أمتعت مسرحية الكلمة الثالثة التي أنتجها المسرح الجهوي محمود تريكي بقالمة جمهور مدينة بسكرة خلال عرضها سهرة الأحد على ركح قاعة سينما الزعاطشة. وتبدأ المسرحية بعرض وضعية أحد الرجال النبلاء الذي أحب زوجته بكل إخلاص ورزق منها بولد وحيد سمياه بابلو لكن فجأة يكتشف الزوج الوفي أن زوجته فرت مع عشيقها فأصيب بحالة من إحباط شديدة وأخذ عهدا على نفسه أن يأخذ ابن إلى الغابة حتى يتولى تنشئته بعيدا عن الواقع المليء بالمخازي والحب الممزوج بالخداع. وبين أحضان الطبيعة التي استمرت عشرين عاما مثلما تبرزه أطوار المسرحية يعيش فتى الغابة في كنف الحرية وطهارة النفس لكن يكتسب صفة متوحشة ولذلك بمجرد وفاة والده تتولى عمتاه أنخيليا وماتيلدا تربيته وإعادة دمجه في المجتمع لكن خاله رولدان مدير أعمال البيت وابنه خوليو المحامي يريدان عكس ذلك بغرض الاستيلاء على ثروة الولد الطائلة. وفي خضم ذلك تجتهد العمتان في تعليم الفتى المتوحش بمحاولات فاشلة مع أربعة معملين إلى غاية استقدام المعلمة الشابة الأنيقة مارغا التي أفلحت بصبرها وعنادها أحيانا في تهذيب سلوكه وتخليصه من مكائد آل رولدان وتقريبه من الحضارة ونشأت بينهما قصة حب وحملت منه. لكن بابلو يكتشف أن مارغا بعد اعترافها له أنها كانت عشيقة سابقة لخوليو بما يشبه تكرار سيناريو والده وأمه حيث امتلأ غضبا وراح يصرخ في وجهها بما يعني رفضه لهذا العالم الواقعي الملوث إلى أن سقطت أرضا في حالة إغماء. وبدأ في تلك الأثناء بابلو في استعطافها بعد أن اعتقد أنها رحلت إلى العالم الآخر وردد ثلاث كلمات كانت الأولى (الله) الذي استنجد به في هذه المحنة وثانيا (الموت) التي تلفظ بها عندما توهم أنها فارقت الحياة بينما الكلمة الثالثة التي هي (الحب) نطقها للتعبير عن تعلقه بهذه الفتاة وكانت آخر كلمة تفوه بها قبل إسدال الستار على المسرحية. للإشارة، فإن هذه المسرحية الاجتماعية التي تابعها عشاق الفن الرابع على مدار ساعة ونصف من تأليف الإسباني اليخاندرو كاسونا فيما أخرج النص وأعده الجزائري عيسى جقاطي.