مباراة دولية خاضها ليون في صفوف منتخب المكسيك الأول كانت خلال الكأس الذهبية عام 2013، ليثبت نفسه لاعبا اساسيا في صفوف "آل تري" وهو لقب منتخب المكسيك. وفي أحاديث صحافية يقول عن تلك الفترة "الطريقة الوحيدة التي كان بإمكاني الرد على هؤلاء من خلالها هي أدائي على أرضية المستطيل الأخضر وليس على مواقع التواصل الاجتماعي". في أيار الماضي، استطاع فريقه بمساهمة كبيرة منه ادراك التعادل مع غريمه التقليدي "كروز أزول" في مباراة الإياب في الدور النهائي لبطولة المكسيك. ثم بعد اللجو ء إلى ركلات الجزاء الترجيحية، سدد ليون الكرة الحاسمة، مانحا الكأس لفريقه. وساهم في إيصال المنتخب المكسيكي الأول إلى كأس العالم أثناء خوض الملحق مع نيوزيلاندا، صانعا ثلاثة أهداف من التسع التي سجلها منتخب بلاده. وفي النسخة الحالية من المونديال، شارك ليون في مباراتي فريقه أمام الكاميرون (1-صفر) وأمام البرازيل (صفر-صفر)، مبرهنا عن علو كعبه، ومعنوياته الفولاذية التي استطاع بها تخطي الحواجز، وتحويلها إلى حوافز. 4- مروان فيلايني ولد مروان عبداللطيف فيلايني في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1987 في مدينة إيتربيك، إقليم بروكسل عاصمة بلجيكا، لأب مغربي وأم جزائرية. تميز مروان بأسلوب لعبه وقدرته على اللعب في مختلف مناطق الملعب، فلعب كمحور متقدم وصانع ألعاب، وكمهاجم ثانً. ويتميز مروان بطول القامة الذي يميزه بالكرات الرأسية (194 سم). بدأ فيلايني مسيرته الرياضية عام 1994 مع آندرلخت. ومن ثم انتقل عام 2008 إلى نادي إيفرتون الإنكليزي. وعام 2013، تعاقد مع نادي "مانشيستر يونايتد" مقابل مبلغ قدر ب 27.5 مليون جنيه إسترليني. ويشارك فيلايني في هذه النسخة من المونديال كلاعب في الفريق الأول، بعد أن لعب لمنتخب بلجيكا فئة الشباب كلاعب وسط. يذكر أن والد مروان كان لاعبا في نادي الرجاء البيضاوي المغربي، ولعب لفرق محلية لا سيما طنجة بحكم إنه ينحدر من مدينة طنجة، ولعب أيضا كحارس مرمى لفريقي الرجاء كازابلانكا و حسنية أغادير، وكان من المقرر أن ينتقل للعب في بلجيكا، إلا أن ناديه رفض تسليم أوراقه، ففضل البقاء في بلجيكا والعمل كسائق. ونقلت وسائل الإعلام العالمية تصريحا لفيلايني بعد أن لعب للمنتخب البلجيكي قوله "المنتخب البلجيكي قدر موهبتي بعكس المنتخب المغربي، سارت الأمور بسرعة، وبلجيكا سمحت لي باللعب في أقوى المنافسات لا سيما كأس العالم وغيره، ولا أنكر أن المنتخب المغربي يضم لاعبين مميزين وأتابعه باستمرار". 5- ناصر الشاذلي ولد ناصر الشاذلي في الثاني من آب/ أغسطس 1989 ، وهو لاعب كرة القدم بلجيكي من أصل مغربي، ويحمل الجنسيتين. لعب الشاذلي لنادي "توتنهام هوتسبر" الإنكليزي، وتوينتي الهولندي ولمنتخب بلجيكا لكرة القدم، وهو يلعب في مركز الوسط. في بداياته، لعب الشاذلي مع "ستاندار لييج" وماستريخت. وفي صيف عام 2007، تم التعاقد معه من قبل النادي الهولندي "أجوف أبلدورن"، الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية. حيث اعتبر موهبة ناشئة. لعب الشاذلي باسم مستعار "كاليفي"، وسجل أول هدف له في المباراة أمام "أف سي فوليندام". يتقن الشاذلي التسديد بكلتا قدميه، ويلعب في خط الوسط. في كأس العالم 2010، مثل منتخب المغرب وديا، واستطاع إحراز هدف في المباراة أمام إيرلندا الشمالية التي انتهب التعادل الإيجابي 1-1، واختير رجل المباراة. قبل أن يختار الدفاع عن ألوان البلد الذي ولد فيه، حيث خاض مع منتخب بلجيكا 18 مباراة دولية حتى الآن. 6- دريس ميرتنز ولد دريس ميرتنز في السادس من أيار/مايو 1987، في مدينة ليفين بلجيكا. وابتدأ مسيرته الكروية في أكاديمية نادي أندرلخت للشباب ، ثم وقع عقد إعارة مع نادي "ايندراخت آلست" من الدرجة الثالثة، لينتقل في وقت لاحق عبر الحدود الشرقية، للعب لصالح النادي الهولندي "أجوف أبلدورن". وفي موسم 2008-2009 منح ميرتنز جائزة "دي غودن ستير"، وهي جائزة تمنح لأعظم المواهب في دوري الدرجة الثانية الهولندي. في حزيران 2011، انضم ميرتنز إلى نادي "بي أس" في آيندهوفن. سجل ميرتنز أول هاتريك له مع آيندهوفن عام 2011 ضد إكسلسيور. وتابع أداءه القوي ليسجل أربعة أهداف في في مرمى فريق رودا. وفي أول موسم له مع آيندهوفن، سجل 21 هدفا في ميرتنز في 33 مباراة. عام 2013، انتقل إلى نابولي الإيطالي، مقابل تسعة ملايين و500 ألف يورو، ليمنح الفريق كأس إيطاليا بتسجيله هدفا قاتلا في الوقت المحتسب بدل الضائع. عام 2010، تم استدعاء ميرتنز لتصفيات كأس الأمم الأوروبية، وحول تأخر بلجيكا 1-2 إلى فوز 4-2 على هولندا. وفي هذه النسخة من كأس العالم، دخل ميرتنز إلى المباراة في الشوط الثاني، وسجل هدف الفوز لبلجيكا على حساب الجزائر، لتنتهي المباراة 2-1. المصدر: راديو سوا ووكالات