يتوقع تحقيق إنتاج كلي من البطاطس غير الموسمية برسم الموسم الفلاحي الجاري 2014-2015 بولاية قالمة يصل إلى 402610 قنطار ما يمثل تراجعا كبيرا مقارنة بالموسم الماضي الذي وصل الإنتاج فيه إلى 676473 قنطار من نفس المادة، حسبما علم من مديرية المصالح الفلاحية. وتشير المعطيات الميدانية قبل مباشرة حملة جني البطاطس غير الموسمية التي يتوقع انطلاقها مطلع ديسمبر المقبل، لتتواصل إلى غاية فيفري 2015 إلى تقلص ملحوظ في المساحات المخصصة لإنتاج هذه المادة خلال الموسم الجاري، وفقا لما صرحت به ليلى حموش رئيسة مكتب الإرشاد الفلاحي والتكوين بمديرية الفلاحة. وأوضحت أن المساحات الكلية المستهدفة من خلال حملة الجني المقبلة بالولاية تصل إلى 1239 هكتار فقط في البطاطس بنوعيها الموجه للاستهلاك أو للتكثيف، وهو ما يمثل نصف المساحات تقريبا المحققة خلال الموسم الماضي والمقدرة ب2254 هكتار. وأفادت ذات المتحدثة بأن المساحات الكلية المنجزة خلال الموسم الفلاحي (2014-2015) لم تصل حتى إلى الأهداف المسطرة للشعبة قبل حملة البذر التي كانت في الفترة الممتدة بين شهري أوت وأكتوبر من السنة الجارية والمقدرة ب2045 هكتار من البطاطس بنوعيها الموجه للاستهلاك أو للبذور. وأشارت الى أن المساحات التي شملتها حملة البذر اقتصرت على المناطق التي تدخل في محيط السيقي، وتتوزع عبر بلديات قالمة وبومهرة أحمد وبلخير وبوشقوف وبني مزلين والفجوج وجبالة خميسي. وأرجعت ممثلة مديرية المصالح الفلاحية الأسباب الرئيسية للتراجع المفاجئ في إنتاج البطاطس غير الموسمية بهذه الولاية إلى عدة أسباب تتصدرها قلة اليد العاملة نتيجة عزوف العاملين ومغالاتهم في طلب الأجور المناسبة لمجهودهم، خاصة وأن ساعات العمل اليومي عادة ما تنطلق في الصباح الباكر، كما أن استخراج البطاطس من باطن الأرض يتم بطريقة يدوية. إلْتهاب أسعار كراء الأراضي سبب تراجع الإنتاج وتمثل قلة الأراضي الفلاحية المتواجدة داخل محيط السقي أو بالقرب من المجاري المائية بالولاية أحد أهم الأسباب وراء تراجع الإنتاج في ظل إلْتهاب أسعار كراء الأراضي الصالحة لإنتاج البطاطس -إستنادا لما ذكرته هذه المسؤولة- قائلة أن أسعار كراء الهكتار الواحد وصلت إلى 130 ألف د.ج، يضاف إليها أسعار البذور وباقي التكاليف الأخرى التي تمثل أعباء كثيرة على المنتجين. في نفس السياق، فقد كان لقلة توفر أماكن تخزين محصول البطاطس غير الموسمية المنتجة بكميات معتبرة خلال المواسم الأخيرة أثرا سلبيا على عزوف الفلاحين على إنتاجها هذا الموسم، كما أشير إليه. وذكرت رئيسة مكتب الإرشاد الفلاحي بمديرية المصالح الفلاحية بأن هذه الوضعية تستدعي التدخل العاجل من الجهات المعنية من خلال تكثيف عملية التحسيس والإرشاد الواسعة وسط الفلاحين، وذلك بالتنسيق مع مختلف الشركاء للحفاظ على التطور الكبير الذي حققته شعبة البطاطس غير الموسمية على مدار المواسم الماضية من حيث المساحات المنجزة أوالمردود المحقق وحتى في النوعية الجيدة.