شهدت مدينة القدسالمحتلة، أمس، عملية استشهادية استهدفت كنيسا يهوديا، غرب المدينة، أدت الى مقتل 5 إسرائيليين اعتبرها الفلسطينيون ردا طبيعيا على سلسلة جرائم الاحتلال، وتبنتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وقالت وسائل إعلام اسرائيلية ان خمسة اشخاص على الاقل قتلوا أمس فى هجوم شنّه مسلحان على كنيس يهودي في مدينة القدسالمحتلة، فيما أغلقت قوات الاحتلال منطقة الحادث والشوارع المحيطة بها. ويأتي الهجوم في وقت تعيش فيه مدينة القدس أوضاعا صعبة جراء استمرار الاقتحامات للمسجد الأقصى واستفزازات المستوطنين واستمرار النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية بالمدينة. ويجابه الفلسطينيون تصاعدا لاجراءات إسرائيلية لتغيير الواقع في الحرم القدسي الشريف سواء في ساحة البراق أو داخل أسوار الحرم وبطرق مختلفة، منها السماح للمستوطنين بالدخول إليه وأداء الصلوات التلمودية فيه ومنع المصلين المسلمين من دخوله في أوقات معينة والسماح لأعمار معينة بالدخول ومنع الفئات العمرية الشابة من الوصول إلى المسجد الأقصى ومنع أعمال الترميم أو الصيانة بكافة أشكالها. ويعتبر الفلسطينيون أن قيود إسرائيل تستهدف فرض التغيير الزماني والمكاني في المسجد الأقصى. حماس: العملية رد طبيعي للاستفزازات ضد المسجد الأقصى وباركت حركتا حماس والجهاد الاسلامي الهجوم على الكنيس وأكدتا أنه يأتي كرد طبيعي على سلسلة الجرائم التي يرتكبها المحتل الاسرائيلي في المسجد الأقصى. وقالت حركة حماس، أن هذا الهجوم يعد ردا على مقتل الشهيد يوسف الرموني، سائق الحافلة الفلسطيني الذي عثر عليه أول أمس الاثنين مشنوقا في حافلة في القدس الغربية. يشار الى انه وفق مصادر فلسطينية، فإن موقع العملية قريب من المكان الذي تم العثور فيه على يوسف الرموني الذي اكد الفلسطينيون أنه قتل شنقا على يد مستوطنين في الحافلة. وشدّد سامي أبو زهري، المتحدث باسم الحركة الإسلامية، على أن هذا الهجوم يأتي أيضا ردا على سلسلة الجرائم التي يرتكبها المحتل الاسرائيلي في المسجد الأقصى، في الوقت الذي تضاعفت فيه التوترات خلال الأسابيع الماضية حول ساحة الأقصى. من جانبها، رأت حركة الجهاد الإسلامي أن هذا الهجوم رد طبيعي على جرائم المحتل. أما السلطة الفلسطينية، فقد أدانت الهجوم وأكدت انه آن الأوان لإنهاء الاحتلال وإنهاء أسباب التوتر والعنف. وجاء في بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية ان هذه الاخيرة أدانت على الدوام عمليات قتل المدنيين من أي جهة كانت وهي تدين اليوم عملية قتل المصلين التي تمت في إحدى دور العبادة في القدس الغربية، كما تدين كل أعمال العنف أيا كان مصدرها. وطالبت الرئاسة بالمناسبة، بوقف الاقتحامات للمسجد الأقصى واستفزازات المستوطنين وتحريض بعض الوزراء الإسرائيليين، مؤكدة أنه آن الأوان لإنهاء الاحتلال وإنهاء أسباب التوتر والعنف، كما شدّدت على الإلتزام بالحل العادل القائم على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية. توعدات إسرائيلية بالرد على الهجوم وقد رد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين تانياهو على الهجوم بتوجيه أصابع الاتهام الى السلطة الفلسطينية وحماس في الوقت نفسه، وقال إنها نتيجة مباشرة لتحريض الجهتين، على حد زعمه. ووفق مصادر اسرائيلية، فإن منفذي العملية هما من حي جبل المكبر في القدس الشرقية وان احدهما يدعى غسان ابو جمل، بينما اسم المنفذ الآخر للعملية هو عدي ابو جمل وهما من ذات العائلة. وأعلنت الجبهة الشعبية اليسارية لتحرير فلسطين أن منفذي عملية الهجوم على الكنيس في القدس أمس ينتميان لها. وقال بيان صادر عن كتائب أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية أننا في كتائب أبو علي مصطفى نبارك أي عمل مقاوم يستهدف اقتلاع المستوطنين والمحتلين الذين يدنسون أرضنا، وهذه العملية وغيرها من العمليات البطولية التي ينفذها أبطال القدس رد طبيعي على جرائم الاحتلال وشكل من أشكال المقاومة الشعبية . واشنطن من جهتها، أدانت على لسان وزيرها للخارجية، جون كيري، الهجوم وأعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وفق ما أعلنه قصر الاليزي، عن قلقه العميق إزاء سلسلة أعمال العنف في القدس واسرائيل والضفة. نداءات دولية تضمن الأمن وجّهت الاممالمتحدة، أمس، نداء ملحا لقادة الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني للقبول بتسويات صعبة تعزز الاستقرار وتضمن الأمن على المدى البعيد في المنطقة. وأكد يانس اندريس توبيرع فراندسين، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية بالوكالة خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع الحالي في الشرق الأوسط، على أهمية منع المزيد من تصاعد التوترات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والعودة إلى طاولة المفاوضات. كما حذّر مساعد الأمين العام من أن تواصل النشاط الاستيطاني الإسرائيلي يقوض جهود تهدئة التوترات في القدس، مشيرا إلى التقدم في خطط بناء 500 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة رامات شلولومو والموافقة على إنشاء 28 مبني سكني جديد و200 وحدة جديدة في مستوطنة راموت بالقدس الشرقية، مؤكدا أن هذه الإجراءات تتم رغم الرفض الجماعي للنشاط الاستيطاني المتزايد في جلسة مجلس الأمن الأخيرة حول القدس.