قضية حال نموذج مصغر عن العلاقات المشبوهة التي تخلقها التصرفات اللامسؤولة، أبطالها بالغون يقومون بتصرفات منافية للقوانين السماوية والوضعية ونتائجها وخيمة طالب ممثل النيابة العامة للغرفة الجزائية بالعاصمة تشديد عقوبة المتهمين الثلاثة الفتاة "أ.م" وصديقها"م.م" و"آيت.س"طبيب مختص في طب النساء المتابعين بارتكاب جنحتي السرقة والإجهاض بعدما استفاد من البراءة على مستوى المحكمة الابتدائية من جرم الإجهاض، والتمس إنزال عقوبة خمس سنوات سجنا نافذا في حق الطبيب وثلاثة سنوات في حق الفتاة وعشيقها. الفتاة شابة في 25 من العمر متوسطة الطول مقبولة الجمال مستواها الدراسي الثامنة أساسي، تكفلت جدتها بتربيتها منذ نعومة أظافرها وبما أنها لم تفلح في الدراسة التحقت بمركز التكوين المهني بالقبة لتتعلم الحلاقة، وهناك تعرفت على شاب سرعان ما تطورت العلاقة بينهما لتصبح قصة حب عنيفة انتهت بفقدانها لعذريتها، ولم يتوقف الأمر هنا، وإنما صار هذا الأخير يعاشرها معاشرة الأزواج في كل مناسبة وبجميع الأمكنة حتى العمومية منها، لتكتشف بعد مرور أنها حامل في شهرها الثاني، وبدأت علامات الوحم والإرهاق تظهر عليها، مما أثار قلق عائلتها عليها بسبب الإضطرابات الصحية التي تعاني منها، ولتستر نفسها، توجهت إلى عشيقها الذي لم يكلف نفسه عناء التفكير فيها أو في ابنه، ونصحها بالذهاب إلى طبيب نساء وإجراء عملية إجهاض، وهذا ما قامت به، حيث طلب منها الطبيب مبلغ 3 مليون سنتيم مقابل إجراء العملية، فما كان منها الا العودة لصديقها المفلس، والذي طلب منها سرقة مجوهرات جدتها التي ربتها لتغطية تكاليف العملية، وليحصل هو طبعا على بعض المال حتى يتقدم إلى خطبتها، لأنه يحبها و لا يمكنه العيش من دونها . وفي صباح اليوم الموالي غافلت المتهمة جدتها وسرقت مبلغ180 مليون سنتيم ملك لعمتها كانت تخبئه عند أمها وسلمته إلى عشيقها كاملا، بعدما اقتطعت منه تكاليف عملية الإجهاض وهذا سنة 2007 ، ومنذ ذلك التاريخ تغير الشاب من ناحيتها بقطع علاقته بها، كما تراجع عن وعوده بالزواج بها، وأمام كل هذا وجدت الفتاة نفسها قد خسرت كل شيء و تسببت في فتنة كبيرة بالمنزل بعد اكتشافهم أمر سرقة النقود وبدأ تبادل التهم بين الأشقاء، إلى أن تطورت الأحداث إلى معارك بالأسلحة البيضاء، فلم تجد من سبيل لحل ذلك إلا التوجه إلى مركز الشرطة والإدلاء بكل شيء، هذا مجمل ما جاء في تصريحات الفتاة المتهمة التي كانت مضطربة جدا وظهر عليها الإجهاد النفسي. وهي التصريحات التي فندها صديقا والطبيب، حيث أكد الأول أنه جمعته علاقة بالفتاة لكن كانت سطحية وأن جميع لقاءاتهما كانت في أماكن عمومية، أما الطبيب فذكر أن الفتاة قصدته مرتين للكشف عنها ولم تكن تعاني من أي شيء وهذا كل ما بالأمر. أما الجدة التي تأسست طرفا مدنيا في القضية، فغادرت القاعة وهي جد منهارة وتبكي، من شدة تأثرها بحالة حفيدتها وعلاقتها المشبوهة مع هذا الشاب الذي أفقدها شرفها وعقلها معا، وهي تردد"حسبي الله ونعم الوكيل"لدرجة أنها أبكت غالبية الحضور.